عادة جميلة من أهالي القديح «الغنامي»
طفولة زمان، أو سمها الحياة البكر أنعم بها من حياة وأناس ورفقة، للصباح في بيت جدتي طعم يشتهى لا يبارح الذاكرة أبدا وللمساء عبق الذكريات المعطرة بالحكمة والإلهام. لا أذكر أن الشمس طلعت على وجوهنا ونحن نائمون، العصافير تسبقنا قبل طلوع الشمس، نتسابق الإخوان في تقبيل رأس الجدة والجد، كانت حياتنا وكنا من نصنع لها سمفونيات الحياة.
استوقفتني اليوم الصباح صورة جميلة معبرة لها عمق الاحترام والتواضع من جماعة الغنامي للحاج السيد حسين الخضراوي «أبو سيد منير» سلوك عادة جميلة وهي تقبيل لرؤوس الكبار خادم أهل البيت «أبو محمد آل جعفر»، يخالجني الشعور بالفرحة عندما أمسك برأس الشيخ الكبير وأقبله، حيث نحن الأبناء في أمس الحاجة إليه في وقتنا الحالي، لربما البعض من الجيل الحالي تجاهل هذا العرف الجميل بسبب عصف رياح التقنيات من متابعة تطبيقات للسوشيال ميديا؛ مما يجعلهم يسهرون وتخرج عليهم أشعة الشمس وهم نائمون.
لربما قبلة الرأس إلى الأم ومن يكبرنا أصبحت مهمشة في استبدالها حيث السلام أصبح من بعيد بكلمات تدغدغ المشاعر مثل ”كيوت مامي“ ويتم إرسال قبلة الرأس عن طريق مؤثرات الموجي وتساب، أو عند الخروج من المنزل ”باي باي“.
لربما الأسباب من تجاهل بعض العادات الجميلة من الأبناء هو الدلال الكبير للأبناء أو عدم الجلوس مع الأبناء وحرث مزرعة قلوبهم من بذور العادات الجميلة.
المشاركة في هذه الصورة الجميلة من أبو سيد منير قدحت زناد موروثنا وعادتنا من احترام الكبير.
هذا السلوك الجميل من جماعة الغنامي ليس جديداً من أعمالهم الخيرية، جماعة الغنامي لا يحددون زمانا ليبسطوا الحب والعطاء بين الناس، في كل يوم وكل ساعة يجعلون للسعادة قداسة وذكرى، يحيونها عند ما تكاد الابتسامة تحتضر وتموت على شفتي أحد أبناء المنطقة،
نوجه رسالة إلى الأبناء، في عدم ترك هذا المورث الجميل في تقبيل رؤوس الكبار ما له مردود إيجابي إلى المجتمع العرفي والسلوكي، ويكون صورة جميلة للعالم تمثل سلوكيات المسلمين.