صحة الأمعاء
يدرك الجميع في وقتنا الحاضر أن الأمعاء سبب لمنشأ الأمراض وفي الوقت نفسه هي المكان الذي يبدأ منه الشفاء.
بينت الدراسات أن 70% من الجهاز المناعي يقع في الجهاز الهضمي حيث أكثر من نصف الخلايا التي تنتج الأجسام المضادة وتحارب الأمراض توجد في الأمعاء وأجزاء الأخرى من الجهاز الهضمي لذلك فإن صحة الجهاز الهضمي مرتبطة ارتباطا وثيقة بصحة الجسم ككل، ويتضح اليوم من الدراسات الحديثة أن صحة الجهاز الهضمي والأمعاء تبدأ من الميكروبيوم Microbiome, ونقصد بالميكروبيوم مجموع الميكروبات المتعايشة مع الإنسان وتعيش على جسمه أو في داخل أمعائه.
في الوضع الصحي الطبيعي تمتلئ الأمعاء بالبكتيريا المفيدة [1] Normal flora واختلالها وعدم توازنها له علاقة وثيقة بالصحة والمرض وتختلف نوعية ميكروبات الأمعاء ودورها في صحة جسمك باختلاف نظامك الغذائي ونمط حياتك.
يبلغ تعداد الكائنات الدقيقة Microorganisms في جسم الإنسان عشرة أضعاف خلايانا البشرية لذلك علينا أن ندرك أهميتها لصحة أجسامنا، فهي تتواجد على الجلد وفي الجهاز التنفسي والعديد من أجهزة الجسم الأخرى وتتركز بأعداد كبيرة هائلة في الجهاز الهضمي وتحديدا في الأمعاء الغليظة، ولا تسبب أي عدوى أو أمراض ما دامت متوازنة وفي مواقعها الطبيعية.
تشكل البكتيريا النافعة قرابة 1- 1,5 كيلو جرام من وزن الإنسان، ويقدر عدد أنواع الميكروبيوم في أمعاء الإنسان بقرابة 400 إلى 500 نوع إلا أن الأكثر شيوعا هما نوعان:
1. البكتيريا العصية اللبنية الحمضية «Lactobacillus»
2. البيفيدوباكتيريوم «Bifidobacteria»
يمكننا أن نلخص أهمية البكتيريا النافعة في القناة الهضمية في أربع نقاط:
1. المساعدة في هضم وامتصاص العناصر الغذائية اللازمة لحيوية الجسم بالتحديد هضم الألياف والدهون، تساعد البيفيدوباكتيريوم على هضم الكربوهيدرات المعقدة والألياف التي لا يستطيع الجسم هضمها وكذلك تساهم في تحليل الدهون لأحماض دهنية قصيرة السلسلة لذلك أفادت الدراسات أنها قد تلعب دورا في المساهمة في علاج أمراض البدانة والقلب.
2. تصنيع بعض الفيتامينات مثل فيتامين B اللازم لتعزيز عمل الجهازين العصبي والمناعي وفيتامين K المشارك في تكوين البروتينات الهامة لتخثر الدم.
3. محاربة الأمراض والبكتيريا الضارة، وذلك عبر تعزيز وظيفة الغشاء المخاطي للأمعاء وتثبيط عمل البكتيريا الضارة لمنع اختلال التوازن البكتيري والتسبب بالأمراض وكذلك إزالة السموم من الكبد.
4. تقوية جهاز المناعة من خلال قدرتها على تحديد البكتيريا الضارة وتدميرها، تبدأ البكتيريا النافعة بالتطور من لحظات الولادة حيث يولد الطفل بأمعاء خالية من أي بكتيريا نافعة، ويتم تطويرها بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية وعدم اللجوء للرضاعة الصناعية إلا في حالات الضرورة. كما لبعض البكتيريا النافعة تأثير محفز للخلايا اللمفاوية التي تستهدف السموم الخلوية في الجسم.
للمقال بقية...