آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 12:36 ص

المكتبات الخاصة في الأحساء «2».. مكتبة الكاتب حسين الملاّك

محمد المبارك

للكتاب كمكوّن ثقافي أهمية بالغة في صنع وبلورة شخصية المثقف والقارئ بشكل عام، فقد أصبح الكتاب اليوم متاحاً بكل أشكاله وأنماطه المتعددة أكثر من ذي قبل، ففي السابق ليس هناك إلا الكتاب الورقي ويُقرأ بعد دفع قيمته المادية وربما لا يصل أو يحصل عليه إلا المقتدر مادياً، أما اليوم فهناك الكتاب الإلكتروني والمسموع والكتاب الذي تستطيع قراءته عن طريق القرص المدمج فأصبح الكتاب في متناول الجميع.

وعلى هذا الأساس أصبح تكوين المكتبات ولاسيما الخاصة منها أمراً أيسر من ذي قبل فهبّ المهتمون بإنشاء مكتباتهم من وقت ليس باليسير وعملوا على تطويرها وتزويدها بأحدث الكتب والإصدارات والأجهزة بما يتوافق مع مكتبات العصر ومتطلباتها في الزمن الحاضر.

ومن تلك المكتبات الخاصة في الأحساء، مكتبة الكاتب والباحث والشاعر حسين بن علي بن أحمد الملاّك من مواليد مدينة الحليلة بالأحساء عام 1397 هـ 1977 م، له اهتمام بالكتاب من الصغر وبالتحديد منذ المرحلة المتوسطة؛ ومن هنا بدأت نواة المكتبة بالتأسيس من الرف إلى مكتبة تعد من المكتبات الخاصة المميزة في الأحساء.

ومن شغفنا بالكتب وحب المكتبات زرنا مكتبة الأستاذ حسين فوجدناها موزعة على أربع قاعات جيدة المساحة حيث تربو على ما يقارب 100 م، تقريباً تضم بين جنباتها عشرين ألف كتاب تقريباً موزعة على النحو التالي: -

القاعة الأولى:

وتضم الكتب الأدبية وتحتوي على كتب الشعر والدراسات الشعرية والسرد والدراسات السردية ومدارس النقد القديم والحديث واللغويات والتراث الأدبي.

القاعة الثانية:

هي قاعة كتب الفكر والفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس وما يتعلق بها.

القاعة الثالثة:

وتحتوي على كتب الفنون والعمارة والتراث العمراني والعلوم البحتة والسياسة والبيئة والدوريات والثقافة العامة.

القاعة الرابعة:

وتشتمل على المكتبة الأحسائية والمكتبة الدينية والموسوعات.

وتضم هذه القاعات الكثير من العناوين المهمة في شتى المجالات المذكورة؛ مثل الأعمال الشعرية الكاملة لمحمود درويش والشعر والتلقي للدكتور علي جعفر العلّاق وهناك في السرد الحرب والسلم لتولستوي، في النقد قاموس النظرية الثقافية النقدية لمجموعة من الباحثين، وفي اللغويات المعجم التاريخي للغة العربية.

أما في الفكر والفلسفة فتحتوي المكتبة على كتاب قصة الحضارة لديورانت، وفي التاريخ أمهات الكتب كتاريخ الطبري وابن خلدون وابن كثير، وغيرهم.

وعلى كثرة هذه الكتب والرقم الكبير «20 ألفاً» اضطر الأستاذ حسين إلى نقل المكتبة إلى مقر عمله السابق «مدينة الجبيل الصناعية» إلا أنها عادة واستقرت في موطنها الأصلي محافظة الأحساء.

ومن يجمع هذا العدد من الكتب لا شك أن يكون شغوفاً بها فيتنقل من أجل جلبها والحصول عليها فقد تنوع شراء الكتب لهذه المكتبة من أماكن ودول شتى ولاسيما دول الخليج والدول العربية المجاورة كمصر مثلاً.

وكما قلنا سابقاً تبقى المكتبات ثرية بالعطاء ومتنوعة بالفائدة وهي محط الرحال لمن يطلب العلم والثقافة والفائدة.