شركاء الحب
من الأسس الأولية التي لا يدوم الحب بدونها قناعة المحبين على أن يكونوا شركاء متساوين في الحب. لا تقوم المحبة بين المحبين وأحدهما لا يشعر، أو لا يؤمن بالتساوي والتشارك مع حبيبه في مشوار حبهما. شعور أحد المحبين بأنه يمتاز عن حبيبه لسبب أو لآخر هو بداية الطريق لتقويض قصة الحب وفشلها. فعندما يرتفع منسوب الأنا عند أحد الحبيبين، حينها، يلغي أحدهما الآخر بقصد أو دون قصد. هكذا يمسي الحال في الحب الثنائي بين الأفراد، أو في الحب الجماعي بين أهل الهويات المختلفة.
عندما يُنظر إليك على أنك مساو في الأهمية لشريكك فهذا حق ليس في وسع الكثير من الناس التأكيد عليه، ولأننا غير متساوين فيما يتعلق بالذكاء، المكانة، المال، المهارات، المواهب، فمن الممكن لهذه العوامل أن تصبح مهيمنة في علاقة ما. بينما في الروح كلنا سواسية، وليست هذه مجرد فكرة مجردة، إنه التصور الوحيد الذي يمكنه الانتصار على الأنا. إذا ما شعرتُ أنني متفوق عليك، فإن تفوقي متجذر في صورتي عن ذاتي. إن الصورة الذاتية المستندة إلى المال على سبيل المثال، سوف تجعلني أعتقد أنني يجب أن أكون محل تقدير لقاء كل ما أقدمه لك، الأمر الذي يضعك في موضع غير مناسب، لأن حقك في أن تكون محل تقدير ليس له أساس من حيث المقارنة. لا تُبنى المساواة على عوامل خارجية أو صور ذاتية. نملك جميعاً حقاً متساوياً في أن نكون موضع تقدير وثقة وتفهُّم.*
في المقطع المرفق رؤية مفيدة لتعزيز فكرة المقال بعنوان ”فلسفة عظيمة عن الحب“: