آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

رجل العلم والخلق الرفيع

صالح مكي المرهون

للعلماء في شريعتنا الإسلامية منزلة عالية ومكانة رفيعة بالاحترام والتقدير، فهم ورثة الأنبياء والأوصياء، وحملة العلم والشريعة، وهم روح الأمة وحياتها وكيانها، وفيهم بعد الله سبحانه وتعالى ورجاؤها. ومنهم هذا العالم الجليل العلامة الدكتور الشيخ محمد العمير، صاحب العلم الوفير، وله من الأبحاث والمحاضرات العديدة الرائعة ذات المنفعة.

فهنيئاً إلى بلدة التوبي خاصة ومنطقة القطيف عامة بهذا العالم الذي يحمل تحت طياته هذا العلم الذي يستفيد منه القاصي والداني. ولا يخفى عليكم أن هذا العالم من العلماء المخلصين العاملين الذين هم من أفضل من أنبياء بني إسرائيل. ولا نقصد بالعلماء المجتهدين فقط، بل حتى العلماء الفضلاء. وهو من العلماء الباحثين المدققين، وله من تأليف الكتب الكثير. وذلك يتميز عن غيره بحسن المعاملة والخلق والتواضع.

لأن الأخلاق هي أول دستور الإسلام، ودستور للتعامل، وهي من صميم الإسلام. لأنها وفق هذا المعنى، أي الأخلاق، تعني السلام والمسالمة والأمن بين البشر. فالإنسان بتواضعه ولطافة لسانه وفعاله مع غيره في موضع الملاطفة، بل في موضع المشاجرة والاختلاف أيضاً، هو دلالة انتماء هذا الشخص إلى الإسلام، وروحه صفة من الإيمان. فهي إذن من صميم الدين. ومن لا أخلاق له لا دين له، ولا إسلام له، لأنه فقد روح الإسلام. فذهب الله الرقة من قلبه، والله لا يحب كل ذي قلب غليظ.

فالتواضع الاختياري يكشف عن نفس صحيحة وسليمة، والتواضع صفة سلوكية من صميم الدين يتصف بها الإنسان المؤمن تؤخذ له كانطباع عام لأفعاله، عند مخالطته للآخرين ضمن نطاق المجتمع. وهذا العالم الجليل الدكتور محمد العمير من صفاته الخلق والتواضع. يحترم الصغير ويوقر الكبير.

أصل التواضع والخلق من إجلال الله وهيبته وعظمته. وليس لله عز وجل عبادة يقبلها ويرضاها إلا وبابها التواضع. ولا يعرف ما في معنى حقيقة التواضع والخلق إلا المقربون من عباده المخلصين المستقلين بوحدانيته. والخلق والتواضع مزرعة الخشوع والخشية والحياء.

فلو رخص الله في الكبر لأحد من عباده لرخص فيه لخاصة أنبيائه. ولكنه سبحانه وتعالى كره إليهم التكابر، ورضي لهم الخلق والتواضع. فألصقوا بالأرض خدودهم، وعفروا في التراب وجوههم، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين. وهذه الصفات اتصف بها الأنبياء والأوصياء.

وعن الأمير : «اللهم صل على محمد وآل محمد ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني في نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزا ظاهرا إلا أحدثت لي ذلة باطنة بقدرها».

فهنيئاً لمن اتصف بهذه الصفات الإيمانية، سواء كان إنساناً متديناً ملتزماً أم عالماً أو طالب علم. فهنيئاً لمنطقتنا بهذه الشخصيات الدينية التي تحمل كل هذه الصفات الإيمانية.

اللهم وفقنا لمراضيك وجنبنا معاصيك إنك سميع مجيب.