الحب وما أدراك ما الحب!
الحب هو ما يجعل أعيننا تدمع فرحاً للغير حتى وإن كانوا غرباء عنا. أو تدمع تعاطفاً مع معاناتهم رغم عدم معرفتنا بهم. الحب عاطفة مصدرها إنسانيتنا. هو روح تتفاعل مع محيطها بقلب يخفق مع إبحار نجوم ومجرات الكون وأمواج أهله وسكانه. هو نور يبدد ظلام الحياة ويصرف سوداوية الكراهية. الحب هدية ربانية للبشر تتوافق مع حاجاتهم الفطرية وتتلاءم مع فطرتهم الطبيعية إن فهموها بلا تكلف أو تصنع.
بيد أن الحب، لا ينحصر فهمه فيما ذكرنا، فقد استعصى فهمه على كل فلاسفة التاريخ وعلماء علم الإنسان. لذلك قال بعضهم في الحب، وهو قول جميل، يعبر عما ذهبنا إليه، بأن الحُبُّ كالضوء الذي يكشف عن كلِّ شيء ويُفسّره، غير أنه لا يحتاج إلى من يكشف عنه ويفسّره، وإن حاول أحدٌ تفسيرَه فهو عصيٌ على التفسير. الحُبُّ حالةٌ، والحالاتُ أشياء وجودية، كما أن مفهومَ الوجود واضحٌ، وحقيقتَه عصيةٌ على الفهم، هكذا الحُبّ مفهومُه واضحٌ، كنهُهُ مبهمٌ... تعددت طرائقُ فهمِ الحُبّ وتفسيرِه وبيانِ آثاره المتنوعة على القلب والروح والضمير والعقل والجسد، فكلُّ فن وعلم يفسّره من منظور يتطابق مع الوجهة التي يتجلى له فيها، الحُبُّ لا يتجلى إلّا جميلًا مُلهِمًا. وكأن الحُبَّ مرآةٌ لا يرتسم فيها إلّا ما هو رؤيوي مضيء. الحُبّ محُبّوبٌ لكونه حُبًّا لا غير. الحُبّ حاجةٌ أبدية، وكلُّ شيء يحتاجه الإنسانُ بهذا الشكل لا يحتاج سببًا آخر غيره يدعوه للظفر به. [1]
في المقطع المرفق إفادة سريعة بعنوان ”مفهوم خطأ عن الحب“: