التجارة الإلكترونية في السعودية
تهدف رؤية 2030 إلى تحقيق تحول رقمي شامل في القطاعات التسعة الواعدة بالمملكة، بما يشمل التجارة الإلكترونية أيضاً، ولأنها إحدى ركائز النمو الاقتصادي للمملكة، تعمل الحكومة على زيادة مُساهمة التّجارة الإلكترونية ضمن قطاع التجزئة مع حلول عام 2030 م إلى 80%، كما تتطلع إلى رفع نسب المدفوعات عبر الإنترنت إلى 70% في عام 2030 م.
لا غنى عن التجارة الإلكترونية في عصرنا الحالي، نظراً لأهميتها البالغة، بحيث بدأت الشركات الكبرى في العالم والشرق الأوسط، يتحولون إلى التجارة الإلكترونية في شركاتهم، عوضا ًعن التجارة التقليدية، لأن الأمر أصبح خياراً شبه أساسي، في الوقت الذي تمر فيه التجارة الإلكترونية في السعودية ببوصلة رقمية للتاجر والعميل على حد سواء، وهذا يحدد نجاح مستقبلها.
نمو التجارة الإلكترونية في السعودية سيساهم في تحقيق مستهدفات الرؤية 2030 بازدهار الاقتصاد الوطني، عن طريق توفير العديد من فرص العمل، وتحفيز المنافسة في القطاعات الواعدة، وإتاحة الفرصة أمام رجال الأعمال والمستثمرين للمساهمة في تنمية عجلة الاقتصاد عبر ضخ رؤوس أموالهم في قطاع التجارة الإلكترونية.
التجارة الإلكترونية بدأت بالانتشار في السعودية منذ عام 2019 م، وبلغ دخل المبيعات 28 مليون ريال في اليوم، بينما ارتفع في عام 2020 م، ليحقق 107 ملايين ريال وفقاً للبنك المركزي السعودي، كما شكلت المبيعات عبر الإنترنت 6% من إجمالي مبيعات التجزئة في السعودية لعام 2020 م، وفقاً لمجموعة بوسطن الاستشارية، وشهد حجم إصدار سجلات التجارة الإلكترونية ارتفاعاً بنسبة 21% حتى نهاية الربع الثاني من عام 2023 م، وذلك بفضل جهود وزارة التجارة بسن نظام التجارة الإلكترونية في السعودية، وسعت إلى وضع عدة قوانين لحماية القطاع منها قانون حماية المستهلك، والسجل التجاري، والعلامات التجارية، إضافة إلى دعم رواد الأعمال للتحول الرقمي من التجارة التقليدية إلى الإلكترونية.
كما وصل عدد الحاملين للسجلات التجارية للأنشطة التجارة الإلكترونية النشطة نحو 30.15 ألف سجل في العام الماضي 2022 م، وفقاً لمجلس التجارة الإلكترونية السعودي، وكل ذلك دفع المملكة إلى تطوير اقتصاد متنوع يعتمد على التكنولوجيا؛ ما يعزز من كفاءة الأعمال، والتواصل بين الشركات والعملاء، وتوفير منصات تجاريَّة آمنة وموثوقة تعمل عن بُعد.
ومن المتوقع أن تتجاوز التجارة الإلكترونية في السعودية نحو 15 مليار دولار في عام 2025 م، وزيادة المبيعات على الإنترنت بنسبة 60%، حسب الإحصاءات الحكومية.
وساهمت التجارة الإلكترونية في المملكة بارتفاع دخل الأفراد، والشبكات اللوجستية المتطورة، ومستويات انتشار الإنترنت العالية، فضلاً عن الجائحة التي أسهمت في انتشار المتاجر الإلكترونية، وزيادة معدلات الشراء، ونجاح تطبيقات التوصيل.
وتشير توقعت منظمة التجارة العالمية أن يصل عدد مستخدمي الإنترنت السعوديين في مجال التجارة الإلكترونية، إلى أكثر من 33 مليون شخص، وذلك في الوقت الذي توفر فيه السعودية أسرع إنترنت، ويتوقع أن تصل إيرادات سوق التجارة الإلكترونية في السعودية إلى 10.16 مليار دولار في عام 2023، وفقاً لإحصائيات «ستاتيستا»، كما يتوقع أن يصل عدد المستخدمين إلى 28,5 مليون مستخدم بحلول عام 2027 م، بينما تواصل هذه السوق المفتوحة على مدار الساعة نموها توفيراً للوقت والجهد.