الحق المنتهك..
يحتفل العالم باليوم العالمي لحقوق الإنسان وهو اليوم العاشر من شهر ديسمبر حيث يعتبر من الأيام العالمية المشهورة فكان لهذا التاريخ إن غير مجرى الحياة الإنسانية لمنعطف آخر بعد الحروب المريرة والويلات والمآسي والكوارث التي عاشها المجتمع الإنساني، اليوم تم اختياره من قبل الأمم المتحدة في عام 1948 باسم اليوم العالمي لميثاق لحقوق الإنسان.
هذا الخيار العظيم والمسمى بميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اسم كبير وآمل تتطلع له البشرية أن يؤدي هذا الإعلان المأمول منه وينهي الانتهاكات على المستوى العالمي، لكن النتيجة على أرض الواقع ليس فقط مخيبة للآمال ومحبطة لتطلعات العالم النتيجة «محلك سر»، بسب استغلال هذا الميثاق من قوى عالمية نافدة لدواعي سياسية وخدمة مصالح عالمية خاصة استخدمتها حسب أهوائها كعصاة ومن أجل تحقيق تلك التطلعات على الأرض، بدلا من تحقّق أهدافه تتزايد المآسي على كافة الأرض المعمورة تنتهك الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية والسماوية، ما يتحقق على أرض الواقع من هذا الميثاق القليل الذي لا يذكر، لا يصل إلى المستوى المأمول، بدل أن يواكب التطور الإنساني انعكاسه على مبدأ التعايش السلمي وتطبيق ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان تظهر قوى عالمية لتقف بالمرصاد ليس بالسكوت أو غض الطرف بل في مواقع كثيرة في انتهاك حقوق الإنسان بل سيادة دول مستقلة و«إذا كان خصمك القاضي من تقاضي»، أصبح العالم يتغنى بالماضي رغم تخلفه كان قليل الانتهاك لحقوق الإنسان، الآن العالم قرية صغيرة بسبب وسائل الاتصال الحديثة يشاهد الويلات بسبب الحروب المفتعلة في كافة قارات العالم، يحرم الإنسان من أبسط حقوقه يصبح الغذاء والدواء وغيرها من حقوق الحد الأدنى أوراق ضغط غير الانتهاكات على المستوى العسكري الذي تصل إلى جرائم الحرب والإبادة الجماعية، كل ذلك تحت حماية وتضليل إعلامي وضغوطات سياسية من أجل عدم إدانة المعتدي، أصبح الكلام في حق هذا الإعلان العالمي وكأنك «تنفخ في بالونة مثقوبة»، لا تترجى منها فائدة إلا الألم والحسرة على هذا الواقع المحزن.
مواثيق الأمم المتحدة بشكل عام وميثاق حقوق الإنسان بشكل خاص تعيش ازدواجية في اسوء حالاتها يستغل هذا المبدأ ليبنى عليه مواقف ومصير العالم تحت شعاره وباسمه، مما يولد مجتمعات تعاني من التمييز والعنصرية والكراهية وعدم احترام قرارات الأمم المتحدة، ويولد عدم المساواة واحترام سيادة دول والتدخل في شؤونها بشتى أنواع الأكاذيب والخداع والنفاق والتزييف الإعلامي، وهذا ما ينكشف عنه الواقع على الأرض ورفض شعوب العالم لهذه الازدواجية وانتهاك تلك القيم وهدم البنية التحتية للدول المستهدفة.
لا أحد يتجرأ على رفض الواقع السياسي والازدواجية فالقرار جاهز وهو سلاح انتهاك لحقوق الإنسان والتدخل سريعا لزعزعة الأمن والسلم في العالم، وبحجج أخرى متعددة وجاهزة لظروف كل بلد وسبل الدخول له. مما ولد فقدان المصداقية في القرارات الدولية، وأن من يتشدق برعاية حقوق الإنسان ليس فقط بعيداً عن الحياد، بل مشارك فاعل في كثير من المظلوميات على نطاق واسع من العالم، تحت راية إعلام سخر كل أكاذيبه وتزييفه للحقائق خدمة لذلك التوجه في جعل العالم خدمة لمصالحها، فقط مجرد كلام أو شجب أو استنكار خجول أو دعوة لضبط النفس وغيرها من المصطلحات والواقع على الأرض جرائم يغيب عنها الضمير، في ظل سلب الميثاق من فاعليته وتأثيره في صون السلم والأمن الدوليين ودعم القانون ليأخذ مجراه وتحقيق مستويات معيشية أفضل ومعالجة المشاكل العالمية من سياسة واقتصادية واجتماعية وصحية وغذائية بالعدل ومبدأ المساواة في التعامل بدون تمييز بعرق أو لون أو لغة أو ديانة أو قومية.