القراءة وَقودٌ لِجودة الحياة
يستطيع أي شخص أن يعيش حياته بكاملها دون قراءة، وربما دون أن يشعر بأي مشكلة أو عقبة، لكنه سيعيش حياة واحدة فقط، وربما ليست بالجودة التي يفترض أن تكون عليها، حيث تعد القراءة أحد أهم تجليات المعرفة، وهي التي تضفي على الحياة طعمها ورونقها الذي لا يعرفه سوى من يقرأ، ومن لا يفعل ذلك فلن يعرفه.
أن تقرأ يعني أنك ستتعرف على تجارب الأمم السابقة حينما تقرأ في التاريخ، وستتعرف على معالم الدنيا حينما تقرأ في الجغرافيا وفي أدب الرحلات، وستتعرف على أسرار النجاح أو الفشل حينما تطالع كتب السير الذاتية، وستدلف إلى أدق المشاعر الإنسانية والعلاقات بين بني البشر حينما تقرأ بعض الروايات. وإن ممارسة هذا النوع من القراءة سوف يؤدي بك بالضرورة إلى تحسين جودة حياتك، لا من الناحية المادية بالضرورة، بل من نواح أسمى من ذلك بكثير.
فعلى سبيل المثال ظلت بعض المجتمعات قرونًا طويلة تعتقد أن زيادة الوزن صحية، حتى تبين لهم بالقراءة والاطلاع أنها مرض خطير يجب علاجه أو تجنبه.
حين تقرأ فسوف تستمرئ العزلة، ولن تشعر بالوحدة ما دمت في صحبة الكتب، وكلما نهلت من معينها شعرت بجهلك أكثر، وهو ما يدفعك نحو مزيد من التعلق بعالمها.
وكما يستفيد البعض من مصاحبة الحكماء والفضلاء والأخيار فإنه يمكنك أن تستفيد من هؤلاء بالقراءة دون أن تغادر مكانك، بل حتى ممن مات منهم منذ قرون. سوف تشعر بأنك قد أضفت إلى حياتك ألوانًا رائعة وأنماطًا جميلة وأنت جالس على كرسيك.
وقد تنتقل جودة الحياة إلى ما هو أبعد من ذلك؛ إذ يمكنك حتى التعرف على الطعام المغذي والعادات والممارسات الصحية التي تجعلك تعيش حياتك بنظرة أجمل وبهجة أكثر، مستمتعًا بأدق تفاصيلها، حينما تتبع النصائح التي تتضمنها الكتب التي تختارها بإتقان.
قد نرى أشخاصًا لهم نصيب وافر من المال والجاه والمظهر الأنيق، ورغم أهمية هذه الأمور فإن جودة الحياة الحقيقية تتكفل بتحقيقها الكتب؛ إذا ما اختيرت الاختيار الجيد.