الخاطب والمخطوبة والمجاملات
تعريف: المجاملة باختصار صنفان محمودة مندوب إليها رُوي أنها ثلث العقل، وقِيل ثلثاه من أفضل وسائل التعايش السلمي الاجتماعي لا يستغني عنها العقلاء، وليست من النفاق كما يظن البعض، ومن يفخر بقول ما بقلبه على لسانه فيه نقصان عقل ”وهذه لا تعنينا هنا“ ومذمومة منهي عنها تصل لحد ارتكاب المحرم إذا مُلئت كذباً ونفاقاً ومخالفات شرعية ”أفطر صديقه نهار شهر رمضان وافقه ترك الصلاة تبعه أكل لحم خنزير شاركه“ وما ينتج عنها أضرار صحية ومعنوية وإضاعة حقوق، ومِن تدمير الحياة الزوجية والأسرية لاحقاً وهي موضوع مقالنا:
أولا: مجاملة الخاطب للمخطوبة: على الشاب أن يكشف أحواله المادية وما فيه من عيوب جسدية وأمراض نفسية ومزمنة للفتاة دون حياء بمعلومات وأجوبة صريحة صحيحة دون تدليس لتكون الأخرى على بينة واطلاع إن صلح لها وقبلت وإلا فالكل وشأنه من بداية الطريق لا أن يجامل ويبالغ ويفاجئها فيما بعد بما تكره يدعي تحته كنوز قارون تنوء بها البنوك والديون تلاحقه معتل صحياً عاهاته مخفية تجهيز زواجه على غيره يَعِدُها بما لا عين رأت يملكًها قصور كسرى يهديها حدائق بابل - بلسان عذب وأسلوب ساحر والمسكينة صدقت بحسن نية لأنها لم تعهد أحدا مثله من قبل - ولم يبق إلا أن يقول ”إنه سليمان بن داوود“ عليهما السلام ”الذي انقادت الإنس والجن والطير والوحش لطاعته“ ثم ينكشف بعدها زيف وكذب ما قال وخلاف ما وعد ”أظهر حقيقتك قبل أن تُفضح وتبقى عارياً لا تجد ما يسترك اعتمد على ذاتك دون سواها لا تنظر لمرتبها وما تحت يدها هو لها مهما بلغ“ إن أعطتك تفضلاً منها ”وعليك نفقتها“ وقتها لا يُقبل عذرك وفاتك ما أملت ”ولا على غنى أبيك إن مكنك اليوم منعك غداً“ أو تتمنى موته لترثه إنك لن تنال ذلك . لا تقودك الأنانية إلى ظلم تبيع آخرتك بدنياك فتخسرهما معاً.
ثانيا: مجاملة المخطوبة للخاطب: عليها أن تحسم موقفها وتبدي رأيها على ضوء ما بان منه وقد علمت بحاله ”لا يغرها ثروات أبيه إنه غير ملزم بالصرف عليها وعليه ولا حتماً يموت فيرثه ابنه“ تتخذ قرارها بِلا أو نعم لا تخفي ما تبيت تقول قانعة تريد الستر لن تكلفه ما لا يطيق تعيش على الحلوة والمرة حامدة للنعمة لا تعنيها كثرة الأموال إنها وسخ دنيا ان أعطاها شكرت أو منعها صبرت تخالها من أهل ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾ 7 سورة الإنسان. وقد أضمرت له سوءاً - ظناً أن تضعه فيما بعد أمام الواقع كما فعلت صديقتها - نقول ما كل طائر يؤكل لحمه - سُر الفتى بما سمع وقال وجدت ضالتي فيها - وافق شن طبقة - ثم يعاني منها مرارة العيش كلما ألقي فيها قالت هل من مزيد؟ اختلفا على كوفي شب لشرب فنجان قهوة إذا لم يكن في ”ستاربكس“ طلقني أنت بخيل عرفت الآن أن لا قيمة لي عندك هذا أولها معك كيف بآخرها. فقد المسكين الأمل وخابت الظنون ضاع ما جمع أظلم النهار بوجهه. بالمقابل كما أطلعها على ما غاب عنها عليها مثله وعليه ستر ما يسمع ويرى منها. لا ترفعي أسقفاً على قواعد وأعمدة وهمية أو ملحية المواد لن تدوم سوف تقع عليك نائمة كنت أو يقظة.
ثالثا: على الطرفين أن يبديا شروطهما ”غير السائغ منها شرعاً لا يُقر“ قبل العقد لا سيما المستغرب منها في عصرنا الحاضر الزوج بعد الدخول منعها من الجوال والقيادة وأمرها تغطية الوجه والكفين والزوجة تريد آيفون وسيارة ولا يحكمها بنقاب أو حجاب. عند أي نقطة يلتقيان هذان؟ عدم مخالفة ما تم الاتفاق عليه حتى يتجنبا خلق المشاكل لتقل حالات الطلاق التي تحولت إلى ظاهرة خطيرة لا يخلو بيت من مطلِق ومطلَقة وربما الاثنان على المرأة أن تراعي ظروف الرجل المادية قد تتغير أحواله بعد الزواج لأسباب قهرية أصبح يمر بأوقات عصيبة لا تتحالف هي والزمان عليه، فيعاملها بغضب يصل إلى الفراق وهو يحفظ كرامتها لا يستغل قوامته يستولي على ما تملك يضرب بأسفل العصى وأعلاها لا يحوجها لغيره ”واعلم إنك لن تجد الكمال في واحدة كما أنك لن ولم تكتمل وتجتمع فيك الصفات الحميدة“ ملاحظة: الأفضل الالتحاق بدورات سابقة للزواج للاطلاع على الأحكام الواجبة وكيفية التعامل وثقافة الحوار.