فلنجرب الحب كالأطفال
قد يجد بعض الناس في أنفسهم عدم محبة تجاه شخص ما دون سبب واضح لهذه الحالة، أو يجد بعضهم كراهية تجاه شريحة من الناس بلا مقدمات دافعة لذلك. وربما لا يعرف هؤلاء السبيل للخلاص من هذه الحالة من الكراهية. نقول لهؤلاء لن تخسروا شيئاً إن جربتم الحب كالأطفال. هي من الآليات والوسائل التي تساعد على تغيير زاوية الرؤية نحو الآخرين. فتارة نكون نحن الأطفال، فننظر إليهم بعيون الأطفال. وتارة ننظر إليهم وكأنهم هم الأطفال.
بهذه الآلية من الممكن أن نحب كل الناس إذا نظرنا إليهم وكأنهم أطفال، لأننا لا نتوقع منهم الشرور، يبتسمون لنا بخجل، فهل بوسعنا أن نكرههم؟ بالطبع لا. ويشرح كتاب ”قلق السعي إلى المكانة“ هذه الصورة بقوله: من أجل تشجيع إحساس الرفقة والأخوة بين جميع الناس، حثّ المسيح أتباعه على أن يتعلموا النظر إلى البالغين الآخرين وكأنهم ينظرون إلى أطفال. ربما لا يوجد أي شيء آخر قد يحوّل إحساسنا بشخصية شخص ما أسرع من أن نتصوّره طفلًا أو أن نتصوّرها طفلة؛ من هذا المنظور نصبحُ أقدر على التعبير عن الشفقة والسخاء اللذين نبديهما تلقائيًا نحو طفل صغير، نرفض أن نصفه بأنه سيئ بل شقي قليلا، ولا نقول إنه مغرور متكبر بل لعوب وفرحان بنفسه. هذه هي العذوبة نفسها التي قد تخامرنا نحو أي كائن نراه وهو نائم بعينيه المغمضتين وملامحه المسترخية ولا حول له ولا قوة. يوقظ فينا النائم نظرة رقيقة تكاد تكون هي الحب. [1]
الحب زراعة تبدأ منذ الطفولة، بيئة تخلق الحب ولا تعرف الكراهية، وفي المقطع المرفق إفادة مكملة مع بعض التحفظ بعنوان ”علموا أولادكم الحب“: