يوم الوطن
يمر اليوم الوطني على الشعب السعودي، وهو يواكب القفزات الكبيرة التي حققتها البلاد، في غضون فترة وجيزة، بحيث أصبحت المملكة حديث العالم، نتيجة التحولات غير المسبوقة في مختلف المجالات، الأمر الذي يكشف الإرادة الصادقة لدى القيادة والشعب السعودي، على الانتقال بالمملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، فالتحولات المتسارعة ليست وليدة الصدفة، أو نتيجة الخطط العشوائية، وإنما تأتي جراء جهود مواصلة العمل بالليل والنهار، على وضع الآليات والأساليب المناسبة، لتحقيق الإنجازات بطريقة علمية، بعيدا القرارات الارتجالية لتفادي الأخطاء الكارثية.
استطاعت رؤية المملكة 2030 إحداث تحولات كبرى، في طريقة التفكير لدى مختلف العقول، بحيث لم يقتصر التحرك لترجمة مستهدفات الرؤية على شريحة دون أخرى، فالجميع يشعر بالمسؤولية، ويتحرك وفقا لخطة واضحة، بطريقة متناغمة مع الأطراف الأخرى، مما يسهم في اختصار الكثير من الوقت، وتحقيق الإنجازات بشكل علمي، خصوصا وأن قيادة مركب التطور يتطلب تكاتف الجميع، فكل فرد من أفراد الشعب السعودي، قادر على إحداث تغييرات، وفقا للإمكانيات والقدرات الذاتية للوصول للهدف المشترك، الأمر الذي تجلى في خلق مناخ التغيير، بحيث بات ملموسا في مجالات المجالات الحياتية.
الثقة الكبيرة من لدن القيادة بالشعب السعودي في تحقيق الإنجازات، ساهمت في إبراز الوجه الحقيقي للكفاءات بمختلف مستوياتها، فالأرقام تتحدث عن الكثير من الإنجازات خلال سنوات قليلة، فهذه النجاحات جاءت لتعزز الإنجازات التي تحققت في العقود التسعة الماضية، لا سيما وأن تراكم الخبرات في إدارة الأزمات، والعمل على وضع التصورات المناسبة، للنهوض بمكانة المملكة في العالم، يمثل المدخل الأساسي وراء الانخراط بقوة في طريق النهضة الشاملة، بمعنى آخر، فإن المرحلة الحالية تمثل محطة أساسية للتحرك وفق رؤية مستقبلية مشرقة، نظرا لوجود ترابط وثيق بين الفكر الإنساني الناضج والتحرك المنهجي الثابت، ومن ثم فإن الصيحات التي تخرج بين فترة وأخرى، لتعطيل الانطلاقة القوية، ليست قادرة على إيقاف حركة التقدم على الإطلاق.
التناغم الواضح بين طموح القيادة والاستجابة الكاملة من لدن الشعب، أصبح السمة البارزة في الكثير من الأصعدة الحياتية، فكما يتحرك الاقتصاد الوطني بخطى ثابتة، عبر تسجيل معدلات نمو متسارعة، بعيدا عن تقلبات أسعار النفط، فإن البيئة الاجتماعية تشهد حراكا كبيرا في طريقة التفكير، مما يعطي إشارات واضحة بوجود تناسق كبير، للانطلاق بقوة نحو الارتقاء بالفكر الإنساني، والعمل على ترجمة الطاقات بمختلف مستوياتها، بما يخدم الوطن ومسيرته، ومقارعة الأمم الأخرى في المجالات العلمية، وكذلك في مختلف المستويات الثقافية والفكرية.
الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن يفجر الطاقات الكامنة، لا سيما وأن الولاء المتجذر في النفوس تجاه تراب الوطن، يقود إلى تحطيم القيود النفسية والحواجز المادية، مما يفتح الطريق للسير قدما، بعيدا عن العراقيل والمصاعب التي تعيق الحركة.
الإنجازات الكبرى التي حققتها المملكة خلال العقود التسعة الماضية، أرسلت رسالة قوية بالاعتماد على الكفاءات الوطنية، والعمل تنمية الموارد البشرية، من أجل الانطلاق بطريقة علمية وسليمة، للوصول إلى الطموحات والأهداف المرسومة، خصوصا وأن العقول البشرية تمثل الاستثمار الحقيقي للأوطان، الأمر الذي يترجم عبر الكثير من البرامج والخطط، لاستثمار تلك العقول بالطريقة النافعة، وتوظيفها بما يسهم في مواصلة مشوار العطاء على صعيد الوطن.
الاحتفال باليوم الوطني يظهر مستوى الوعي، لدى الشعب السعودي، بأهمية الاعتزاز بالوطن، فالاحتفالات التي تعم مختلف أرجاء الوطن، بمثابة انعكاس ملموس للولاء الكبير للوطن، بحيث تظهر على ممارسات متعددة بعضها في طريقة الملبس والآخر بواسطة تتزين المركبات العلم السعودي والثالث بالفعاليات الثقافية والرياضية وغيرها من الممارسات المتعددة.
تبقى فرحة الوطن، فرصة لاستعراض، بعض الإنجازات المسجلة على أرض الواقع، لتكريس الحالة الإيجابية في النفوس، وطرد التشاؤم والنظرة السلبية، التي تسيطر على بعض العيون ”العمياء“ فكريا وثقافيا.