آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 11:37 م

عظماء التاريخ: فتاة الريف ”جان دارك“

الدكتور نادر الخاطر *

عندما يركب الفارس جواد النجاح الأبيض ويصل إلى قلوب الجمهور، لن يستطيع ضعاف الأنفس إسقاط الفارس من قلوب الجمهور أو إسقاطه من فوق حصان الفوز، كما حدث للفتاة الريفية التي لم تحظ أي فتاة بمكانة متميزة في تاريخ أوروبا كالتي نالتها وحظيت بها الفتاة ”جان دارك“ التي أعدمت في عمر الزهور 19 عامًا. نالت جان دارك مكانتها الأولى على مستوى أوروبا إلى يومنا هذا.

كتب عنها أكبر المؤرخين والفلاسفة والأدباء والشعراء. تأكيدًا على مكانتها في الدرجة الأولى من عظماء التاريخ، ظهرت عنها مكتبة أفلام سينمائية رائعة من أكبر مخرجي هوليوود وجمعيات خاصة باسمها وعشرات المسرحيات التي تتناول شخصيتها. كذلك تحتوي المكتبة الوطنية الفرنسية حاليًا على ما يزيد عن 20 ألف كتاب عن جان دارك.

أصبحت جان دارك رمزًا تاريخيًا في وجدان البشر، الفتاة التي هاجرت من حضن والدها، وتكلمت بحب الوطن لمقاومة الغازي الأجنبي لوطنها. الفتاة العذراء في سن السادسة عشرة، خرجت للنضال حيث أدهشت شعبها الذي كان يحمل روح اليأس والفشل، ثم أخرجت الشعب الفرنسي من اليأس إلى الأمل. نجحت جان دارك في رفع حصار قوات العدو وطرد الجيش الإنجليزي من بعض مدن فرنسا.

الفتاة الصغيرة وهبت عمرها للكفاح ضد الغازي لوطنها، لكن الأيام انقلبت على جان دارك عندما بلغت 19 عامًا عندما قام المتحالفون مع العدو بأسرها وتسليمها للإنجليز. تمت محاكمة جان دارك من قِبل محكمة إنجليزية بتهمة الهرطقة والكفر بالدين، حيث صدر قرار بسجنها عامًا ثم إحراقها حية في ميدان كبير وسط حشد من الناس. تم تعليقها على منصة الإعدام وإحراقها حية أمام المتفرجين.

بعد إعدام جان دارك ما لبثت فرنسا أن تخلصت من طرد الغزاة، وتحقق حلم جان دارك بوطن مستقل يحمل العزة والكرامة. ثم بعد 30 عامًا تم إسقاط تهمة الهرطقة والكفر بالدين عنها وحصلت على لقب القديسة ”جان دارك“ من الكنيسة الكاثوليكية.

دخلت جان دارك ذاكرة الأجيال كأسطورة حية ومصدر إلهام، وستبقى قصتها مرجعًا لمن يريد الانتقال من خيبة الأمل إلى سمو النجاح والكفاح.