آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

حين تستمع لصيادي الأسماك في القطيف «1/3»

أمين محمد الصفار *

بداية أحيي مجلس أعمال فرع الغرفة التجارية بالقطيف على مبادرته بعقد لقاء موسع مع صيادي الأسماك في القطيف والمهتمين بالقطاع للتعرف على التحديات التي تواجههم وكذلك اقتراح الحلول التي تساهم في حل ما يواجهونه في مشكلات تعرقل نشاطهم الذي هو في نفس الوقت شغفهم ومصدر رزقهم.

لقد أكد لي هذا اللقاء نقاط مهمة عن الصياد القطيفي، الأولى، أن الصياد يعرف جيداً المشكلات التي تواجهه ويستطيع تحديدها بدقة عالية. وأن لديه من المعرفة والاطلاع على الأنظمة والإجراءات الخاصة بصيد الأسماك في المملكة ودول الخليج ويقارن فيما بينها. النقطة الثانية أنه لديه من الحرص والمبادرة للحفاظ على سلامة البيئة البحرية ما قد يفوق غيره، فهو يدرك إدراكاً حسياً أن ذلك في صالحه هو قبل أي أحد آخر، وقد روى بعضهم عدة تجارب شخصية للحفاظ على البيئة البحرية، وأن انتهى بعضها للأسف بغرامات مالية تحملها حين لم يستطع إثبات أن فعله كان لحرصه على البيئة، وليس كما يظن به. النقطة الثالثة: أن لديه حلولاً ومقترحات مجربة وسهلة التطبيق لمعالجة الكثير مما يعترض مهنته كصياد ويعيق عمله. النقطة الرابعة والأكثر أهمية: أن هناك فجوة تواصل قد لا تكون صغيرة بين الصياد ومختلف الجهات ذات العلاقة، والتي قد تصل لسبع جهات حكومية مختلفة، إضافة إلى المنصات الإلكترونية الخاصة ببعض تلك الجهات، وأن هناك دوراً تنسيقياً يكاد يكون غير ظاهر الأثر بين الصياد وتلك الجهات.

لا شك أن محافظة القطيف بحاجة لبقاء صياد الأسماك ومهنة صيد الأسماك التي تميزت بها، وأصبحت جزءاً من الهوية المحلية الممتدة منذ قرون، فهي ثقافة واقتصاد وصحة عامة وأمن غذائي لا يمكن التفريط به. ومن هذا المنطلق نجد أن كثرة وتنوع المشكلات التي عرضها صيادو الأسماك، هي دليل خبرة واهتمام وتعلق بهذه المهنة، وأن هذه المشكلات هي مشكلات حقيقية وبعضها غريب فعلاً، ويمكن تصنيفها وتوزيعها على عدة عناوين، مثل: مشكلات تنسيقية بين الجهات المختلفة، ومشكلات إجرائية: تحتاج إلى تطوير الإجراءات، ومشكلات متعلقة بتغييب صوت الصياد إلى الدرجة التي لا يكاد يكون له أي حضور في قطاع هو عصبه الرئيس والمحرك الأول في سلسلة الإمداد فيه.

إن محافظة القطيف هي المحافظة الأكثر تعلقاً بصيد الأسماك على الساحل الشرقي والمملكة عموماً، وفي نفس الوقت لا يوجد بها أي موقع مخصص لهواية صيد الأسماك بواسطة السنارة أو ما يسمى الحداق. فهذه المفارقة هي مؤشر مهم للمشكلة، وهذا النقص يسبب حالياً مشكلات عدة لمرتادي الكورنيش، كما يعرض الهواة أنفسهم والآخرين للخطر، وهم يمارسون هذه الهواية على جسر شارع الرياض مثلا. هذا المثال لمشكلة الفئة الأقل من صيادي الأسماك، وهذه المشكلة ليست في داخل البحر، بل ما زلنا ونحن على «السيف» الكورنيش فقط. طبعاً ليس كل المشكلات محصورة بعدم توفر الموقع المناسب، بل أحيانا يكون العكس أيضا، فمرفأ الزور بجزيرة تاروت مثلاً الذي تم الانتهاء من تطويره منذ سنوات تقريباً، إلا أنه مازال حتى الآن بدون تشغيل لمرافقه الحديثة، وظل بسبب ذلك يمثل كابوساً مزعجاً للصياد، رغم سهولة المعالجة.