سؤال بعد السؤال
هناك كتاب يحمل عنوان QBQ وهو اختصار لجملة The Question Behind The Question. والكتاب ألفه الكاتب جون ميلر بهدف معالجة ذاتية لبلاء الجلد الذاتي والشكوى وحالات التردد، من خلال طرح أسئلة من نفس الشخص على ذاته.
What to Really Ask Yousef to eliminate blame, complaining, and procrastination.
ويورد الكاتب مجموعة أسئلة لإيجاد حل من داخل ذات الشخص المعني بالمشكلة:
1 - لماذا نمر بهذا النفق؟
2 - من أوقع الكرة؟
3 - متى سيتحرك فلان لأداء وظيفته بشكل مناسب؟
4 - من المسؤول عن المشكلة؟
5 - متى سيخبروننا بحقيقة ما دار ويدور حولنا؟
6 - من هو المستفيد من الوضع القائم؟
وقبل الاسترسال في الأسئلة كان يجب أن يسأل صاحب الأسئلة نفسه الأسئلة التالية:
1 - لماذا لا أكون جزءًا في صناعة التغيير وتحديد الممر المناسب لي؟
2 - ماذا يمكنني أن أتعلم لاعتمد على ذاتي لأداء المهام المطلوبة بيدي لا بيد غيري؟
3 - كيف يمكنني أن أساعد بدل إضاعة الوقت في اللوم؟
4 - كيف يمكنني فهم المعضلة وتحديد آفاق الحلول الممكنة؟
5 - كيف يمكنني أن أكون جزءًا من الحل، وليس جزءًا من المشكلة؟
6 - ماذا يمكنني أن أصنع لبلوغ الأهداف المرجوة؟
في ظل الأحداث الحالية المتسارعة في المنطقة الأكثر سخونة في الشرق الأوسط، وعلى امتداد ثمانين عاما متوالية، يستغل اليمين المتطرف واليسار المتحرر في الإعلام الغربي في تمرير مواد إعلامية متلفزة على شكل مقابلات تلفزيونية خاطفة مع بعض العرب والمسلمين وقولبة مجريات اللقاء لتوجيهه في اتجاهات معينة تخدم أفكار اليمين المتطرف أو اليسار المتعجرف في قضايا مثل الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين والاحتقان الديني ضد الإسلام والحجاب والشريعة.
وتكون بعض الأسئلة التي يطرحها الصحفي المؤدلج تبدأ في البداية على أنه لقاء خاطف وبريء، وتنتهي بأسئلة ملغومة ومفخخة تهدف إلى استفزاز الشخص الذي يسأل وتحريضه استدراجًا بقول جُمل توهم المجتمع بأن المتكلم يريد أن يفرض قناعاته وديانته على العالم الغربي. ومن ثم تُقديم المادة الإعلامية في النشرات والبرامج بعد المونتاج لها لتهييج مشاعر الشارع في تلكم الدول الغربية ضد القادمين من الخارج، خصوصا منطقة الشرق الأوسط. ومثال تلكم الأسئلة المفخخة التي تطلقها بعض قنوات التلفاز المتطرفة في بعض المدن الغربية اتجاه الجاليات المسلمة المحافظة:
1 - أنت مع أو ضد ممارسة الشذوذ العلني وما هو رأيك في حق تقرير الجنس للأفراد؟
2 - لماذا أنتم تدعون إلى رعاية الوالدين للطفل، وتمنعون الثقافة الجنسية لهم والقانون في الغرب يعتبر ذاك نوع من العنف ضد الأطفال؟
3 - أنت الآن تحمل الجنسية الأجنبية الفلانية، لماذا تؤيد العرب وتتبنى قضاياهم. ألست أنت ضحية من ضحاياهم؟
4 - حرق القرآن الكريم هو حرية للتعبير، ويضمنها الدستور في البلد الفلاني، فلماذا لا تندمجون مع القيم المعمول بها في البلد الذي تقيمون فيه، وتهاجمون من يحرق القرآن؟
5 - هل ولائك للدستور بلدك الجديد الذي تحمل جواز سفره أم للقرآن الكريم والشريعة؟
أنصح أي شخص لا يجيد التحدث بطلاقة وبكلام منطقي رصين وموجز وموزون وعلمي وقانوني أن يمتنع أو يعتذر عن الظهور على شاشات التلفزة الغربية عند طلبهم إياه في عقد أي لقاء صحفي أو حتى حديث جانبي. لأن عدد الصحفيين الأمينين والثقة العدول في اضمحلال كبير. والشواهد على ذلك تزداد يومًا بعد يوم، وتؤكد أن هناك صحفيين غربيين مؤدلجين، ولا يتورعون من دبلجة الأصوات واختلاق الكلمات وتزوير الحقائق وتوظيف الصور، فيجعلون من الضحية جلاد، ومن الجلاد ضحية. التحريض والتدليس في ذروته، ولم ينج منه أفريقي ولا صيني ولا هندي ولا لاتيني ولا عربي مسلم ولا عربي منحل ولا أسود ولا أصفر وحنطي.
عشنا ردحا من الزمان بين أصدقاء أوربيين وغربيين لطفاء ومحترمين، وما زلنا نكن لهم كل الاحترام. وإني على يقين أن الأغلب الأعم من شعوب العالم محبة للسلام، وتنأى عن المهاترات. إلا أنه في السنوات الأخيرة، أطل علينا عدد ليس بالقليل من المغردين بمقاطع فيديو وصور توثق لتجمهر تجمعات عربية وإسلامية في عواصم ومدن أوروبية وغربية عديدة تطالب فيها بحقن دماء العرب والمسلمين، وتحتج على حرق القرآن الكريم، مع تعليق من المغردين مفاده: العرب يغزون أوربا!
أو المسلمون في كل مكان!
إنهم ضد حرية التعبير!!!
تناسى أهل التغريدات التحريضية تلك بأن أغلب أولئك العرب والمسلمين هم مهاجرون ضاقت عليهم الأرض بما رحبت بعد أن تم احتلال أراضيهم، وشتت الغزو جمعهم، وحصدت طائرات الغزو أرواح أحبتهم وأشعلت الفوضى في ديارهم!! أو أنهم أبناء الجيل الثالث لمن تم استجلابهم عنوة لشق الطرق وإعادة بناء أوربا بعد الحرب العالمية الثانية، أو جلبوا لعمل سكك الحديد في كامل الأراضي الغربية. وهم مواطنون غربيون رسميًا، ويدفعون الضرائب ويساهمون في الاقتصاد. فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.
ونقول لمن ابتلي بإجراء لقاء صحفي مع قنوات / محطات إذاعية مؤدلجة بان يطالب بممارسة كامل حقوقه الدستورية في تلكم البلاد، وينص مقدمة اللقاء بالتالي:
It is my constitutional right to practice my believe and express freedom of speech. I do respect the law and I have my views’s point on local issues such as:
- Protect human rights
- Disgusting double standards on international affairs
- Raise my voice on protecting my holy book «Quran»، Hijab, ….protecting my kids.