آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:07 ص

الأطفال الصغار يكتسبون التفكير المنطقي قبل اكتسابهم اللغة، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة بومبيو فابرا في برشلونا

عدنان أحمد الحاجي *

1 سبتمبر 2023

المترجم: عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم 272 لسنة 2023

Toddlers learn to reason logically before they learn to speak، according to a study by UPF

September 1,2023

كيف نتعلم الكلام «اللغة» في مرحلة الطفولة أو كيف نكتسب المعرفة عن محيطنا؟ التفاعلات الاجتماعية [1]  للأطفال الصغار في بيئتهم الاجتماعية والعائلية وفي المدارس تساعدهم على تفسير كل ذلك، ولكنها ليست العوامل الوحيدة المعنية. التفكير المنطقي الطبيعي [2] ، الذي يتجلى في سن مبكرة جدًا ولا يعتمد على معرفة اللغة، يُسِّهل أيضًا عملية التعلم، وفقًا لدراسة أجراها مركز الدماغ والإدراك التابع لـ جامعة بومبيو فابرا UPF، في بارشلونا والتي نُشرت نتائجها في 25 سبتمبر 2023، في مجلة البيولوجيا المعاصرة [3] .

تركز الدراسة على مسألة لا تزال تثير الجدل بين علماء الأعصاب: ما إذا كان الأطفال الذين لم يتعلموا بعد الكلام «أو في طور تعلم الكلام» قادرين على التفكير المنطقي. ويبين هذا البحث الرائد أن هذا التفكير المنطقي الطبيعي موجود ببلوغ الطفل سن 19 شهرًا على الأقل، ولا يعتمد على معرفة اللغة وإنما يتطور بشكل أساس من خلال استراتيجية الاستبعاد بالإلغاء «بالحذف». بمعنى آخر، إذا واجه الأطفال الصغار واقعًا مجهولًا، فسيحاولون تحليله والتوصل إلى بعض الاستنتاجات حوله من خلال استبعاد الخيارات غير الممكنة، وفقًا لمستوى معرفتهم حينئذ.

نتائج البحث نشرت في ورقة عنوانها: نطاق ودور الاستنباط في إدراك الرضع، والتي ألفتها كينغا آنا بوهوس Kinga Anna Bohus، وزملاؤها في مركز الدماغ والإدراك «CBC» في جامعة بومبيو فابرا UPF.

الأطفال الصغار يقطعون الشك باليقين وذلك باستبعاد الخيارات المستحيلة وفقًا لمستوى معرفتهم في تلك اللحظة

تحلل الدراسة أهمية استراتيجيتين يستخدمها الرضع للتعامل مع حالات عدم اليقين: الاقتران «الوصل» والاستبعاد «الفصل» «أو التخيير بالإلغاء، والتي تستخدم حرف ”أو or“ في الجبر». الاستراتيجية الأولى تعني أن الأطفال الصغار الذين يسمعون كلمة جديدة قد تعني شيئيين «جسمين» غير مألوفين يرونهما ويقرنون أولًا ذهنيًا المصطلح بكل منهما. وبعد ذلك، يقومون بإقران المصطلح بالجسم الأنسب للمصطلح.

الإستراتيجية الثانية «الاستبعاد» كيف يمكن للطفل أن يتعلم كلمة جديدة وذلك باستخدام التفكير المنطقي عن طريق استبعاد البدائل «الخيارات». على سبيل المثال، لو رأى الطفل شيئيين «أ وب» وسمع مصطلحًا مجهولًا لديه ويعرف أنه ليس اسمًا لل شيء أ «لأنه يعرف اسم أ»، فسوف يحدد أنه لابد أن يكون اسمًا لل شيء ب. هذه هي الإستراتيجية السائدة لدى الأطفال، وفقا لنتائج الدراسة.

تجربتان لتحليل التفكير المنطقي الطبيعي لدى الأطفال الصغار بطرح أشياء ومصطلحات معروفة ومجهولة

أجرى فريق البحث تجربتين مختلفتين، الأولى مع 61 طفلًا بسن 19 شهرًا، منهم 26 طفلًا أحادي اللغة و35 طفلًا ثنائي اللغة. والتجربة الثانية مع 33 «19 طفلًآ أحادي اللغة و14 طفلًا ثنائي اللغة». كان تحليل كل مجموعة حاسمًا لتحديد ما إذا كانت العمليات الاستنباطية تعتمد على الخبرة اللغوية.

في التجربة الأولى، عُرض على هؤلاء الأطفال جسمان، وكان عليهم ربطهما بإحدى الكلمات التي سمعوها، من خلال اختبارات مختلفة أجريت عليهم مسبقًا. في الاختبار الأول، كان عليهم أن ينظروا إلى شيئين يعرفونهما «على سبيل المثال، ملعقة وبسكويت»، وعند سماعهم للمصطلح «على سبيل المثال، ملعقة»، عليهم أن يقرنوها بأحد المصطلحين. في الاختبار الثاني، عُرض على الأطفال شيء يعرفونه «على سبيل المثال، تفاحة» وشيئ لا يعرفونه «على سبيل المثال، كاربيتور السيارة»، وسمعوا الكلمة المقابلة للشيء المعروف لديهم «تفاحة»، والتي كانت في حوزتهم ليتعرفوا عليها. الاختبار الثالث كان هو نفس الاختبار الثاني، باستثناء أن الكلمة التي سمعوها كانت للشيء غير المعروف «على سبيل المثال، كاربوريتور»

وفي التجربة الثانية، استُخدم شيئان أو جسمان متحركان «على سبيل المثال، مظلة وشكل صبي»، مقترن كل منهما بصوت. وبعد ذلك تم تغطية الجسمين بحيث لا يتمكن الرضيع من رؤيتهما ووضع أحدهما في زجاجة. عندما تم كشفهما، لم يتمكن الطفل من رؤية سوى أحد الجسمين وكان عليه أن يخمن، وذلك عن طريق الحذف، أيهما كان داخل الزجاجة. وفي اختبار لاحق «مع بقاء الجسمين مغطيين ودون تغيير موضعهما»، استمع الرضيع إلى الصوت المقترن بأحدهما وتم تحليل ما إذا كان الطفل يوجه نظره في اتجاه الشيء الصحيح.

