مابين سلوك الأبناء، وسيرة الآباء صراع فمن المنتصر..؟؟
قال تعالى: ﴿الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ .
والمتتبع في الفترة الأخيرة لبعض السلوكيات، والتصرفات من أبنائنا خاصة في هذه الأيام يلاحظ أنها تسير في طريق شائك، وخطوات غريبة، وأفكار عجيبة، وهي تختلف كثيراً عن سلوك، وأخلاق آبائهم الأصيلة، بل لا يوجد أي تقارب بينهما إلا ما رحم ربي منهم..؟
وفي الحديث الشريف: «بِرُّوا آبائكم تبرُّكم أبنائكم».. فالكثير منهم لا يعرف هذا المعنى، وهذا البر، وإن كان هناك فرق بين الجيلين؟ وإن كان كل منهما يعيش في عصره، وزمانه، ولكن هذا لا يبرر السلوكيات الخاطئة. إلا أن هذا الزمان كشف لنا عن أقنعة كثيرة يختفي خلفها الأبناء، والبنات، وإن تصرفاتهم لا ترضي الله تعالى، ولا الوالدين، ولا المجتمع أبداً.
حتى أصبحت الآن الفجوة كبيرة جداً. فيما بينهما، وصار كل منهما يعيش عالمه فلا الوالدين قادرين على إصلاح الأولاد والبنات، ولا هم يسيرون في الطريق الصحيح؟ حتى أصبح الوالدين عاجزين.. ماذا يصنعون معهم؟
وتعد وسائل التواصل الاجتماعي من أهم الأسباب، فقد كشفت لنا عن حالات كثيرة من الضياع، والتخبط، والتي يعيشها كثير من الشباب، ولا تجد رضى أو قبولاً من أسرهم، إلا أنهم لا حول لهم، ولا قوة فماذا يعملون أمام هذا التيار الجارف..؟
كما أننا لا ننسى قرين، أوصديق السوء فهو يساهم في ذلك كثيراً..؟ بل إن كثيراً من الآباء، والأمهات.. يعيشون لحظات مريرة، وصعبة مما يفعله، ويقوم به بعض الأبناء أولاد، وبنات، وذلك بعد التحرر من قيود الأسرة، وسلطة الوالدين الشديدة عليهم حسب ما يرونه هم..؟
كما أن تدني مستوى الخلق، والأدب عالمياً سبب مباشر في ذلك.. فمجرد أن يكبر كل منهم سناً يصغر عقلاً فتجدهم سرعان ما يتغيرون، ويتخذون خطاً معاكساً، ومغايراً تماماً، وكأنهم يسيرون في فترة انتقام من الوالدين، وسيطرتهما والتي خرجوا منها خلال فترة المراهقة..؟
وما يؤلم الوالدين أكثر من أي وقت.. أن الأبناء بدؤوا يفقدون المحبة، والمودة والاحترام تجاههم رغم التحذير الديني لهم ﴿فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ﴾ .. فبينما كانوا يعيشون في أحضانهم، وكنفهم، ولكن بين ليلة، وضحاها انفلتوا عنهم إلى طريق غير سوي، وهذا ما يؤلمهم أكثر، وأكثر..؟
ويجب علينا أن لا نظلم جميع الأبناء.. لأن هناك من يسيرون الطريق الصحيح، ومنضبطين في كل أمورهم الدينية، والاجتماعية، والفردية بل تجدهم فعلا صورة جميلة من آبائهم أدباً، وخلقا، والتزاما تفخر بهم أسرهم، ومجتمعاتهم..!!
وكلمتنا الأخير أن على الأولاد، والبنات مسؤولية كبيرة فعليهم أن لا يفرطوا فيها، ويعلمون أن الله فرضها عليهم كما هي جزء من عبادته تعالى، ويكونون أبناء صالحين كما أشار القرآن الكريم لذلك في عدة آيات كأبناء النبي نوح .
وختاما قال جل شأنه: ﴿إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ﴾ .. فعلى الأبناء أن يسيروا على الطريق المستقيم، ويكملوا سيرة آبائهم، وأمهاتهم والتي كانت تحمل ”العزة، والسمو، والشرف، والشموخ“ والتي ربوهم عليها سنوات طويلة، وهي بلا شك سيرة يحبها الله ورسوله.. على عكس ما نرى هذه الأيام من سلوكيات لا تمت للدين، والأخلاق، والأعراف بأي صلة مع شديد الأسف..؟.
والسلام خير ختام.