آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:00 ص

كتبوا داخل السجون

يوسف أحمد الحسن *

رغم أن حياة السجن صعبة على السجناء فإن كثيرًا منهم أحسن استغلالها في أمور مفيدة له ولغيره، ومنها تأليف الكتب. وقد مر في تاريخ البشرية أعداد كبيرة من الكتب التي ألفت داخل السجون نتطرق إلى بعضها هنا.

ففي التاريخ الإسلامي ورد أن محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي «ت 483 هـ» أملى كتابه الشهير «المبسوط» في خمسة عشر مجلدًا على طلابه وهو في السجن في بئر سجنه فيها أحد الحكام، بسبب رأي فقهي يخص الحاكم، كما كتب كتبًا أخرى كذلك أثناء سجنه.

وكذلك أحمد بن علي بن هبة الله الزوال الذي سجن أحد عشر عامًا في زمن المستنجد، استطاع خلالها أن يكتب أكثر من ثمانين مجلدًا.

أما عالميًّا فمِن أشهر من كتب من داخل السجن أدولف هتلر الذي بدأ بتأليف كتابه «كفاحي» في السجن، حين اتهم بمحاولة الإطاحة بنظام الحكم عام 1924.

وهناك أيضًا ناشط الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، الذي ألف في السجن كتاب «رسائل من برمنغهام»، التي تعد مرجعًا لحركة الحقوق المدنية الأمريكية.

كما أن فكرة رواية دون كيخوته، التي كتبها الكاتب الإسباني الشهير ميغل سيرفانتس «Miguel de Cervantes» جاءته في داخل السجن كما صرح هو بذلك، ثم اعتبرت أكثر الروايات شهرة، وأصبح الإسبان يفتخرون بها وبكاتبها كما يفخر البريطانيون بشكسبير، وأطلقوا اسمه على عشرات المواقع والجامعات والمعاهد والشوارع والمراكز العلمية، كما سكّوا صورته على بعض عملاتهم، وبلغ من فخرهم به أنهم أسموا اللغة الإسبانية لغة سيرفانتس.

وقد ألف المناضل الشهير نلسون مانديلا - الذي بقي في السجن 27 عامًا - ألف كتابه «حوار مع نفسي» في السجن قبل أن يُفرَج عنه بعد نضال طويل لحكم التمييز العنصري، ليصبح لاحقًا رئيسًا لجنوب أفريقيا.

وخلال مدة سجنه، التي استمرت ثلاثة عشر عامًا، تمكن الكاتب السير والتر راليه من تأليف كتاب «تاريخ العالم»، بعد أن سجنه الملك جيمس بتهمة الخيانة، ثم حكم عليه بالإعدام وأعدم قبل أن يكمل كتابه.

ولدينا أخيرًا المهاتما غاندي الذي ألف كتابه «The Essential Gandhi» عندما كان خلف القضبان.