كشف فخاخ أدعياء تهمة التحرش
التحرش هو فعل مشين ومرفوض أخلاقيا ودينيا واجتماعيا وقانونيا يصدر من شخص غير سوي ضد شخص آخر لا تربطهم أي علاقة شرعية من خلال اللفظ أو اللمس لمناطق جسدية حساسة أو الإيحاء بالإغواء أو تقديم عروض بالمال والطعام والألعاب والترفيه والهدايا للإيقاع بالضحية في تصرف يمتد إلى الرذيلة الأخلاقية. وهو فعل ملفوظ ومرفوض عرفاو دينا وشرعا وقانونا واجتماعيا. وهناك حزمة قوانين صارمة في معظم دول العالم تنفذ في حق من تمت ثبوت إدانته بالتحرش.
سمعنا من بعض البودكاستات والإعلام المطبوع والإعلام المنقول عن إحصائيات التحرش في بعض بلدان العالم وجملة من أساليب التحرش التي يستخدمها المتحرشون للإيقاع بضحاياهم. ونشرت عدة جهات رسمية وأهلية مشكورة أفلاما قصيرة موجهة إلى النشء الجديد للتوعية والإرشاد في هذا المضمار. ونعبر عبر هذا المنبر عن تضامننا مع كل الضحايا حول العالم، وندعو الله أن تنزل الجهات الرسمية أشد العقوبات في حق الشياطين المتحرشين.
ومع أن تعداد الكاميرات اللاقطة والأمنية والنقالة عبر الجوالات في تزايد سواء التي تم تركيبها في المحلات والمجمعات التجارية أو البيوت أو مداخل المباني والبنوك والشوارع وأسوار المنازل الخارجية، إلا أن كل ذلك لم يردع السراق والنشالين والحرامية والمتحرشين البغاة من تنفيذ جرائمهم ولنا في عاصمة الضباب، لندن، شاهد ودليل.
والتحرش هو لون من ألوان الجريمة الأخلاقية، إلا أن هذا اللون أيضا تم توظيفه للنصب والاحتيال بطريقة فيها من الدهاء والمكر والخبث الشي الكثير. حديثا، سمعنا ظاهرة جديدة وهي التبلي والتجني والبلاغات الكيدية من قبل بعض النساء الغير عفيفات وبعض الفتيات المراهقات المتشيطنات وبعض العاملات الماكرات وبعض الموظفات الخبيثات وبعض المضيفات السافلات وبعض الممرضات غير السويات على بعض الرجال المحترمين واتهامهم بتهم مشينة أخلاقيا. والواقع أنه لم يصدر من أولئك الرجال ما تم الاتهام به لهم، وإنما تبلى بعض النساء عليهم حبا منهن للشهرة الإعلامية وطمعا في كسب المال الحرام عبر تسويات مالية للأزمة المفتعلة خارج أسوار المحاكم. ولقد ورد على مسامعنا عدة قضايا في أسواق تجارية متعددة في دول عديدة. وتصاعد منحى الأمور في هذا النوع من الإجرام السلوكي، حتى أضحى شبه تجارة ونوع من الابتزاز يتكسب منها بعض الأشرار أموال تعويض وأموال تسوية نظير التنازل عن رفع القضية للمحاكم أو إمضاء الدعوة في المحاكم. وهذا الفعل يذكرنا بنفس سياق Insurance scammer وهي ظاهرة سادت في أواخر التسعينات في أمريكا الشمالية وفحواها، يرمي أحدهم نفسه أمام سيارة متوقفة في الطريق عند الإشارة المرورية ويفتعل الشخص الآلام وإصابات في جسده وظهره ورقبته لكي يبتز قائد السيارة بحفنة من المال. وقد اشتهر بعض المحاميين الأمريكيين بتبني هكذا قضايا في بعض الولايات الأمريكية آنذاك. حتى روي لي بأن عدة طلاب أجانب في بعض الدول الصناعية اتخذوها مخرج أزماتهم المالية تحت شعار اللي تكسب منه العب به.
الأكثر حداثة في تجارة الابتزاز وادعاء التحرش هو ما تجرأت إحدى فتيات اليوتيوبر من إحدى الدول العربية في حق مواطن يقود سيارة أجرة وذلك بطلب الركوب معه وهي في ملابس فاضحة ومخلة بالعفة والشرف. وعند رفض المواطن اركابها في سيارته التاكسي بادرته بالشتم ثم أدارت جهاز التسجيل في جوالها لرصد ردة فعل المواطن الشريف بقصد اتهامه بالتحرش بها؟!! فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. والحمد لله أن المواطن كان مسجل كامل الأحداث في جواله. وحديثا سمعنا عن أسلوب جديد يتباهى بعض العمال الأجانب في البوفيهات والمطاعم والصالونات ومفاده أنهم يستفزون المواطن الزبون إلى الحد الذي يتم إخراجه من توازنه النفسي فيلوح بيده أو يفعل حركات تنم عن استيائه وغضبه. فيستغل حينذاك أولئك الأراذل من العمال السيئين وجود كاميرات المحل لتوثيق ردود فعل الضحية المُستفزة وادعاء أن الزبون هدد العمال الأجانب، ويتم حينذاك تهديد الزبون المواطن برفع الأمر إلى المحاكم. وبالفعل هناك قضايا في دول عدة تم إدانة الضحية التي اُستفزت وتم تغريمها المال وإدخالها في أماكن قضاء العقوبة بعد إدانتها طبقا لأشرطة الفيديو التسجيلية للمحل. وإن كانت هكذا أحداث قليلة نسبيا في حواضرنا إلا أنه تم التنبيه عليها لزيادة الوعي وإجهاض أعمال الشيطان وتوطيد الاستقرار.
نصيحة والنصيحة قيمتها جمل وتعيها أذن واعية، نحن في فترة زمنية أضحى وجوبا على الإنسان إغلاق أي باب يُحتمل دخول الشيطان وأتباعه من خلاله. فلا تجعل أحدهم/ هن يستدرجك بالقول أو الفعل أو يستفزك / تستفزك ثم يوقع بك في شراك السوء من أعماله. فكن وكوني حليم وطويل نفس وبعيد النظر وحذر / حذرة من أهل الخبائث وتفادي بؤر أهل الشبهة بالابتعاد عنها والابتعاد عن أصحاب السوء ومروجي المُنكر. ووثق أي شي بالتصوير صوت وصورة من بداية توجهك خيفة أو عندما ينتابك شعور بشيء مجهول يحيكه آخرون حولك. فقد قيل على لسان سيد أهل البلاغة علي عليه سلام الله: ”ما أكثر العِبر وما أقل المعتبرين“. وقال ”السعيد من اتعظ بغيره“ وقيل عن لسان النبي الأعظم محمد ﷺ ”المؤمن كيس فطن“. فلنكن جميعا من المعتبرين والمتعظين بما نسمع ونرى من أحداث في العالم.