آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

الحوار

أحمد منصور الخرمدي *

يعد الحوار الإيجابي من الصفات الحضارية في المجتمعات المعاصرة وهو انعكاس على الرقي والتقدم، وكما يفسره البعض على أنه لغة من لغات التفاهم الودي، وسلوك يحتاج إلى ذهنية هادئة، ونفس وقادة ذات أبعاد إيجابية متفهمة، حتى يتمكن أطراف النقاش من الوصول إلى الغاية المرجوة، من تلك السجالات.

فالحوار المطمئن والهادئ المبني على أسس من الانسجام والتفاهم وقبول الآخر، هو الحوار البعيد عن الصراعات والانفعالات المقيتة، وهو الذي يسهل الحل للمشكلات والخلافات العالقة، كما هو الأقرب تضامنياً في تعزيز الروح الإيجابية بين الجانبين ليصل بهم إلى بر الأمان.

إن الحوار متى أخذ منحى العنف ”لا سمح الله“ أصبح حوراً سلبياً ومنبوذاً، وقد يتحول بأصحابه إلى حالة من الاحتراب والانعزال، ترتفع فيه للأسف الشديد وتيرة الصراخ والتعدي بالألفاظ، ويكون أداة هادمة، ولا يرتقي بتاتاً إلى أصناف الحوارات الحضارية العالية ذات الروح الجمالية المطلوبة.

نعيش الآن مراحل مختلفة ومتجددة من الحوارات، فالتواصل الاجتماعي بجميع أنواعه، آخذ ببعد أكبر ممن سبقونا ومما كان عليه الآباء والأجداد، فأصبح الحوار بين الأطراف سهلاً، وأصبح ليس بالضرورة التلاقي وجهاً لوجه في مكان محدد، فالوسائل التكنولوجية تعددت، ساهمت إلى حد كبير على تذليل الصعاب، وأوجدت نوعاً من التعارف والتقارب بين المجتمعات، فأصبح التخاطب والحوار اعتياديا ومقبولاً، في الإنترنت والطرق المختلفة مثل إقامة الندوات الحوارية بين الأطراف، ومن جميع الجنسيات من عالمنا المعاصر القريب والبعيد.

ولعل من المناسب أن أنقل للقارئ العزيز نصاً ما كتبه أديبنا الكريم الأستاذ يوسف أحمد الحسن - من مواليد الأحساء - كاتب في مجال الثقافة والفكر والمعلوماتية - في كتابه بعنوان: طريق الحوار نظرات من أجل العبور، والذي حقاً ساعدني بعد قراءته والتمعن فيه، لإخراج هذه المادة بصيغتها الحالية المتواضعة، فالنص نقلاً كما هو لكاتبنا الموقر:

لو كان كل من تحدث عن الحوار وأهميته وحتميته صادقاً ثم منفذا له لكان حالنا مختلفاً ولكان حال العالم اليوم أفضل.