حضور الأطفال في مجالس الذكر والمساجد
ينبغي على الوالدين أن يهتموا بإحضار أبنائهم إلى مجالس الذكر والمساجد، فوجود الطفل في أماكن اجتماع الناس ينمي شخصيته في المحافل والمساجد الدينية، ولكن إذا تصفحنا المساجد، فلن نجد أطفالًا بصحبة آبائهم! كثير من الآباء يعتذرون خشية أن يكون أبناؤهم مصدر إزعاج للمصلين، أو يقوموا بتصرفات لا تليق بقدسية المسجد، وهذا خلاف ما نجده في السنة النبوية، فكان رسول الله ﷺ يصلي ويسمع بكاء طفل فيختصر في صلاته.
هناك رواية تشير إلى كراهية حضور الأطفال في المساجد، باعتبار أن المسجد للعبادة ولا يصلح للصغار أن يحضروا، ولكن بعض العلماء التفتوا إلى أن الرواية ضعيفة من جهة، ومن جهة ثانية أن المراد بالأطفال هم الذين لا يتحفظون في النجاسة، ولهذا يعلق السيد الشيرازي في موسوعته الفقهية على هذه المسألة قائلا: «والظاهر أن المراد الأطفال الذين هم مظنة التنجيس والأذية ونحوهما، لا الأطفال للصلاة، فقد صح دخول الحسن والحسين عليهما السلام وأمامة وغيرهم مسجد رسول الله ﷺ وعناية الرسول بهم». بل يعلق المرجع الأعلى السيد علي السيستاني في العروة الوثقى بقوله: «إذا لم يؤمن تنجيسهم المسجد، وإزعاجهم للمصلين فيه، وإلا فلا بأس من حضورهم ولربما يكون راجحا».
من هنا ينبغي إحضار الأطفال في الأماكن العامة التي يكون فيها الذكر الحسن، وعلى الوالدين أن يبذلوا جهدًا في ذلك، والخطاب غير مقتصر على الرجال فقط، بل على الأمهات أن يتحملن هذا الدور وهذه المسؤولية أيضًا، فقد بدأت حالة الفصل بين الجيلين تبدوا واضحة عندهن، ولا يخفى أن وجود الأطفال مع بعضهم دائمًا قد ينمي عندهم بعض السلبيات لجهلهم وعدم وجود موجه لهم.
هذا ما ينبغي أن نستفيده من علاقة رسول الله ﷺ بالحسنين عليهما السلام وإحضاره لهما في المسجد وفي الشأن العام، وأن نأخذ درسًا في صحبة الأولاد ليستفيدوا من الخبرة والتجربة، وينفتحوا على اهتمامات أخرى غير تلك التي يعيشونها بحكم طفولتهم.