آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 3:17 م

الملا علي بن الملا محمد آل نتيف.. رائد العمل الاجتماعي في الخويلدية

برير السادة

ولد المرحوم الملا علي بن الملا محمد آل نتيف عام 1346 هـ عمل في التجارة طيلة حياته، فكان له دكان كبير جدا بمقاييس الزمن الذي عاش فيه، فهو بمثابة سوبرماركت ضخم يحوي ما شاء الله من المواد الغذائية وبعض الأمتعة الأخرى، وكان يقوم بشراء مستلزمات الناس وخدمتهم بشكل يومي، ويوفر ما يحتاجون له، لم يشغل أي وظيفة حكومية أو غيرها، كان مولعا بالعمل الاجتماعي بشكل كبير جدا، حتى إنه يعد صاحب التحولات في الخويلدية. كان شغوفا بالحداثة حتى إنه أحضر في دكانه ثلاجة تعمل بفتيلة مشعولة بالكاز، وراديو يعمل بالبطارية وماكنة خياطة تعمل بدوس الأرجل وهو ما كان صعب المنال، لكنه تحول بهمته ونشاطه لواقع ملموس وحقيقة معاشه. سمعت اسمه يتردد كثيرا على لسان الأعمام وكبار السن وغيرهم بالثناء الجميل والقول الحسن لما قدمه من خدمات.

أعماله الاجتماعية:

- إدخال الكهرباء لقرية الخويلدية عبر مولد كهربائي واحد وعمل التمديدات الكهربائية، للبيوت الراغبة في الاشتراك، وبعد وفاته تولى المهمة المرحوم الحاج جعفر حسن القطان، وزاد في عدد المولدات الكهربائية ليستوعب عدد المشتركين من الأهالي. وعلى إثرها تأسست شركة كهرباء الخويلدية وكان على رأسها المرحوم السيد مهدي السادة مع جماعة من الناشطين اجتماعيا، وهي كهرباء كانت للإنارة فقط قبل شرائها من شركة دبكو والتي تحولت لاحقا لشركة الكهرباء الحالية ”سكيكو“.

- حفر أول بئر ماء في الخويلدية قبل أن يقوم المرحوم السيد حيدر السادة بحفر البئر الثانية لسد احتياجات الناس من الماء كما ذكرنا في ترجمته والتي شكلت في ما بعد ما عرف بخزان الديرة.

- يوم النظافة: تشجيع الناس على جمع الأوساخ ونقلها لخارج سور البلدة القديمة عند عين الديرة، ويتبرع بالكاز لحرقها

- إدخال أسطوانات غاز الطبخ للبيوت، وبدت بشكل محدود لأصحاب الوظائف الجيدة والراغبين.

التعليم: كان يعلم القرآن والكتابة والقراءة وبشكل محدود، ويشجع الناس على التعلم، وتعلم على يديه عدد من الناس، منهم الحاج سعيد الصحاف، والمرحوم الحاج جعفر بن ملا علي شيف.

كتب الشعر وله أوراق شعرية مبعثرة هنا وهناك، وقيل ديوان مخطوط. ومن قصائده التي نقلها صاحب كتاب ”الصرخة المرحومة“ الملا راضي المرهون قصيدة بعنوان ”لست تدري لم أحرق الباب“ ”ويا صاحب العصر“ ص 567 يقول في مطلعها:

كوم وانشر راية الإسلام يا والي الأمر
طالت الغيبة علينا واحنا دايم ننتظر

سيدي دستاذن الجبار وانهض بالعجل
مدري اصدودك عن الشيعة غفالة لو زعل

ما أظن لاجن أظن عنها خبر لك ما وصل
والله أعجوبة إذا تحتاج نرفع لك خبر

يمتى نسمع بالسما امنادي ينادي بالفرج
يصيح وينادي ابشروا هذا ولي الله خرج

له من الأبناء والبنات أربعة.. الحاج عبدالإله آل نتيف، ومعصومة ”نزيهة“ زوجة الحاج حسن حريفي أم محمد وفاطمة زوجة الحاج أحمد علي المرزوق أم علي وكربلاية زوجة المرحوم سعيد المحروس أم حسين وكلهن خطيبات حسينيات.

توفي المرحوم الملا علي آل نتيف في حادث حريق غاز في عام 17/3/1379 وله من العمر 33 سنة، وترك أثرا اجتماعيا لا يزال صداه يتردد في ذاكرة التاريخ.