هل تعرف الفرق بيت القلق التكيفي والقلق المرضي؟
18 مارس 2018
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 233 لسنة 2023
?Do You Know the Difference Between Adaptive and Pathological Anxiety
March 13,2018
من الأمور المهمة معرفة أن هناك نوعين مختلفين من القلق. من ناحية، هناك قلق باثولوجي «مرضي» [1] ، وفي بعض الأحيان يسمى اختلال وظيفي. ومن ناحية أخرى لدينا قلق تكيفي [2] ، المعروف باسم القلق ”الطبيعي“ [المترجم: القلق الطبيعي يعتبر قلقًا قصير الأمد له علاقة بالضغط النفسي ولا يسبب إزعاجًا كبيرًا وعادة ما ينتهي بعد فترة قصيرة [3] ] من المهم أن تعرف ذلك لأن الناس يعتقدون في كثير من الأحيان أن جميع أنواع القلق سلبية.
بشكل عام، يمكننا تعريف القلق كحالة انفعالية ناتجة عن نوع من الأذى أو عن سوء حظ. وبعبارة أخرى، يصاب به عندما يعتقد المرء أن شيئًا سيئًا سيحدث له. هذه الأفكار يمكن أن تسبب لنا قلقاً كبيراً. وأعراضها تتمثل في شدة «معاناة» عاطفية [أو ألم نفسي [4] ، وهو مزيج من الخوف والأرق والتوتر العصبي. يمكن أن يكون هناك أيضًا أعراض بدنية، كخفقان القلب والغثيان والدوار.
في القلق التكيفي [2] ، المعاناة المتوقعة هي احتمال حقيقي. على سبيل المثال، عندما نعلم أننا سوف نتأخر عن العمل ونتوقع أن نوبّخ على ذلك من قبل رؤسائنا. في القلق المرضي، من ناحية أخرى، هناك معاناة عاطفية [4] في مواجهة ضرر مستقبلي ممكن [المترجم: الممكن هو الحدث الذي قد يقع أو قد لا يقع]، ولكن ليس محتملاً [المترجم: الحدث المحتمل هو الحدث الذي يكون احتمال وقوعه أكثر من احتمال عدم وقوعه]. ولهذا السبب، فإن الحالة تصبح إلى حد كبير حالة قائمة. بعبارة أخرى، نتوقع حدوث شيء سيء لنا باستمرار.
دور القلق
القلق التكيفي [3] هو جزء متأصل فينا. ودوره هو لحمايتنا ولضمان سلامتنا وبقائنا على قيد الحياة. عندما يكون هناك تهديد حقيقي، يجب أن يستعد الجسم والذهن لمواجهته. إذا لم نكن مستعدين بهذه الطريقة، فسيغمرنا شعور كبير بالعجز عندما يداهمنا الخطر فعلًا. القلق إذن له بعض الغايات الإيجابية.
يحدث القلق المرضي عندما يشعر الشخص بعدم القدرة على مواجهة التهديد. ويحدث عندما يتصور المرء تهديدات في حالات غير حقيقية. وعندما تستمر هذه الحالة، فإن هذا الشخص يدخل في حالة من الألم النفسي «المعاناة أو الشدة النفسية [4] ». في حالة معاناته من هذا الألم النفسي، لا يعرف حتى ما يخاف منه. فهو ببساطة يشعر بالخوف لا لشيء بل لأنه قد يحدث له ”شيء“.
حالة القلق تسبب العديد من التغيرات الفسيولوجية في أجسامنا. نحتاج لعدة أعضاء في جسمنا «قلب وكليتين ورئتين، على سبيل المثال» حتى نكون قادرين على تكثيف الجهود لمواجهة التهديدات المتصورة. لو كان شخص يعاني من القلق بشكل مستمر، فمن الطبيعي أن يتأثر جسمه تأثرًا سلبيًا. المرض هو نتيجة معروفة لهذا النوع من القلق.
خصائص القلق المرضي
أولئك الذين يعانون من القلق المرضي لديهم مشكلة خطيرة. لا يكفي أن نعطيهم تربيتة على الكتف ونقول لهم أن كل شيء سيكون على ما يرام. الهروب من هذه الحالة يتطلب أكثر بكثير من مودة ورضى الآخرين.
أول شيء تبدأ به في حل مشكلة القلق هو معرفة ما إذا كان ما لديك هو قلق مرضي. لمعرفة هذا بالتأكيد، يجب أن نرى ما إذا كان التوتر الذي نشعر به يستوفي الخصائص التالية:
- تواتر نوبات القلق وشدتها. في القلق المرضي يصاب الشخص بنوبات قلق متواترة، والتي عادة ما تستمر لفترة طويلة، وقد نعاني من حدتها. من ناحية أخرى، نوبات القلق التكيفي نادرة، وتنتهي بسرعة وهي ليست حادة
- ردود الفعل على «الاستجابة ل» مثير القلق يختلف باختلاف نوع القلق. في القلق المرضي هناك استجابات غير متكافئة مع مثيرات حالة القلق، سواء أكان المثير حقيقياً أو وهمياً. على سبيل المثال، الخوف من دخول لص في المنزل يجعل صاحب المنزل القلِق يبقى طوال الليل سهراناً للتأكد من سلامة المنزل من اللصوص.
- المعاناة تختلف حسب نوع القلق. فعندما يكون القلق مرضياً، نشعر به ونعاني منه معاناة عميقة ومستمرة. أما في القلق التكيفي، المعاناة تكون مؤقتة ولا تترك أثراً.
- الأداء الوظيفي يؤثر القلق المرضي في حياتنا العملية اليومية. إما يمنعنا من الإقدام على أي فعل، أو يجعلنا نقدم على الفعل. وبذلك يحعل روتين يومنا مضطربًا أو محدوداً ويسود حياتنا الخوف الارتباك.
لماذا يصبح القلق مرضياً؟
في الواقع، الإجابة على هذا السؤال يحتاج إلى تأليف العديد من الكتب. ولكن يمكننا أن نلخص ذلك بالقول أنه قد نجد وراء هذا النوع من القلق صدمة نفسية [5] لم تعالج [6] . في بعض الأحيان تصبح العلاقة بين الصدمة النفسية والقلق علاقة طردية، ولكن في مناسبات أخرى ليست كذلك.
إذا كان شخص ما، على سبيل المثال، قد تعرض لحادث سيارة، فمن المرجح أن يترك الحدث آثار «ندبات» في كل من جسمة ونفسه، وليست فقط ندبات في جسمة. من الطبيعي جداً أن يشعر الذي تعرض لحادث سيارة بالقلق في كل مرة يضطر فيها إلى ركوب سيارة، أو حتى عندما يسير في الطريق. في هذه الحالة، تكون العلاقة بين الصدمة النفسية والقلق علاقة طردية، وإن كانت علاقة غير متكافئة لو نظرنا إلى الاحتمال الفعلي لوقوع التهديد [التهديد هنا وقوع حادث له]
في حالات أخرى، يمكن إخفاء الصدمة النفسية المسببة للقلق المرضي، أو تثبيطها في اللاوعي. الرفض الاجتماعي [7,8] أو سوء المعاملة في سن مبكرة قد يكونا سبباً لهذه الصدمة النفسية.
بسبب ما ذكر اعلاه، فإن القلق المرضي هو حالة يحتاج الشخص عادة إلى مساعدة خارجية لكي يتمكن من تجاوزها. أكثر ما يُنصح به المصابون بالقلق هو الاتصال بطبيب نفسي أو محلل نفسي لحل هذه المشكلة قبل تفاقمها.