آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

خطاطون قطيفيون: علي عبد المحسن الخويلدي ”الخويلدية“

حسن محمد آل ناصر *

صور كثيرة يتجلى بها هذا الفنان المبدع الماهر فهو الشاعر والخطاط والأديب والأستاذ، أنه علي بن عبد المحسن بن سلمان الخويلدي من بلدة الخويلدية العامرة بالتراث وطيبة الناس، ولد في مدينة الظهران سنة 1984 م، حاصل على الثانوية العامة شاب من شعراء القطيف الحبيبة، فقد جمع بين الإبداع والخيال وعذوبة المشاعر، شاعر من أعضاء منتدى الكوثر الأدبي ونائب رئيس جماعة الخط العربي في القطيف.

بدأ عشقه لفن الخط العربي منذ نعومة أظافره وبالتحديد في المرحلة الابتدائية السنة الرابعة منها، وتوالت الخطوات حتى تعلم الخط الديواني من أول متوسط، وكانت أول آية يكتبها ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ، في الوقت نفسه صار يبحث عن التطوير والتجديد فراح ينهل من معين الأساتذة الكبار أمثال القدير البارع الأستاذ السيد مصطفى العرب ودائما يشيد بأنه صاحب الفضل الأكبر في مسيرته في عالم الخط العربي بعد الله سبحانه، والأستاذ القدير حسن الزاهر والأستاذ البارز حسن رضوان ”عابد“ والأستاذ النابغة السيد حسين القلاف والأستاذ البحر نافع تحيفه، كل هذا المحيط أعطاه شأن وصياغة في رحلة الفن.

نشاطه لا يهدأ حاول تعلم أغلب الخطوط العربية كالكوفي والثلث والنسخ والرقعة ولكن كان متعلقا جدا بشكل روحاني في الخط الديواني، دائما يتسابق مع موهبته يشاغلها وتشاغله يهفو إليها، وتهفو له يعيش مع الحروف، ويتخيلها على سلم الفن بسبع عتبات متواضع لا يرى للنفس الوصول، فهذا الفن له مكانه وتطور وتجديد لا يقف عند حد معين.

الخط يعتبر ملجأ له يعطيه من وقته الشيء الكثير يجالسه كصديق قريب يخط ويسمع الحرف يبوح، هكذا الخط بالنسبة له كالأثر يخط في كل يوم ساعة على الأقل في الليل أو الفجر، فحينما يختار النص يريده بعبارات رنانة تعطيها الروح والبوح هذا في ما يعتقده لينال سمفونية اللقاء الإبداعي.

يقول: لا أحد يولد بخط غير جميل الموضوع في الذاكرة الصورية، كبرنا وحفظنا أشكال الحروف التي تعجبنا وتخزن في الذاكرة فعليه تتكون عندنا ذاكرة صورية متنوعة، فعندما نكتب ليس شرطا أن المتلقي يفهم؛ لأن صورة الحروف في الطرف الآخر تختلف، ولهذا من الأفضل أن يتمسك الإنسان ”الفنان“ بأستاذ يعلمه ويسهل عليه رحلة العمق في بحر الخط العربي وعندها يصل لما يطمح إليه بالكتابة المستمرة بالتدريب والتمرين والمثابرة.

لا توجد عبقرية في الوجود دون وجود الفكرة فكرة ”الخويلدي“ إعطاء دورات ليستفيد منها المجتمع، يريد أن ينشر ثقافة الخط العربي بشيء من الحب وترك بصمة في ذاكرة الناس، ولو بإضافة مسيرة يومية يزاولونها في الحياة، فزكاة الفن نشره والاستفادة من خلاله «الخط باب من أبواب الرزق».

لكل فنان نظرته وأسلوبه في الفن والمعارض أو الورش الفنية وغالبا تكون هي الملاذ المملوء بالمعلومات والأفكار والنقاشات التي تصب بالفائدة للجميع، فخطاطنا لديه لوحات إبداعية وبصمات فنية واضحة من خلال ممارسة عشقه، فقد شارك في معارض محلية على مستوى القطيف والمملكة.