آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

علاقات خطرة

رائدة السبع * صحيفة اليوم

- تخيل أن تستيقظ صباح احد الايام لتفاجأ باختفاء احدهم دون سابق انذار، أو أن علاقتنا الاجتماعية تقوم على مبدأ «اي علاقة تعكر مزاجك بنسبة واحد بالمائة اشطبها واكمل حياتك كما يروج مناصرو الوحدة والتفرد.

- في جانب العلاقات تحديدا يسهل التنظير لكن الواقع مختلف تماما إذا ان هذا النمط من التفكير يخالف طبيعتنا البشرية وفطرة الانسان الاجتماعية لاننا باختصار نستمد بعض السعادة والبهجة من علاقتنا المتنوعة خلال وجودنا بالملاك وحتى اليوم الاخير في تجربتنا الارضية.

- العلاقات الاجتماعية تُبنى بالصدق والصبر والتغافل والصفح الجميل ولا تخضع لأي تأويلات لان ذلك يفقدها عفويتها، لا نصائح نموذجية في عالم العلاقات الانسانية لكونها لغزًا وجودياً كبيرًا، أما التحدي الاكثر جدية يكمن في استمرارنا للبحث عن اواصر متينة لبناء تلك العلاقات واستثمارنا فيها بالشفافية والحوار الصادق المباشر وتقويتها بدل من استبدالها، هذه العدوى في طريقة الاستهلاك المادي التي تسللت إلى العلاقات قد تدمرنا، وقد نجد أنفسنا نبحث عن علاقة مثالية توافق معاييرنا والتي لا وجود لها الا في خيالنا.

- ‏تذكر قبل أن تغلق أبواب قلبك وروحك وتأكد إنك احسنت إستقراء الاخر ومراعاتها لأننا جميعا مجبولون، على الخطأ ولا وجود لسعادة مطلقة ولأن الحياة ديدنها التغيير وهذا لا يعني شطب الاشخاص من حياتك بطريقة مرعبة وغير محسوبة العواقب، وتذكر أنه لا توجد كبسولات خاصة للتعامل مع البشر.

- ولكن هناك النبلاء يضعون العلاقات في الشطر المقدس كما يصفها الرافعي وتدع الانسان كأنه يشعر في السراء والضراء بنفسين فيضاعف له السرور لأن كلتا النفسين تطلب الزيادة منه؛ ويَضعُف عنه الهمّ لأن كلتاهما تعمل لنقصه»

- ومضة لبشار بن برد

‏» إذا كنت في كل الأمور معاتبًا

‏صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

‏فعش واحدًا أو صِل أخاك فإنه

‏مفارق ذنب مرة ومجانبه

‏إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى

‏ظَمِئتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفو مَشارِبُه؟»

- والآن هل تذكر أجمل علاقاتك الانسانية؟