لكل جواد كبوة
بينما كنت نائما في إجازتي الأسبوعية، ومستمتع بساعات نوم عميقة وطويلة تجاوزت ال 8 ساعات وما بينها وبين الراحة تحدثت إلى زوجتي الساعة 4:30 بعد صلاة الفجر ما رأيك في وجبة إفطار شهية.
ردت زوجتي وقالت لا بأس بذلك، طالما وجبة الإفطار مع الصباح الباكر وزغردة العصافير لها رونق خاص عندنا وفي نهاية إجازة أسبوعية، فما أجملها أن نأخذ إفطارنا معنا للمزرعة.
فعلاً صليت الفجر، وبعدها توجهت للمطعم لأشتري بعض الأطباق الشهية التي تناسب أجواء الصباح، وتضيف على صباحنا جواً خاصاً.
أخذت هاتفي والجوع أخذ مني مأخذه، وأنا أتضور جوعاً وصوت بطني يتخلخل ويتفرقع منذ أكثر من 12 ساعة كانت آخر وجبة لي، اتصلت بالمطعم وطلبت 2 طبق على وشو وطبق شكشوكة، وطبق كبدة بالحمص، وتوجهت للمطعم لاستلامها..
وصلت المطعم الذي يبعد عني مسافة 2,5 كيلو ونصف تقريباً وأخذت الطلب، وكانت الفاتورة 60 ريالاً، بينما حركت سيارتي كانت الإشارة المرورية صفراء، تجاوزتها وهي صفراء، وتفاجأت فلاش كاميرا ساهر يصورني، وكانت هي الضربة التي قصمت ظهر البعير.
لكل جواد كبوة، أنا عن نفسي كنت أعمل ناشطاً توعوياً في توعية المجتمع والشباب عن السلامة المرورية، وكنت ناشطاً في رصد المخالفات المرورية ومحاولة توعية المجتمع عنها، ولأنها المرة الأولى التي تسجل في سجلي المروري قطع إشارة، أو تجاوز الإشارة كانت بالنسبة لي صدمة عظيمة وكبيرة لم أتجاوزها حتى بعد مرور شهر من وقوعها وكتابة هذا المقال.
وما هي إلا دقائق وصلتني رسالة إشعار بمخالفة مرورية تجاوز الإشارة المرورية، وحسب معلوماتي بأن قيمة مخالفة تجاوز الإشارة المرورية هي 3000 آلاف ريال، أيضاً كانت مخالفة ثقيلة مالياً، بالرغم من أن الطريق سالك والساعة كانت تشير لـ 4:45 ص ولا يوجد زِحام.
حسبتها سريعاً قبل وصولي للمنزل، وقلت بنفسي الحين فطورنا كان 60 ريالاً + مخالفة مرورية 3000 ريال، يعني فطورنا 3060 ريالاً.
وصلت المزرعة، وقلت لزوجتي اليوم أنتي تفطرين فطور الملوك والأثرياء، قالت والله نعمة وزود حمد وشكر، قلت لها أيه والله فطورنا اليوم متميز جداً، وقيمة فطورنا اليوم 3060 ريالاً، قالت أكيد عازم أحد اليوم؟
رددت عليها لا والله.. قالت أجل كيف فطور بـ 3060 ريال، قالت عازم الفريج، تقصد الجيران والحي، ومع ذلك ما يوصل فطورنا هذا المبلغ الباهظ، قلت لها لا والله.. قالت أجل كيف أقنعني كيسة وحدة فيها كم طبق تقول إنها بهذا المبلغ.. غير معقول، غير منطقي لم تدخل عقلي؟!
أخذت في شرح الموضوع وأخبرتها بما حصل، قالت أوووووف ليتك ما قلت لي يا أخي سديت نفسي ومالي خاطر أفطر، أحس هالفطور سد نفسي بسبب ارتفاع سعره، لو أخذنا منتجعاً في إحدى المدن الساحلية مع وجبة إفطار لمدة يومين ما وصلت فاتورة الإيجار هذا المبلغ، قلت لها هذا ما حدث معي.
وش رأيك نفطر الحين..!
بصراحة، بالرغم أن مالي خلق وأحس بحالة تناقض شديدة، بين نفسي مسدودة ومالي خاطر، وبين أني جيعانة وميته من الجوع، وكذلك حرام هالفطور بهالسعر ماينوكل..!
ضحكت وقلت لها تدرين أول مرة أخذ مخالفة قطع إشارة بعد أكثر 25 سنة قيادة سيارة، قالت لكل جواد كبوة..
وش رأيك أن نفطر ونحلل الفطور، وما نخلي منه شيء، ونحافظ على النعمة، وننظف الصحون الأطباق، ونتذكر الفاتورة بعد وحنا نتقهوى..؟