الرجل لا تكفيه امرأة واحدة ما هو السبب؟
ما زالت ثقافة تعدد الزوجات مرفوضة من قبل المرأة في مجتمعاتنا العربية، حيث تعتبرها إهانةً إلى أنوثتها، بل وقد تصل إلى إهانةٍ لكرامتها، كما أنها تخشى أن تصبح حديث المجالس النسائية بالسخرية. كما أن الغيرة الفطرية لدى المرأة تجعلها لا ترغب في ذكر امرأة أخرى على لسان زوجها، حتى لو كان ذلك من باب المدح.
ومن جانبي الشخصي، فأنا أعارض تعدد الزوجات، ولكن من منظور باحث متخصص في متطلبات المجتمع، فالدين الإسلامي لا يسير وراء هوى النفس البشرية، وإنما يشرع تعدد الزوجات للمصلحة الاجتماعية. فقد أباح الإسلام تعدد الزوجات مع وجود مبررات منطقية على المستوى العاطفي أو الاجتماعي.
ولعل هناك عناصر أخرى تدفع المرأة إلى رفض الزوجة الثانية، فالغيرة ليست العامل الجوهري في هذا الرفض، وإنما العدالة بين الزوجات عامل مهم قد لا يستطيع الزوج تحقيقه. كما أن نجاح مشروع الزوجة الثانية يتحقق حين يكون الزوج صريحاً في ذكر المبررات بصدق، ويناقشها بشفافية مع أشخاص حكماء، حتى يحصل على النتيجة الصحيحة من الإقدام على الزوجة الثانية أو الانسحاب.
وقد يؤدي مشروع الزوجة الثانية إلى اضطراب الحياة الأسرية، حيث قد تلجأ الزوجة الأولى إلى اتخاذ سلوكيات مختلفة وقاسية تجاه الزوج، كالصدود عنه وعدم الاعتناء به، مما يقلب حياته إلى جحيم. وقد يصل الأمر إلى تشويش عقول الأبناء، حيث قد يبدأون في مقاطعة الأب والتكشير في وجهه. كما قد تلجأ الزوجة الأولى إلى الدجالين لعمل حجاب يضمن لها استمرار حب الزوج لها وعدم التفكير في الزوجة الثانية نهائياً.
ومن المؤسف أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً في ظاهرة تعدد الزوجات، حيث تروج لها من خلال شعارات مغرية، مثل: ”لدينا زوجة عيون زرقاء وشعر أشقر مع طبعات الوشم في الجسد ترغب في الحلال، سوف نعمل على راحتك عوضاً عن النكد مع زوجتك“. كما أن بعض البرامج تلاحق الزوج قائلةً: ”لدينا امرأة ترغب في الحلال، بشرة زرقاء“.
وأنا أؤمن إيماناً راسخاً بأن فكرة الزوجة الثانية ظاهرة غير صحية على مستوى الأسرة، بحكم العرف والثقافة. ولكن إذا وجدت مبررات قوية تجبر الرجل على الزواج من أخرى، ففي هذه الحالة يكون للزوج الحق في أن يقول: ”امرأة واحدة لا تكفي“.