العالم بنكهة الإسلام
تخيل أن الله لم يرسل النبي محمد ﷺ ولم يُنزل القرآن الكريم، أو لم ينتشر الإسلام، أو تخيل بلوغ كفار قريش في وأد الإسلام في بداياته وقتلهم لنبي الإسلام ﷺ في فراشه… تخيل …. وتخيل…، فما هو حال المسلمين يومذاك؟ وما مصير صبابة اتباعه في هذا الزمان إن امتد بهم الزمان. حتما سيقول البعض وكل بحسب آرائه:
رأي 1: استمرار حياة الطبقية المادية أي تصنيف الناس بين العبيد والسادة وانتعاش سوق الرق والنخاسة والجواري وانتشار السلب والنهب وقطع الطرق والربا والاحتكار والغطرسة والعلو في الأرض وشرعة الغاب.
رأي 2: اندثار كل معالم الهوية التي نعرفها عن المسلمين من توحيد لله والحث على الرأفة ومراقبة الله في السلوك والمعاملات وإماطة الأذى عن الطرق واحترام الجيران وبر الوالدين وصلة الرحم وكف الأذى والاحتشام والتعفف وغض البصر عن الحرام.
رأي 3: سيكون العرب والمسلمون كما هي الأمم السابقة الأخرى، وقد تضمحل قوتها فترة من الزمن، أو تسمو في فترة أخرى وهكذا صعود ونزول.
رأي 4: نابع عن تساؤل مفاده: إذا كان الإنسان المسلم يشعر بالتهميش من قبل أمم أخرى متغطرسة مع وجود موارد بشرية ضخمة وفائض من الموارد الطبيعية كالنفط والمعادن والممرات البحرية المهمة فما بالك إن كان الإنسان المسلم معدماً من كل تلك النِعم؟ فهل يبقى له هوية وبصمة؟!
رأينا أمم سابقة اتبعت أديان سماوية سابقة، إلا أن غلبة أهل الدنيا وتزاوج أهل المال والأعمال مع بعض رجال الدين المنحرفين أدى إلى مجموعة انحرافات ضخمة وتمييع قيم. ومع مرور الزمن تراكم وتسارع معدل الانحرافات إلى درجات صادمة جدا جدا وغير مسبوقة. فنرى ونسمع في عبر الإعلام المنقول عن أحوال بعض الأمم عن تسارع عجيب في السقوط الأخلاقي أدى إلى مسابقات علنية في الرذيلة وإبرام زواج المرأة بالمرأة والرجل بالرجل في عقود تجرى تحت سقف دور عبادة تنتحل الانتساب لديانات سماوية أخرى. كل ذلك جرى ويجري تحت عناوين براقة مثل الحرية الفردية والتسامح. ونُصب المال إله غير متوج في تلكم البلدان. فلا يُسأل الفتى المراهق عن مصادر ما اكتسبه من مال، وإن كان توزيع مخدرات، ولا تُسأل فتاة مراهقة عن مصادر مالها وإن اكتسبته من بيع جسدها ونشر صور جسدها.
العالم بنكهة الدين الإسلامي هو نكهة حقيقية لصون الكرامة والعدالة وحفظ الحقوق وبسط المساواة ونشر الوعي والبصيرة واستنطاق الأهداف السامية وبر للوالدين وحفظ الجوار وصيانة الأخلاق ونبذ المنكرات وتجريم الأفعال السيئة والإشادة بالأعمال الحسنة وتشجيع المعروف وغرس البر ونبذ الخصومة والحث على أعمال الخير وأداء الأمانة وصيانة الأعراض وإسقاط تنابذ الألقاب وتحطيم أصنام المال وأصنام التفوق العرقي وفضح جرائم النهب والسلب وإدانة التغرير والتدليس والكذب. ونحن على أبواب تجديد ذكرى رحيل سيد المرسلين السنوية نرى علينا استحقاقاً بالوفاء لكل ما أتى به الرسول الأعظم، محمد ﷺ، وضحى من أجل إيصاله لنا.
جميعا نكرر قراءة الدعاء مساء وليلا:
اَللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنَا صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَغَيْبَةَ وَلِيِّنَا وَكَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَقِلَّةَ عَدَدِنَا وَشِدَّةَ الْفِتَنِ بِنَا وَتَظَاهُرَ الزَّمَانِ عَلَيْنَا. ومن الواجب الأخلاقي في مضمار الوفاء لنبي الإسلام أن نتعاهد حبه والدفاع عنه وعن الكتاب الذي أنزله الله عليه وتعاهد تمجيده والإذعان لوصاياه ونبذ الخلاف في كل المسلمات وتوطيد الأواصر وتعميق التفاهم بين كل المسلمين على المشتركات.