آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 12:16 ص

جمعية سيهات بين الواقع والطموح الاجتماعي

هاشم الصاخن *

بعد انتخاب مجلس إدارة جديد لقيادة جمعية سيهات الخيرية، فإنني أبارك للإخوة أعضاء مجلس الإدارة الجديد، وأكتب هذا المقال وأنا أعلم علم اليقين بحسن ظنهم، واتساع صدورهم لهذه السطور، وأخذها بعين الاعتبار.

إذا ما أتينا إلى لغة الأرقام، فإن عدد سكان مدينة سيهات قد بلغ (82000 نسمة) وفقاً لإحصاءات الهيئة العامة للإحصاء في المملكة الأخير. وفي المجتمع السيهاتي جمعية خيرية من أقدم الجمعيات الخيرية الرائدة في المملكة، تم تسجيلها تحت الرقم (6) لدى وزارة الشئون الاجتماعية سابقاً، وذلك في سنة 1386 هـ. وحسب البيانات الأخيرة الصادرة من الجمعية - حسب تحديث البيانات الأخير - فإن عدد أبناء المجتمع السيهاتي من مشتركيها قد بلغ (750 فرداً فقط). وعليه تكون النسبة المئوية للمشتركين تقل عن 1% من أهالي المجتمع السيهاتي. ولا شك بأنها نسبة تصدم كل عاقل يتمنى الخير لهذا المجتمع، وتثير دهشة أعظم المتشائمين، وتقرع ناقوس الخطر عند كل المحبين للمجتمع.

وإذا ما أتينا إلى تشخيص أسباب هذا العزوف العظيم عن دعم الجمعية والمشاركة الفاعلة من أبناء المجتمع السيهاتي في القرارات المصيرية لها، وهي تخدم جميع شرائحهم، عبر تقديم الرعاية الطبية المتميزة لذوي الإعاقة، وكبار السن، وإنشاء المراكز الطبية. وإكرام الموتى، والاهتمام البالغ بالفقراء، واليتامى، والمطلقات، والأرامل، وتتجاوزهم إلى خدمة المجتمعات الأخرى عبر المشاركة الفاعلة في النشاطات الخيرية، ورفد الجمعيات الأخرى بالخبرات المتراكمة عبر العقود الطويلة من العمل الخيري، وتفعيلها للعمل التطوعي لجميع أبناء المملكة عبر منصة العمل التطوعي التابعة لوزارة الموارد البشرية، وهي نشاطات يحق لكل فرد سيهاتي أن يفخر بها، فإن الحديث يطول عنها، ولكننا نختصرها في سببين:

السبب الأول: يعود إلى إدارة الجمعية نفسها.

والسبب الثاني: يعود إلى أفراد المجتمع السيهاتي.

وإذا ما تحدثنا عن السبب الأول المتعلق بإدارة الجمعية، فإننا لا نجدها قد تخلت عن الإطار الرسمي في استجلاب الدعم، والتوعية الاجتماعية بمؤسسة الجمعية، ونشاطاتها. لأن التفاعل الاجتماعي يتطلب أكثر من المنشورات التوعية، والأخبار المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فالتوعوية وتحصيل الدعم إنما يكونان بالنزول المباشر إلى مجالس جميع الطبقات الاجتماعية، وتفعيل العلاقات العامة. والتعاون مع المدارس لغرس قيم العمل الخيري لدى الطلاب، لتكوين شريحة داعمة في المستقبل القريب. وعلى الشخص الذي يتواصل أن يتحلى بصفتين: سرعة البديهة وحضور الجواب، وسعة الصدر لتقبل الانتقادات، والرد على جميع الملاحظات، مهما كانت سلبية.

وإذا ما تحدثنا عن السبب الثاني المتعلق بأفراد المجتمع السيهاتي، فإن مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فهل أن المجتمع - مع الأسف الشديد - يتداعى للتفاعل مع مؤسسة الجمعية وهي تخدم جميع الشرائح - كما تقدم -؟ أم أنه يفتقد إلى روح المبادرة، ويكتفي بالأحاديث السلبية والانتقاد البعيد عن المشاركة الحيوية في المؤسسة؟

في الحقيقة أنه لا يوجد مبرر لهذا العزوف المهيب عن مؤسسة خيرية مثل هذه الجمعية الكبيرة، والتي أتت الإشادة بها من كبار الشخصيات الوطنية

ختاماً.. بعد تشخيص الأسباب، فإنه لا يفوتنا أن نقترح على إدارة الجمعية عدم طرح بعض الأفكار التي قد تزيد من نفور أبناء المجتمع عنها، وكان آخرها الاقتراح الأخير المقدم لأعضاء الجمعية العمومية برفع رسوم الاشتراك السنوية للمشتركين من (600 ريال) إلى (1200 ريال) بدون توضيح أي مبرر لهذا الاقتراح. والحمد لله فقد تم رفض هذا المقترح؛ لأنه سيؤدي إلى نفور كبير وامتعاض أقوى من السابق مهما تكن أسبابه. أيضا والالتزام بما طرحه الأعضاء المنتخبون في برنامجهم الانتخابي بالحفاظ على المكتسبات والإنجازات، وأهمها المحافظة على الأصول، والممتلكات، وتنميتها. والنزول الميداني إلى المجالس، والمدارس، لتحشيد الدعم المجتمعي من جميع الشرائح والطبقات، وتطبيق المحافظة عل السمعة المؤسسية، وتعزيز الامتثال، والشفافية، والمساءلة، من أجل تنمية وتطوير الموارد المالية، والبشرية.

مع أمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد.

سيهات