عزيزي الطالب، عليك أن …
لو قال لي أحدهم بأن هناك موجة وعاصفة برد قارس جدا ستهب على مدينتي، فحتما سأحكم إغلاق النوافذ والأبواب يومذاك، واكتنز بعض الأطعمة والأشربة والبطانيات للتدفئة، وأنبه الأبناء بعدم الخروج في فترة العاصفة.
عزيزي الطالب: ماذا لو أخبرتك بأنه في خلال الخمس سنوات القادمة ستمر باختبارات وتجارب جمة، وستخوض تجارب تقديم طلبات قبول لجامعات مختلفة وطلب وظيفي في ظروف اقتصادية مختلفة، وقد تعيش بعيدا عن كنف والداك وكنف مجتمعك …. حتما ستتخيل بأن بعض تلك التجارب صعب جدا وبعضها سهل جدا، ولكن المحصلة يجب عليك الاستعداد التام لذلك فإنك لم تعد ذاك الطفل الصغير …
السؤال: ماذا أنت فاعل لتحضر نفسك لذلك الصعب من تلكم الأمور؟!
هل ستركن أو تتهاون وتتكاسل وتكتفي بمشاهدة مقاطع الفيديو المضحكة طوال الأوقات، أو إنك ستتجول سياحيا في العالم الافتراضي دون أي مقصد أو تحديد هدف من تصفحك أم إنك ستستعد وتحضر نفسك جيدا، وتجعل من الأدوات المتاحة تحت يديك الآن أدوات تستعين بها على قادم الأيام والسنين؟!
تذكر عزيزي الطالب، بأنك تحمل أحلاماً كثيرة، ومنها حلم امتلاك سيارة فارهة وحلم امتلاك منزل كبير وحلم امتلاك حساب بنكي به أموال كثيرة وحلم أن تكون مهندساً أو طبيباً بشرياً أو محامياً أو محاسباً أو مسؤولاً كبيراً والكل ينظر لك باحترام ووقار وحلم مصاهرة عائلة رفيعة الشأن والمقام … الخ. الحياة تتطلب منا جميعا الصبر والمثابرة والجد لتحقيق أحلامنا وبلوغ أهدافنا وإشباع طموحنا. التحفيز الذاتي جدا مهم للشخص ذاته. لطفا اطلع على مقال لنا سابق بعنوان ”التحفيز الذاتي“: https://jehat.net/87568
عدم الاستعداد للمستقبل يعني فيما يعني الخذلان لأنفسنا وإمكانية تبخر الأحلام السعيدة من أيدينا. وقد يصل حال البعض إلى درجة كبيرة من الكسل والخذلان، وقد يكون عبء اقتصادياً واجتماعياً وإرهاقا نفسياً ومصدر قلق على أهله ومجتمعه ووطنه وللأبد. القوانين الأخيرة الصارمة الصادرة من وزارة التعليم في شأن معاقبة ولي الأمر في حالة غياب أي من الأبناء جعلت جل المدارس والإداريين فيها وكل الأهالي وخصوصا ولي الأمر تحت ضغط لضمان توفير أجواء جذابة لابنه الطالب وتعزيز حضور الطالب الدائم للمدارس تفاديا لأي تداعيات. وشخصيا أرى أن القرار فيه استرداد لسلطة الآباء على الأبناء، وفيه نوع من أنواع إعداد نسخة مطورة من النفس. لطفا اقرأ مقالين:
1 - ”اهتراء سلطة الآباء“ https://jehat.net/99106
2 - ”نسخة نفسك المطورة!“ https://jehat.net/91802
ونقول للعاصي من الأبناء الطلبة ”ارحموا آباءكم وأمهاتكم وهم أحياء“:
هكذا إحسان واستثمار كبير من عدة جهات، واستنفار من الجميع لخدمة الطالب في التحصيل الدراسي من المفترض أن يُقابل بالإحسان من الطالب ذاته نحو الآخرين، وأن لا يحرق وقته متسكعا على شاشات الموبايل واللابتوب والتسكع في المولات والسهر بالليل. وعليه أنادي بـ ”تفعيل قوانين المنزل“ لضمان حضور الأبناء للمدارس في كل أيام الدراسة. لطفا تصفح مقال سابق لنا في هذا المجال.
ختاما أرجو أن تطلعوا على ”رسالة مفتوحة للأبناء في سن المراهقة“: