هل يمكننا الوثوق بالمعلومات عن التوحد المنشورة على مقاطع فيديو تيك توك؟ ليس دائما
23 أكتوبر 2023
المترجم: عدنان احمد الحاجي
المقالة رقم 296 لسنة 2023
Can We Trust Autism Information on TikTok? Not Always.
October 23,2023
على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مصدرًا رائعًا للتواصل مع الآخرين، إلا أنها يمكن أيضًا أن تنشر معلومات مضللة [1] أو غير دقيقة على نطاق واسع بسرعة وسهولة. أتاحت منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تطبيق تك توك TikTok الشعبي، إمكانية الوصول إلى «الحصول على» بشكل أكثر معلومات تتعلق بالتوحد. ومع ذلك، أعرب باحثون وغيرهم في مجتمع التوحد عن مخاوفهم بشأن طبيعة بعض المحتويات غير الخاضعة للرقابة «غير المفلترة». قام باحثون من معهد A.J. للتوحد في جامعة دريكسيل Drexel Autism Institute في فلاديلفيا بدراسة مدى انتشار وتأثير ودقة مقاطع فيديو ال تيك توك قدمت محتوىً معلوماتيًا عن التوحد، ووجدوا أن معظم المعلومات المقدمة لا تتسق مع ما يُعرف سريريًا عن اضطراب التوحد.
نُشرت الدراسة مؤخرًا في مجلة التوحد واضطرابات النمو [2] ، حيث قام الباحثون بدراسة مؤشرات الاشغال - بما فيها عدد ”المشاهدات“ وعدد ”الإعجابات“ - لمقاطع فيديو تيك توك الموسومة ب هاشتاق ”التوحد“. قام اثنان من المبرمجين بشكل مستقل [وبدون أي خضوع للتأثير من أحد] بفحص صحة محتوى مقاطع الفيديو التي حازت على الأكثر مشاهدة الموسومة، بهاشتاق التوحد «#التوحد #Autism » اعتبارًا من يوليو 2022، مع التركيز على مقاطع الفيديو التي قدمت معلومات عن التوحد كحالة، مثل أسباب التوحذ أو كيفية تشخيصه. صُنفت مقاطع الفيديو هذه على أنها إمَّا مقاطع تحمل معلومات دقيقة أو غير دقيقة أو ”مفرطة في التعميم بناءً على اتساق المعلومات الموجودة في مقاطع الفيديو مع المعرفة الحالية الخاصة بالتوحد. [المترجم: الافراط في التعميم overgeneralization هي نظر الشخص إلى حادثة «أو معلومة» معينة على أنها ثابتة لا تتغير ويسقطها على غيرها بغض النظر عن الظروف التي حدثت فيها تلك الحادثة ولذلك يعمم نتائج تلك الحادثة على غيرها من الحوادث [3] ]“ ولكن في هذه الدراسة لم تُصنف مقاطع الفيديو التي احتوت معلومات عن تجارب / خبرات شخصية.
”لقد اخترنا دراسة مقاطع فيديو تيك توك بسبب شعبيتها - فقد تجاوزت عمليات تنزيل المقاطع علي الهواتف المحمولة 2 مليار عملية تنزيل في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2020 وتم تصنيفها كأكثر مواقع الانترت شعبية لعام 2021،“ كما قال جياكومو ڤيڤانتي Giacomo Vivanti، الأستاذ المشارك في معهد التوحد والمؤلف المشارك في الدراسة.
