الشاب يحيى الحصار في ذمة الله تعالى
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: آية 155 - 158]
الأعمال الخيرية والتطوعية لها أهمية كبيرة في رفع مستوى وتقدم البلدان، وصاحب العمل التطوعي والخيري والإنساني له ثواب كبير عند الله سبحانه وتعالى وهو تقديم المساعدة والعون والوقت والجهد في تحقيق الخير للمجتمع، وعمل الخير يفتح له أبواب الخير، وكلما زاد عدد العناصر الإيجابية والفعالة والبناءة في الأعمال التطوعية والخيرية كلما زاد تطور وازدهار ونمو هذا العمل الخيري.
وهناك في مجتمعنا ولله الحمد أشخاص يذوبون ويعشقون الأعمال التطوعية والخيرية، ويسارعون لها ويسعون لإسعاد الآخرين بكل حب وإخلاص وتفان. وخير الناس أنفعهم للناس.
لقد ورد مستفيضاً في الأحاديث الشريفة عن الأئمة الأطهار : «من أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس».[أصول الكافي 2/ 164]
«وإن خصلتين ليس فوقهما شيء: الإيمان بالله ونفع الأخوان»..[مستدرك وسائل الشيعة 2/ 403]، وقال سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : «ليكن أحب الناس إليك، وأحظاهم لديك أكثرهم سعياً في منافع الناس».[المصدر نفسه 2/ 403].
ومن ضمن هؤلاء الأشخاص هو الشاب المرحوم يحيى علي أحمد الحصار الذي فجعت القديح وقرى القطيف بسماع خبر وفاته، وهذا الشاب المؤمن الخير الطيب من خيرة الشباب حيث وافته المنية وهو في إحدى مقابر القديح، وهو يلبي نداء الحملة التطوعية التي أطلقتها جمعية مضر الخيرية بالقديح بالتعاون مع جمعية الفردوس لإكرام الموتى بمحافظة القطيف، لتعديل وردم وصيانة وستر القبور المتضررة التي سقطت وتهاوت من جراء سقوط الأمطار الشديدة.
فهذا الشاب المؤمن معروف بالإيمان وصاحب أخلاق عالية وذو شيمة وفزعة ونخوة يسارع لفعل وعمل الخير هو ووالده وإخوانه الصالحون الطيبون، عائلة تأصل فيها عمل الخير، وليس غريبا عليهم هذه الأعمال الطيبة، فهم تربوا تربية صالحة في كنف أبوين صالحين، وتمتعوا بالأخلاق الجميلة والصفات الكريمة حيث رباهم والدهم الحاج علي أحمد الحصار حفظه الله على هذه الصفات والخصال منذ طفولتهم كانوا يرافقونه دائما في كل مكان يذهب إليه والدهم، المسجد والحسينيات وجميع المناسبات من أفراح وأتراح لأهل البلد وخارجها.
ودائما هو معهم في سفراته للأماكن المقدسة وغيرها، كانوا يرافقونه في أسفاره، فنهلوا من إيمانه وصفاته وخصاله الجميلة.
والمرحوم يحيى أحد هؤلاء الأولاد البررة المطيع لوالديه الخيرين المؤمنين.
رحمك الله يا يحيى ونقول لك هنيئا لك هذه الخاتمة الطيبة السعيدة والأثر الطيب الذي زرعته لنفسك ولوالديك وإخوانك وأصدقائك ومحبيك.
ولقد شهدنا التشييع المهيب عصر يوم السبت الموافق 4 نوفمبر 2023 ميلادي والذي كان يليق به كشاب مؤمن خلوق فقدت فيه القديح أحد خيرة شبابها.
وفقدنا لنا أحبة كثيرين في الآونة الأخيرة وبموت مفاجئ من الشباب رحلوا عنا بدون سابق إنذار فقدناهم وحزنا عليهم وذرفنا لأجلهم الدموع ولكن لن يرجعوا لنا.
وهيهات الرجوع، وهذه سنة الحياة فكلنا راحلون عن هذه الدنيا الفانية.
ويبقى عمل الإنسان الصالح مخلدا، ويذكر به بعد موته. قال الشاعر:
فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها
فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني
اللهم اجعل خواتيم أعمالنا إلى خير يا رب العالمين.
وأتقدم لهذه العائلة الطيبة المؤمنة الكريمة الخيرة عائلة الحصار، ومن ينتسب لها بصلة ونيابة عني وعن إخواني أعضاء مجلس الإدارة، ومن مؤسسين وعاملين ومنسوبين في جمعية الفردوس لإكرام الموتى بمحافظة القطيف بخالص العزاء والمواساة بفقد هذا الشاب المؤمن يحيى علي أحمد الحصار.
تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة واحشره مع محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وألهم أهله وذويه وأقاربه وأصدقاءه ومعارفه ومحبيه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عظم الله أجوركم والفاتحة لروحه وأرواح المؤمنين والمؤمنات.