آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

ماذا علمتني سيدتي فاطمة (ع)؟

مفيدة أحمد اللويف *

إن سيدتي فاطمة هي القدوة المثالية لنا جميعا، فقد كانت في طفولتها ترعى أبيها وتسهر على راحته بعد وفاة أمها السيدة خديجة وقد سميت بأم أبيها، وبعد أن كبرت أصبحت مثالا للزوجة الصالحة والأم المربية الفاضلة حيث بذلت كل جهدها لتهتم بزوجها ولتعتني بأطفالها، وقد قامت تربيتهم على حب الخير والتحلي بالأخلاق الحسنة، وقد كان من أبرز سماتها الصبر والشكر والرضا، وقد أوصى النبي ﷺ بفاطمة في قوله: «فاطمةُ بضعة منّي فمن أغضبها فقد أغضبني ومن سرّها فقد سرّني».

إنني أجد الكثير من الدروس التي نستقيها من فاطمة الزهراء وتعود علينا بالكثير في الدنيا والفوز بها في الآخرة، فقد كان كل همها هو ابتغاء مرضاة الله تعالى في كل أمورها سواء العبادية أو في حياتها الدنيوية، وكانت تنقطع لساعات طويلة حتى تناجي ربها، وتقف بين يديه بالدعاء والتضرع وأيضا بتلاوة القرآن، كما أنها كانت تعتني بأسرتها وببيتها بنفسها، فقد كانت تكنس بيتها وتطحن الشعير وتخدم أسرتها بإخلاص ودون أي تقصير، ولم يكن همها بأن تقتني الحلي أو بأن تعيش حياة البذخ، بل كان كل همها هو نيل رضى الله تعالى، وكانت تعرف بتواضعها حيث نقل لنا عن السيدة فضة «رض» وهي خادمة الزهراء عن تواضع سيدتي ومولاتي فاطمة وعن عظمة تعاملها مع خادمتها وتقاسمها عمل البيت معها.

أيضا كانت كأبيها في العطاء بالنية الخالصة كما ورد عنها : كان عندي ثوبان أحدهما قديم والآخر جديد، وكنت جالسة للعبادة ليلة الزفاف فإذا بسائل ينادي: يا أهل بيت النبوة ومعدن الخير والفتوة أعطوني ثوبا قديما فإني فقير، فأعطيته الثوب الجديد، فلما أصبح الصباح غدا علينا رسول الله بوجهه المنور، فقال: أين ثوبك الجديد ما أراك تلبسينه؟! فقلت: ألم تقل أن الصدقة باقية فإني تصدقت به. فقال: لو تصدقت بالقديم ولبست الجديد فهو أرعى لزوجك وللفقير، وأحفظ لك من حرارة الصيف في أيام الصيام فقلت: لقد اقتديت بك يوم تزوجت بخديجة، فبذلت مالها وجاءك السائل، فأعطيته ثوبك واشتملت بالحصير، ورأيتك تصنع مثل ذلك كثير مما لا يفعله غيرك، حتى جعلت الجنة لك ونزل فيك: ﴿وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا فبكى النبي ﷺ وضمني إلى صدره.

إضافة إلى ذلك، كانت الزهراء تكرس وقتها لتعليم النساء وتوجيههن، فقد كانت تعلمهن أحكام دينهن، وكانت تعطيهن دروسا في تفسير القرآن الكريم، فها هي بنت رسول الله ترحل عنا ليخلد ذكراها في قلوب محبيها فسلام على روحها الطاهرة، وأعظم الله أجورنا واجوركم في ذكرى استشهادها .