وفي كل هذه الاختبارات، تم تقييم أنماط اتجاه حركة أعينهم. على سبيل المثال، عند الاستدلال عن طريق الاستبعاد، ينظر الأطفال الصغار إلى الجسم ”أ“، وإذا استبعدوا أن المصطلح الذي سمعوه يرجع إلى ذلك الجسم، حولوا اتجاه نظرهم نحو الجسم ”ب“. وهذا ما يُعرف باسم استراتيجية التحقق «التأكد» مرتين.

لا توجد اختلافات ذات صلة في الاستدلال المنطقي للأطفال الصغار أحاديي اللغة وثنائي اللغة

وتلخص المؤلفة الرئيسية للبحث، كينعا آنا بوهوس، النتائج الرئيسة للدراسة على النحو التالي: ”لقد قمنا بدراسة وجود مفهوم الفصل [المترجم: التخيير الذي يرمز له بالرمز“ أو" في جبر بول [4] ] المنطقي عند الرضع بسن 19 شهرًا. وفي مهمة وضع الكلمات مع ما يناسبها من أشياء، كان كل من الأطفال ثنائيو اللغة وأحاديو اللغة يظهرون نسقًا من اتجاه حركة العين الذي وُجد سابقًا أنه سمة مميزة للتفكير القياسي الانفصالي لدى الراشدين والأطفال.

باختصار، أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود اختلافات ذات دلالة إحصائية بين التفكير المنطقي لدى الأطفال أحاديي اللغة وثنائيي اللغة، مما يؤكد أن التفكير المنطقي لا يعتمد على المعرفة اللغوية المسبقة. ومن الممكن أن يكون هذا التفكير المنطقي الطبيعي موجودًا قبل بلوغ الطفل سن 19 شهرًا، بالرغم من عدم وجود أدلة علمية كافية لإثبات وجوده عند الأطفال بسن أبكر من 19 شهرًا.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  "التفاعل الاجتماعيه social interaction العملية التي يختار فيها الأفراد التصرف والتفاعل مع الأعضاء الآخرين داخل مجموعة اجتماعية، فهو يشمل تلك الأعمال التي يؤديها الأشخاص تجاه بعضهم البعض والاستجابات التي يقدمونها في المقابل. من أهم مظاهر التفاعل الاجتماعي هي التي تحدث بين شخص وآخر «ومن بينها ما يحدث بين الطفل وأمه» تحدث وبين شخص وجماعة بين جماعة وأخرى بين أشخاص وثقافة ثقافات عبر وسائل الاعلام،؛ مقتبس مع بعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://mawdoo3.com/ما_هو_التفاعل_الاجتماعي

[2]  ”التفكير المنطقي «logical thinking»: يُقصد به قدرة الفرد على التفكير بشكل منظّم وبناء أفكاره على الأدلة والحقائق، دون الأخذ بالاعتبار عناصر المشاعر والعواطف. تعد مهارات التفكير المنطقي ضرورية لصحة أي بيئة عمل، حيث تساعد في تقييم المواقف والأداء بموضوعية، وعلى إيجاد حلول إبداعية لحل المشكلات، على سبيل المثال، تقييم الخيارات المتاحة والإيجابيات والسلبيات، واستخدام الحقائق والأرقام، يساعد في اتخاذ قرارات مهمة بشكل حكيم. توجد أنواع مختلفة من التفكير المنطقي منها: 1» الاستدلال الاستنتاجي: يعني استخدام فرضية محددة ودقيقة يقود إلى نتيجة محددة ودقيقة، على سبيل المثال، جميع الأشجار لها جذوع، والبلوط من الأشجار، إذاً شجرة البلوط لها جذع. 2» الاستدلال الاستقرائي: يعني استخدام معلومات محددة وتقديم تعميم محتمل، مما يؤدي إلى استنتاج قد يكون غير دقيق، ويستخدم هذا النوع من التفكير في البحوث العلمية وجمع الأدلة وتشكيل النظريات لشرح ما يتم اكتشافه. 3» الاستدلال العقلي: يعني استخدام مجموعة غير مكتملة من الملاحظات، والانتهاء بتفسير قريب من هذه الملاحظات، ويفيد هذا النوع في اتخاذ القرارات اليومية في ظل وجود معلومات غير كاملة.“ مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على عذا العنوان:

https://hbrarabic.com/المفاهيم - الإدارية/التفكير - المنطقي/

[3]  https://www.cell.com/current-biology/home

[4]  https://ar.wikipedia.org/wiki/جبر_بول

المصدر الرئيس

https://www.upf.edu/en/web/focus/noticies/ - /asset_publisher/qOocsyZZDGHL/content/els-infants-aprenen-abans-a-raonar-lògicament-que-a-parlar-segons-un-estudi-de-la-upf/10193/maximized