آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 4:07 م

الأورام الليفية عند السيدات

مفيدة أحمد اللويف *

الأورام الليفية الرحمية هي أورام تتكون من العضلات والأنسجة الضامة من جدار الرحم، ويعتقد الأطباء أن هذه الأورام تتطور من خلية جذعية في الأنسجة العضلية الملساء للرحم، وتنقسم الخلية الواحدة بشكل متكرر؛ مما يؤدي في النهاية إلى تكوين كتلة صلبة وبالعادة تكون هذه الزيادات حميدة، ونادرا ما يمر الورم الليفي بتغييرات تحوله إلى ورم سرطاني أو خبيث، لذلك يجب تقييم الأشخاص الذين لديهم نمو سريع للأورام الليفية الرحمية أو الأورام الليفية التي تنمو أثناء سن اليأس، وبالنسبة للأورام الليفية الرحمية ممكن أن تنمو كعقدة واحدة أو في كتلة، أما حجمها فممكن أن يتراوح بين 1 ملليمتر إلى أكثر من 20 سم في القطر أو حتى أكب، أيضا للمقارنة يمكن أن يصل حجمها إلى حجم البطيخ، ويمكن أن تختلف الأورام الليفية من حيث الحجم والعدد والمكان داخل الرحم وعليه، وبالعادة لا تؤثر الأورام الليفية على الخصوبة أو الحمل، ولكن بعض النساء المصابات بالأورام الليفية قد يتعرضن لمزيد من مضاعفات الحمل ومخاطر الولادة، وقد تجعل الأورام الليفية التي تنمو على طول جدار الرحم الداخلي من الصعب على البويضة المخصبة الالتصاق.

وقد تعاني المرأة من مجموعة متنوعة من الأعراض مع الورم الليفي، وقد لا تكون هي نفس الأعراض التي تعاني منها سيدة أخرى؛ ونظرا لنوعية الورم الليفي وحجمه تعتمد خطة العلاج الخاصة بكل سيدة، فتقريبا ما بين 40 إلى 80% من النساء لديهن أورام ليفية ومع ذلك فإن العديد من النساء لا يعانين من أي أعراض لذلك فالبعض لا يدركن أنهن مصابات بالأورام الليفية في حالة كون حجمها صغيراً، ومن أهم الأعراض حدوث نزيف شديد أثناء الدورة الشهرية، ومن الممكن أن يكون النزيف بين فترات الدورة الشهرية كذلك الشعور بالانتفاخ في أسفل البطن أو كثرة التبول أو عدم القدرة على التبول أو إفراغ المثانة تماما، وربما تسبب الأورام الليفية أيضا ألما أثناء العلاقة الزوجية، ومنها أيضا آلام أسفل الظهر أو إمساك وإفرازات مهبلية مزمنة، وعادة ما تستقر أعراض الأورام الليفية الرحمية، أو تختفي بعد سن اليأس بسبب انخفاض مستويات الهرمونات داخل جسم المرأة.

عوامل الخطورة التي من الممكن أن تلعب دورا في فرص الإصابة بالأورام الليفية هي السمنة الزائدة أو ربما يكون بسبب وجود تاريخ عائلي أو ربما بسبب عدم إنجاب الأطفال، وهناك أيضا سبب آخر وهو أن بداية الدورة الشهرية تكون في سن مبكرة أو ربما بسبب تأخر سن اليأس، المقولة القديمة تقول «درهم وقاية خير من قنطار علاج» فمن خلال اتخاذ خيارات نمط حياة صحي مثل الحفاظ على وزن طبيعي وتناول الفواكه والخضراوات قد تقلل الإصابة من خطر الإصابة بالأورام الليفية، أيضا قد يمنع الانتظام في ممارسة التمارين الرياضية ظهور الأورام الليفية، كما أن اختبارات الفحص مهمة جدا فيمكن أن يساعد الفحص المبكر في إيقاف الأمراض أو اكتشافها حتى قبل ظهور الأعراض، وتعتمد هذه الفحوصات على عمر السيدة وتاريخ العائلة والتاريخ الصحي وعوامل الخطورة الأخرى.

أخيرا نتحدث عن خطة العلاج حيث يكون بتسكين الآلام وتخفيف تقلصات الدورة الشهرية باستخدام المسكنات كالأسيتامينوفين أو الأيبوبروفين أو النابروكسين، كما أن تحديد النسل باستخدام موانع الحمل بالفم أو الحقن أو اللولب قد تتحكم بمستويات الاستروجين والبروجستين مما يؤدي إلى طمث أخف، والعلاجات الهرمونية GnRH أيضا تخفف مؤقتا الأعراض من الأورام الليفية عن طريق إيقاف الدورة الشهرية، وتقلص الأورام الليفية حيث تمنع ناهضا ت GnRH إنتاج هرمون الاستروجين ويمكن استخدامها لتقليص الأورام الليفية قبل جراحة إزالة الورم الليفي، ومن ضمن العلاجات يتم توجيه القسطرة إلى الشريان الرحمي، ثم يتم إطلاق جزيئات صغيرة من البلاستيك أو الجيلاتين في الأوعية الدموية التي تغذي الورم الليفي؛ مما يؤدي إلى تقلصه بمرور الوقت وتساعد الجراحة عادة باستئصال أكبر الأورام الليفية أو ممكن أن يكون هناك استئصال للرحم في بعض الحالات أما الموجات فوق الصوتية فهي إحدى الطرق أيضا لتدمير الأورام الليفية دون التعرض لخطر الإضرار بالرحم.