وفي الدراسة، حصدت مقاطع الفيديو المرتبطة بالتوحد 11,5 مليار مشاهدة بشكل اجمالي. وبينت دراسة أفضل 133 مقطع فيديو يقدم محتوىً معلوماتيًا عن التوحد، والتي بلغ مجموع مشاهداتها 198,7 مليون مشاهدة و25,2 مليون ”إعجاب“، أن 27% من مقاطع الفيديو هذه صُنفت على أنها تحمل معلومات دقيقة، في حين صُنف ما نسبته 41% من هذه المقاطع على أنها تحمل معلومات غير دقيقة وما نسبته 32% منها على أنها مفرطة في التعميم [المترجم: ناشر المقطع يدعي أن المعلومات التي نشرها تنطبق على كل حالات التوحد]. لا توجد اختلافات ذات دلالة إحصائية في الانشغال «مشاهدة و/ أو الاعجاب» بين مقاطع الفيديو التي تحمل معلومات دقيقة وبين تلك غير غير دقيقة / مفرطة في التعميم. ولكن مقاطع الفيديو التي قام على اعدادها متخصصو الرعاية الصحية تحمل معلومات دقيقة على الأرجح.
”نظرًا لانتشار محتوى التوحد على تيك توك، من المهم أن يكون المهتمون في مجتمع التوحد، بما فيهم المصابون بالتوحد وأفراد أسرهم وأطباء التوحد، على دراية بطبيعة المعلومات غير الخاضعة للرقابة «غير المفلترة» المقدمة للناس،“ كما قالت إليزابيث شيريدان Elisabeth Sheridan، مدير المجموعة الاكلينيكية والأستاذ المشارك في معهد التوحد والمؤلف المشارك للدراسة.
ووجد الباحثون أنه على غرار قنوات التواصل الاجتماعي الأخرى، أن تيك توك قد يساهم في حرف فهم الناس عن التوحد بطريقتين. أولا، من خلال تقديم معلومات مضللة بشكل صارخ - على سبيل المثال، الادعاء بأن منتج «دواء» معين يمكن أن ”يعالج التوحد“، والقصد من ذلك زيادة مبيعات هذا المنتج. وثانيًا، من خلال الإفراط في تعميم تجربة واحدة لا تمثل كل أعراض التوحد التي يعاني منها كل المصابين بالتوحد على طيف التوحد بكامله.
قالت شيريدان: ”لقد أعرب العديد من المصابين بالتوحد وعائلاتهم عن مخاوفهم من مقاطع الفيديو المضللة والضارة المتعلقة بالتوحد والتي نشرت على تيك توك «على سبيل المثال، الاعتقادات الخاطئة المناهضة للتطعيم» [المترجم: التي تدعي ان التطعيم مسبب للتوحد مع انه لا دليل يثبت صحة هذا الادعاء [4] “] "توفر منصات وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا مساحة للأفراد لتبادل تجارب / خبرات معاشة والبحث عن مجتمعات أخرى مهتمة بالتوحد. ونظرًا لانتشار مقاطع الفيديو هذه، نأمل أن تستمر الدراسات المستقبلية في استكشاف ما لوسائل التواصل الاجتماعي هذه من التأثير في المصابين بالتوحد وعائلاتهم.
نظرًا لأن فريق البحث خلص إلى أن معظم المعلومات المقدمة على تيك توك تبدو غير متسقة مع المعرفة السريرية الحالية، فمن المهم لمقدمي الرعاية الصحية وغيرهم من المهنيين أن يكونوا على دراية بالمحتوى المتعلق بالتوحد الذي ينشر على تيك توك حتى يتمكنوا من أن يكونوا معنيين بشكل أفضل بما يهم مجتمع التوحد الكبير من مستخدمي تيك توك.
”من المهم مراقبة ومحاربة المعلومات المضللة [1] التي يمكن أن تلحق الضرر بالمصابين بالتوحد وأسرهم. ولكن من المهم أيضًا أن يكون المجتمع العلمي حكيمًا فيما يتعلق بكيف يدرك مجتمع التوحد الكبير المستخدم تيك توك أساليب علاجات التوحد الحالية وكيف يمارسونها.“ هذا سيساعدنا في معالجة الثغرات التي تدفع الناس حين يسعون للبحث عن إجابات متعلقة بالتوحد يبحثون عنها أولًا على تيك توك. "