آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

اليوم هو اليوم العالمي للإبصار

اليوم هو الخميس الثاني من شهر أكتوبر وفيه يحيي العالم ”يوم الإبصار العالمي“ لتوعية العالم والمجتمعات بأسباب العمى والإعاقة البصرية لما يخلفه ذلك من أعباء عالمية ومجتمعية، إذ تقدر الخسائر العالمية السنوية الناجمة عنه من حيث الإنتاجية بنحو 411 مليار دولار أمريكي.

أخبرني متى آخر مرة فحصت فيها عينيك وبصرك؟

متى آخر مرة فحصت عيني ابنك أو والدك؟

هل تعرف الحقيقة المخيفة التي أعلنتها وزارة الصحة العالمية؟؟

فقد أعلنت بأن ما لا يقل عن 2,2 مليار شخص في العالم يعانون من ضعف البصر، ومليار شخص على الأقل من هؤلاء مصابون بحالات ضعف بصر كان يمكن الوقاية منها أو لم تعالج بعدُ.

وأعلنت أن السببين الرئيسيين للإصابة بضعف البصر والعمى على الصعيد العالمي هما الأخطاء الانكسارية وإعتام عدسة العين.

هنا نتكلم عن ضعف البصر الذي لا يعالج بالنظارة أو العمليات، والذي يسبب إعاقة بصرية جزئية أو كاملة مستمرة.

هذه المعدلات العالمية المخيفة بالإضافة للحالات التي تأتيني العيادة متأخرة، فأقف أمام إيجاد علاج لها عاجزة جعلتني أشد الهمة في بداية السنة الهجرية لأقوم بمبادرة أهلية تطوعية لفحص العين والبصر في بلدتي، والتي شاركني وشجعني في تفعيلها أهلي للقيام بفحص الأطفال إلى عمر 12 سنة، فقد كان يهمني الأطفال في بداية حياتهم الدراسية، وقبل اكتمال نمو جهازهم البصري.

وقد اكتشفنا حالات عديدة لضعف بصر واضح، كما اكتشفنا حالات لكسل العين بشكل مبكر لم تظهر على الطفل أي أعراض، وكانت الصدمة لي باكتشاف حالة لماء أبيض في طفلة، حين سألتها لم تشكي من أي أعراض رغم أن عمرها 11 سنة.

كان عدد الحالات التي قمنا بفحصها 120 وظهر منها 42 حالة لضعف نظر لم يتم اكتشافها مسبقاً، رغم أن الأكثرية مروا باختبار دخول المدرسة.

وهذه نسبة ليست قليلة خاصة حين نعرف أن هذه الاكتشافات لأطفال في سن الدراسة الأولى؛ وبالتالي فإن تأثير ضعف البصر سيكون جلياً في ممارسة دراستهم وحياتهم وتطور جهازهم البصري والإدراكي.

إن التأخر في العلاج ولبس النظارة قد يسبب كسل العين الذي للآن لم يتم اكتشاف علاج له إلا باكتشافه وعلاجه في الطفولة كما أن عدم اكتشاف وعلاج ضعف النظر هو مسبب رئيسي للإعاقة البصرية على مستوى العالم.

كما أن الماء الأبيض والماء الأزرق ورشح الشبكية السكري من أسباب العمى والإعاقة البصرية حول العالم.

أيضا حين أقوم بزيارات رسمية مع عملي للكشف التطوعي في بعض الشركات أو الأماكن العامة أو المدارس، ورغم أن الأعمار كانت كبيرة تستشعر ضعف البصر أو وجود مشكلة في العين، إلا أنني كنت أستغرب من عدد الحالات التي نكتشفها وتحتاج فحصاً وتحويلاً للعيادة.

لهذا في اليوم العالمي للإبصار أجدد دعوتي لكم جميعاً فالبصر نعمة عظيمة حافظوا عليها بالفحص الدوري والمبكر.

كما أوصيكم بأطفالكم فهم أمانة وعيونهم هي النافذة للحياة ونور المستقبل.

افحصوا أعين أطفالكم فوراً إن كان لديهم حول، أو ظهرت أعراض كتضييق العينين أو كثرة الرمش أو الصداع أو ميلان الرأس، افحصوهم خاصة في وجود عامل وراثي، افحصوهم وإن لم تظهر أعراض وإن كانوا بلا شكوى.

افحصوا أنفسكم وأطفالكم وآباءكم واطمئنوا إن حاضر ومستقبل الرؤية لديكم واضح ومنير، وإنكم لن تكونوا يوماً ضمن إحصائية الصحة العالمية.

مسؤولة قسم البصريات في مستشفيات المغربي- المنطقة الشرقية