آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

علامات الوعي الذاتي لدى الأطفال الرضع الذين لا تتجاوز أعمارهم أربعة أشهر

الدكتور حجي إبراهيم الزويد * مقال مترجم تصرف

يمكن للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم أربعة أشهر فهم كيفية تفاعل أجسادهم مع المساحة من حولهم، وفقا لبحث جديد من جامعة برمنغهام.

تلقي النتائج، المنشورة في التقارير العلمية، ضوءا جديدا على كيفية تطور الوعي الذاتي.

أظهر خبراء من برمنغهام بيبي لاب Birmingham BabyLab للأطفال كرة على شاشة تتحرك نحوهم أو بعيدا عنهم. عندما كانت الكرة أقرب إليهم على الشاشة، تم تقديم ”لمسة“ للأطفال «اهتزاز صغير» على أيديهم أثناء قياس نشاط دماغهم. تم جمع البيانات للدراسة في جولدسميث «جامعة لندن».

وجد الباحثون أنه من عمر أربعة أشهر فقط، يظهر الأطفال نشاطا دماغيا حسيا معززا «لمسيا» عندما يسبق اللمس جسم يتحرك نحوهم.

قالت الدكتورة جوليا أورولي، زميلة أبحاث في علم النفس في جامعة برمنغهام التي قادت الدراسة: ”تشير نتائجنا إلى أنه حتى في الأشهر القليلة الأولى من الحياة، وقبل أن يتعلم الأطفال الوصول إلى الأشياء، يتم توصيل الدماغ متعدد الحواس لربط ما يراه الأطفال وما يشعرون به. هذا يعني أنه يمكنهم الشعور بالفضاء من حولهم وفهم كيفية تفاعل أجسادهم مع تلك المساحة. يشار إلى هذا أحيانا باسم الفضاء المحيطي الشخصي peripersonal space.“

بالطبع، يفعل البشر ذلك طوال الوقت كبالغين، باستخدام حواسنا المشتركة لإدراك مكان وجودنا في الفضاء وإجراء تنبؤات حول متى سنلمس كائنا أم لا. ولكن الآن بعد أن عرفنا أن الأطفال في المراحل المبكرة من نموهم يبدأون في إظهار علامات على ذلك، فإنه يفتح أسئلة حول مقدار هذه القدرات المكتسبة أو الفطرية."

استكشف الباحثون أيضا كيف ستؤثر ”لمسة“ غير متوقعة على بعض الأطفال الأكبر سنا في الدراسة. وجدوا أنه في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية أشهر، عندما سبقت اللمسة على أيديهم الكرة على الشاشة التي تبتعد عنهم، أظهر نشاط دماغ الأطفال علامات على أنهم فوجئوا.

علق أندرو بريمنر، أستاذ علم النفس التنموي، قائلا: ”إن رؤية الأطفال الأكبر سنا يظهرون ردودا مفاجئة تشير إلى أنهم لم يتوقعوا اللمس بسبب الاتجاه البصري الذي كان يتحرك فيه الجسم. هذا يشير إلى أنه مع تقدم الأطفال خلال عامهم الأول من الحياة، تبني أدمغتهم وعيا أكثر تطورا بكيفية وجود أجسامهم في الفضاء من حولهم.“

بعد ذلك، يأمل الباحثون في متابعة هذه الدراسة مع المشاركين الأصغر سنا والأكبر سنا. يمكن للبحث مع البالغين إلقاء الضوء على أنواع نشاط الدماغ الذي يتطور نحوه الرضع. يأملون أيضا في أن يكونوا قادرين على معرفة ما إذا كانت هناك علامات مبكرة على هذه القدرات ”متعددة الحواس“ عند الأطفال حديثي الولادة.

واختتمت الدكتورة أوريولي قائلة: ”إنه تحد للعمل مع الأطفال حديثي الولادة، لأنهم يقضون جزءا كبيرا من وقتهم في النوم والأكل، لكننا بدأنا نحقق بعض النجاح في العمل مع هذه الفئة العمرية، وسيكون من الرائع معرفة ما إذا كان الأطفال الذين يبلغون من العمر بضعة أيام فقط لديهم أسس الشعور بأجسادهم في الفضاء. إذا كان الأمر كذلك، فقد يكون أننا ننظر إلى أصول الوعي البشري.“

المصدر:

More information: Visual objects approaching the body modulate subsequent somatosensory processing at 4 months of age, Scientific Reports «2023». DOI: 10,1038/s41598-023-45897-
استشاري طب أطفال وحساسية