آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

إصلاح ذَات البّين

جمال حسن المطوع

إصلاح ذات البين بين المتخاصمين هدف سامي وعمل جليل القدر لكل من يسعى إليه، ويتوفق في مساعيه من خلال بذل الجهد والمبادرات الطيبة التي يقوم بها أولئك الرجال من أهل الخير والصلاح من السعي الحثيث في تقريب وجهات النظر والضغط على الأطراف المتنازعة أصحاب المشكلة والقضية الذين باعدت بينهم المسافات، وانقطع الود والاحترام، بل حتى التلاقي، وما أسوأ من ذلك كله هو التباعد والتنافر ليصل الأمر في شدته وقوته بينهم إلى عدم إفشاء السلام الشرعي، وهذا أمر خطير للغاية والذي قد يؤدي إلى هدم العلاقات الاجتماعية، بل حتى العائلية من ناحية... ومن ناحية أخرى يصل الأمر بينهم إلى التشفي والشعور بنشوة الانتصار عندما يصاب أحدهم لا سمح الله بمشكلة عويصة أو أمر جلل، هنا تبدأ المعايرة والسعي إلى نشر غسيل سيئ الذكر بين الناس، ويبدأ التلاسن والتشاحن، فتزداد الأمور سوءً قد تصل إلى حد رفع القضايا بينهم إلى الجهات المسؤولة لحلحلة القضية.

هنا يبدأ دور الوسطاء المصلحين لتهدئة الأمور وحلها على نار هادئة والضغط على الطرفين في تقديم التنازلات والأخذ والرد بأسلوب يتسم بالحكمة والتعقل وعدم الانحياز إلى طرف ضد الآخر، بل وضع الأمور والمشاكل على المنضدة والتسامح والتغاضي والتنازلات ما أمكن إلى ذلك سبيلا حتى يتم الوفاق والاتفاق وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها من المحبة والألفة والوئام وطرد الماضي بكل سوءاته ووضعه في سلة المهملات إلى غير رجعة والبدء في حقبة تصالحية مبنية على الاحترام المتبادل والصفح الجميل.

وجاء عن الإمام جعفر الصادق : «صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا».

حري بنا أن لا ننسى أصحاب الدور المحوري البناء الذين قاموا به من سعي وجهد مشكورين بإصلاح ذات البين بين المتضادين، وفي نفس الوقت يجب على الناس التأييد والدعم بالقول والفعل ومعاونتهم بما يحتاجون له في دفع الأمور ومباركتها إلى ما يحقق النتائج المرجوة من ذلك السعي المشكور والمطلوب، فإن إصلاح ذات البين يعود على الجميع بالهدوء والاطمئنان النفسي والاستقرار العاطفي، كما أن الفشل في إصلاح ذات البين يضر المجتمع عامة، ويفككه بما يسود فيه من الأحقاد والضغائن والجرائم والانتقام أعاذنا الله وإياكم من ذلك حاضرا ومستقبلا.