آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

مبادرة سيدي الأمير محمد بن سلمان لمستقبل مائي مستدام

تعتبر المياه، ضرورة للتنمية الاقتصادية الاجتماعية، والطاقة وإنتاج الغذاء وسلامة النظم الإيكولوجية وبقاء الإنسان، كما أن المياه كذلك في صلب عملية التكيف مع تغير المناخ حيث تضطلع بدور الرابط بين المجتمع والبيئة.

في حين يزداد تعداد سكان العالم، تزداد الحاجة إلى خلق توازن بين جميع المتطلبات التجارية من موارد المياه بما يتيح للمجتمعات الحصول على كفايتها من المياه.

تأتي مبادرة سيدي سمو الأمير محمد بن سلمان في الإعلان، الإثنين 04 سبتمبر 2023 م، الموافق 19 صفر 1445 هـ، عن تأسيس المملكة لمنظمةٍ عالميةٍ للمياه مقرها الرياض، تأكيداً لدور المملكة في التصدي لتحديات المياه حول العالم والتزامها بقضايا الاستدامة البيئية، وانطلاقاً مما قدمته على مدار عقود من تجربة عالمية رائدة في إنتاج ونقل وتوزيع المياه وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها، ومساهمتها في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية، ومن ذلك تقديمها تمويلات تجاوزت 6 مليارات دولار لدول في 4 قارات حول العالم لصالح مشاريع المياه والصرف الصحي.

يأتي اهتمام المملكة العربية السعودية، وأخذها زمام قيادة مبادرة عالمية، تهدف إلى بناء مستقبل عالمي تستطيع من خلاله توفير كمية عظمى من مياه الشرب إلى جميع مناطق كوكب الأرض، منظمة يتم دراسة كافة جوانب قضايا المياه من خلالها وإزالة أي معوقات قد تواجه مستقبل المياه العالمي.

من ضمن التحديات المتعلقة بالمياه، إذ يفتقر 2,2 مليار شخص إلى الوصول إلى خدمات مياه الشرب المدارة بأمان، حسب «منظمة الصحة العالمية / اليونيسف 2019»، ويعتمد ما يقرب من ملياري شخص على مرافق الرعاية الصحية دون خدمات المياه الأساسية حسب «منظمة الصحة العالمية / اليونيسف 2020»

يفتقر أكثر من نصف سكان العالم أو 4,2 مليار شخص إلى خدمات الصرف الصحي المُدارة بأمان. «منظمة الصحة العالمية / اليونيسف 2019»، ويموت 297 ألف طفل دون سن الخامسة كل عام؛ بسبب أمراض الإسهال بسبب سوء الصرف الصحي أو سوء النظافة أو مياه الشرب غير الآمنة. «منظمة الصحة العالمية / اليونيسف 2019»، و 2 مليار شخص يعيشون في البلدان التي تعاني من ارتفاع ضغط المياه، حسب «الأمم المتحدة 2019».

90% من الكوارث الطبيعية لها علاقة بالطقس، بما في ذلك الفيضانات والجفاف، حسب «مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث»، 80% من مياه الصرف الصحي تتدفق مرة أخرى إلى النظام البيئي دون معالجتها أو إعادة استخدامها. «اليونسكو، 2017».

حوالي ثلثي الأنهار العابرة للحدود في العالم ليس لديها إطار إدارة تعاونية، حسب «معهد ستوكهولم الدولي للمياه»، وتشكل الزراعة 70 في المائة من المياه المسحوبة في العالم. «الفاو»

استطاعت المملكة العربية السعودية، من خلال تجربتها الرائدة والمتطورة والمتقدمة طوال الأعوام الماضية، في مجال المياه، والتعامل مع التحديات وتطوير السياسات في إدارة الموارد، هو مؤشر لنجاح السعودية في النمو والنهوض بقضايا المياه وحل أي مشكلات أو معوقات في هذا القطاع بشكل جذري، من خلال عدة عوامل مثل تنويع المصادر، خفض تكلفة التحلية، خفض الزراعات المُستهلكة للمياه، حيث خفضت المساحات من أكثر من 600 ألف هكتار إلى حوالي 280 ألف هكتار - إنشاء 570 سدًا، وتشكل هذه السدود حماية من الفيضانات كما تؤدي غرض المياه الجوفية في الري.

وتستمر المملكة العربية السعودية في السعي نحو تحقيق مستقبل أفضل لمياه الشرب على مستوى العالم، ضمن رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وتطمح إلى الاستمرار في فعاليات مواجهة تحديات المياه فوق كوكب الأرض والتعامل معها من أجل صحة وسلامة الجميع.

كما ستعمل المنظمة على تحقيق أهدافها مع الدول التي تواجه تحدياتٍ في موضوع المياه وتولي المشاريع المتعلقة بها أولوية في أجندتها الوطنية، بالإضافة إلى الدول التي تملك خبرات ومساهمات فاعلة في حلول المياه، نظراً لتوقعات تضاعف الطلب العالمي للمياه بحلول عام 2050 نتيجة وصول عدد سكان العالم إلى 9,8 مليار نسمة وفق التقديرات.

هذه الخطوة تمثل تأكيداً لدور المملكة الكبير في التصدي لتحديات المياه حول العالم والتزامها بقضايا الاستدامة البيئية بمعالجة تحديات المياه العالمية، مشيداً بالجهود السابقة للمملكة في التنسيق لمواجهة المشاكل الناتجة عن التغيير المناخي ومنها التأثير على الموارد المائية.