مواقف عابرة وآثار مهمة
مجرد مواقف بسيطة وكلمات عابرة لها أثر
Do you have change
هل تملك فكة؟
Have a nice day?
أتمنى لك يوما سعيدا
Take Care
انتبه لنفسك
هذه العبارات التحفيزية سمعتها ذات صباح من شخص لا يملك سكن ويسمى Homeless.
وبالرغم من أنه شخص متسول، فمن المتوقع أن يكون تعيسا، إلا أن ملامحه كانت سعيدة جدا وهو يردد هذه العبارات بشكل متواصل، ويسعد من حوله بكلمات لا تكلفه شيئا، ولو لم يعطوه ما يسأل من المال، فقد كان مبتسما طوال الوقت ويتمنى للجميع يوما سعيدا، كان مجرد موقف لثوان، ولكنه تركني سعيدة صباح ذلك اليوم.
وذات يوم كنت أنتظر في محطة الباص، وجاء شخص آخر من Homeless, طلب أيضا مالا بقوله:
Do you have change ? ”“، ”هل لديك فكة؟“
فقلت له بأدب بأنني لا أملك المال، فأخرج له ولد كان بقربي قطعة شوكولاتة من جيبه بدلا من النقود، فأخذها الرجل وفتحها وهو مبتسم، وصافح الولد بأسلوب لطيف جدا وكأنه يمازحه وشكره وذهب وهو يأكل قطعة الشوكولاتة، لقد ترك أيضا هذا الموقف أثرا في نفسي، وصرت أفكر كيف أن هؤلاء الأشخاص سعداء جدا، بالرغم من أنهم ينامون في الشارع ولا عمل لهم وملابسهم بالية!!
أظن بأن البيئة والناس المحيطة لهم دور كبير على نفوس تلك الأفراد، فترى الفقير يبتسم بالرغم من الظروف القاسية التي يواجهها، والمريض تجده يضحك رغم معاناته، والعجوز الذي لا يقوى على الحركة يخرج من بيته مبكرا ليتمشى بالسوق دون أي مساعدة وابتسامته لا تفارق وجهه.
في المقابل فنحن نعيش في بيئة عكس تلك تماما فقط نسمع فيها أناس يرددون عبارات محبطة باستمرار، وقد تقودك لليأس، مثلا تقدمين على وظيفة فيقولون حتما لا يوجد وظائف!! حتما لست مؤهلة لتلك الوظيفة!!
إننا نسمع دائما نسمع تلك العبارات المحبطة التي قد تدفعنا وأطفالنا للوراء بدلا من التقدم والنجاح، ولربما نحن كذلك نتعامل مع مثل تلك العبارات دون وعي، مثل أن نقول للطفل ”أنت لا فائدة منك“، ”أنت غبي“، ”أنت لن تنجح“!!!
فترى أغلب الناس محبطين ولا يوجد لديهم أحلام أو أهداف معينة يعيشون من أجل تحقيقها، ولربما تسمع عبارات من أطفال تدل على اليأس بالرغم أن الحياة أمامهم.
والدي العزيز كانوا يسميني منذ الصغر ابنتي الدكتورة وكنت سعيدة جدا ومتحمسة دائما في الدراسة بسبب تلك الكلمات التي كان لها أثر كبير في نفسي وهي من دفعتني لإكمال دراستي.
سأذكر لكم قصة صيدلانية عراقية كانت تدعم أطفال مصابين بالسرطان، حيث كانت تقول بأن هؤلاء الأطفال محبطين في تلك المستشفى ويكررون دائما بأنهم سيموتون، ولكنها عملت عملا رائعا، فقد لونت المستشفى وأعطتها الحياة لدعم تلك الفئة من الأطفال، وكانت تدخل على كل طفل وتدعمه بأسلوبها التحفيزي الرائع، خصوصا الأطفال الذين يحتاجون عناية فائقة.
واختتم بتلك العبارات الرائعة التي قالتها تلك المرأة ”لو تيقنت من الموت ومنحك رب العالمين ساعة واحدة بس تعيش فيها لا بد أنك تستغلها الساعة بتحقيق حلم جديد وتأكد لو منحت الحب الكافي خلال هذه الساعة راح يكون كفيل إنه يرجعك للحياة“، أعزائي فلننظر لهذه الحياة بجميع الألوان ولنثق بالله تعالى ولنبذل جهدنا لتحقيق هدف أو غاية ولو كان صغيرا فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.