آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 1:55 م

للمجد حالمين وللقمة سائرين

محمد حسن محمد النعيمي

إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية سطر من سطور التاريخ الذهبية خطها الملك عبد العزيز ”رحمه الله“ بمداد من الحكمة والشجاعة والحنكة وختمها بخاتم الوحدة والائتلاف.

لقد كانت انطلاقة الملك عبد العزيز ”طيب الله ثراه“ في توحيد كيان المملكة وانضوائها تحت راية واحدة مبنية على إخلاصه وعزيمته ورؤيته، التي تجاوزت حدود الزمن، ليرسم حدود المستقبل لأجيال متعاقبة تتجلى فيها واحات الأمن والعز والرخاء والازدهار وتطوى معها صفحات الجهل والتناحر والفرقة والعصبية والتخلف بكل تفاصيلها.

لقد أعلن التاريخ من ذلك اليوم في صفحاته عناوين النهضة والتقدم في المملكة العربية السعودية وتجاوز الصعاب والعقبات والتغلب على كل العوائق والتحديات لتحقيق الغاية، فأضحت أحلام الأجداد حقائق الآباء والأحفاد، وانطلقت آلة الصناعة وعجلات التقدم وشمس المعرفة تشع في جنبات الصحراء، فتنيرها شمساً ساطعة.

إن استحضار اليوم الوطني أمام الأجيال أمر بالغ الأهمية، فهو يربط الجيل المعاصر بالتاريخ العظيم للوطن، عندما حول الملك عبدالعزيز، الضعف السياسي آنذاك، إلى كيان سياسي اليوم هو نموذج عالمي في كثير من التطور السياسي والحضاري، هذا الاستحضار لليوم الوطني يصف تلك الصورة من التفكك والفوضى قبل قيام الدولة السعودية ومدى التغير الكبير للتحول إلى مرحلة من النضج والتنظيم.

.. الحديث عن اليوم الوطني، هو حديث عن وحدة التاريخ، عن المجد ومآثر العظماء، عن التأمل في البناء..، الحديث عن اليوم الوطني يقف التاريخ بصفحاته شاهد عيان على منعطفات هامة، وعراقة وأمجاد متأصلة، كان حجر أساسها وركيزتها إقامة الدولة على التوحيد والعدل.

اليوم الوطني إلهام لقصة مجد تليد يعجز تاريخ الأمم أن يحاكيه، امتداد لتاريخ عظيم، خلفه قادة إجلاء، بنوا بالبسالة والقوة والشجاعة، سيرة عطرة وتاريخ خالد لهذه الأرض الطيبة، إنّ اليوم الوطني ليس حدثًا عابرًا يُمكن للمواطن السعودي ألا يحتفل به، إنّ اليوم الوطني السعودي يجعل المواطن يشعر بالانتماء إلى أرضه ووطنه، بالانتماء إلى ذلك المكان الذي يتطلع إليه العالم بأسره.

إن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية في ذكراه ليس مناسبة عابرة أو ذكرى ماضية إنما هو امتداد تاريخي يصل الماضي المشرق بالمستقبل الواعد استشرافاً وإنجازاً وتقدماً ونهضة، إن ما نشاهده هذا اليوم على صفحة هذا الوطن من زخم الإنجازات وما توصلت إليه المملكة العربية السعودية بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان من تقدم ملحوظ على كل الأصعدة والاتجاهات في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والطبية... إلخ، في مدن ومحافظات المملكة على امتداد رقعتها الجغرافية هو ثمرة من ثمرات هذا اليوم الوطني المجيد.

من الواجب علينا كمواطنين ونحن نعيش الذكرى الثالثة والتسعين لهذا الكِيان العظيم أن تتحد كلمتنا مع قيادتنا الحكيمة، وأن نكون يداً واحدة تبني وتنتج وتطور وتشيد، الوطن كالقلب وترابه هو نبضه فبدونه لا حياة ولا راحة ولا روح.