آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 6:00 ص

العدوانية في مرحلة الطفولة مرتبطة بالقصور في الوظيفة التنفيذية

عدنان أحمد الحاجي *

1 مارس 2018

مجلة فرونتيرز كوميوكناشينز

بقلم كون هاستينغز

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 225 لسنة 2023

Childhood aggression linked to deficits in executive function

Frontiers Communications

Conn Hastings

من المرجح كثيراً أن تظهر على أطفال المدارس الابتدائية الذين يعاونون من تدني في كل من مهارة التخطيط ومهارة ضبط النفس [1]  المزيد من العدوانية [2]  في مرحلة الطفولة المتوسطة [بين سن السادسة والثانية عشرة، بحسب التعريف]. كلتا المهارتين تعتبران من المهارات المعرفية [3] . [المترجم: مهارة التخطيط هي القدرة على ”التفكير“ أو التنبؤ ذهنيًا بالأسلوب الصحيح لتنفيذ مهمة أو الوصول إلى هدف معين في المستقبل [4] ].

توصلت دراسة إلى أن القصور في الوظيفة «المهارات» التنفيذية [3]  - وهو مقياس لمستوى المهارات المعرفية التي تساعد المرء على إنجاز أهدافه وذلك بالتحكم في سلوكه - يُعتبر عامل تنبؤ بسلوك عدواني في مرحلة عمرية لاحقة. [المترجم: السلوك العدواني يمكن تصوره على أنه مظهر عدواني يمكن ملاحظته على الشخص ويُعرَّف على أنه أي فعل / تصرف يهدف إلى التسبب في ضرر أو ألم أو إصابة في شخص آخر [5] 

وتوضح الدراسة التي نشرت في مجلة فرونتيرز في علم الأعصاب السلوكي [6]  Frontiers in Behavioral Neuroscience أن أطفال المدارس الابتدائية الذين يعانون من وظائف دماغية تنفيذية متدنية كانوا أكثر احتمالاً لإظهار سلوكيات عدوانية جسدية [العدوانية الجسدية هي سلوك يتسبب أو يهدد بإلحاق ضرر جسدي تجاه الآخرين [7]  وعدوانية علائقية [وهي التي تلحق الإضرار بعلاقات الشخص أو بوضعه الاجتماعي [8] ] وعدوانية تفاعلية [يُعرَّف هذا النوع من العدوانية على أنه رد فعل على تهديد اجتماعي أو استفزاز أو إحباط، ولها علاقة بشدة بالغضب [9] ] في السنوات اللاحقة، ولكن ليست عدوانية إستباقية / ابتدائية مقصودة [أس تَعَدٍّ مُغرِض بانتهاج سلوك عدائي متعمد تجاه شخص بهدف تحقيق غرض معين [10] »]. قد ترجع العدوانية المتزايدة - التي لوحظت في كل من الفتيان والفتيات - جزئياً إلى استعداد متزايد للغضب [11]  لدى هؤلاء الأطفال. تشير النتائج إلى أن مساعدة الأطفال على تحسين مستوى وظائفهم التنفيذية في الدماغ يمكن أن يخفف من عدوانيتهم. [المترجم: تحسين الوظائف التنفيذية يمكن أن يتحقق من خلال ممارسة الرياضة والأعمال الفنية والانخراط في ممارسات أعمال ضمن الهواية الشخصية [12] ].

العدوانية في مرحلة الطفولة يمكن أن تخلق أنواع صعوبات يتعرض لها الأطفال وأولياء أمورهم وأشقائهم وزملاء الصف الدراسي. معرفة أساس العدوانية - وكيف تتطور على مدى مرحلة الطفولة - يمكن أن تساعد الباحثين على معرفة أساليب للتخفيف من غلواء السلوك العدواني.

تشمل الوظيفة التنفيذية [13]  مهارات التكيف مع الحالات المعقدة ومهارة التخطيط، بما في ذلك ممارسة ضبط النفس في المواقف والحالات الصعبة. وقد أظهرت الدراسات السابقة أن السلوك المعادي للمجتمع [14]  يرتبط بوظيفة تنفيذية دماغية مختلة بدرجة ما [15] ، ومن غير المفاجئ أنه ربما يساعد في تحسين الوظيفة التنفيذية في الحد من العدوانية. ومع ذلك، فقد تناولت عدة دراسات قليلة بحث العلاقة بين الوظيفة التنفيذية في الطفولة والعدوانية بمرور الزمن. وبالمثل، لا يعرف الباحثون بعد العلاقة بين الوظيفة التنفيذية وأنواع معينة من العدوانية والعوامل الأخرى التي تسهم في ذلك، مثل مدى سهولة ان يصبح الشخص غاضباً.

في هذه الدراسة، درس باحثون من جامعة بوتسدام Potsdam في ألمانيا العلاقة بين الوظيفة التنفيذية في مرحلة الطفولة وأنواع مختلفة من العدوانية، لمعرفة ما إذا كان القصور «الخلل» في الوظيفة التنفيذية يمكن أن يكون عامل تنبؤ بالسلوك العدواني في السنوات اللاحقة.

قام فريق البحث بتقييم أطفال المدارس الابتدائية الألمانية الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عامًا في ثلاث فترات زمنية: بداية الدراسة وبعد سنة واحدة تقريبًا على بدء الدراسة وبعد حوالي سنتين على بدئها. أكمل الأطفال المهام السلوكية للكشف عن جوانب مختلفة من وظيفتهم التنفيذية، بما فيها الذاكرة ومهارتي التخطيط وضبط النفس.

كما طلب الباحثون من معلمي الأطفال تسجيل استعداد الأطفال لأنواع مختلفة من العدوانية. وشملت هذه العدوانية الجسدية والعدوانية العلائقية «العدوانية التي تضر بالعلاقة الاجتماعية أو المكانة الاجتماعية، حيث يستبعد أحد الأطفال اجتماعياً شخصاً ما أو يهدد بإنهاء الصداقة معه» والعدوانية التفاعلية «حيث يتفاعل الطفل بشكل عنيف على استفزاز الطرف الآخر» والعدوانية الاستباقية «الابتدائية المغرضة «حيث يكون الطفل عدوانيًا ابتداءًا بدون أن يكون هناك حتى أي استفزاز». وأخيراً، أتم أولياء أمور الأطفال «الآباء والآمهات» دراسة استقصائية توضح بالتفصيل مدى سهولة ان يصبح أطفالهم ميالين إلى الغضب.

قالت هيلينا رولف Helena Rohlf، المؤلفة الرئيسة في الدراسة: ”وجدنا أن حالات القصور في الوظيفة التنفيذية أثرت في وقت لاحق على العدوانية الجسدية والعلائقية“. ”كلما زادت حالات القصور في الوظيفة التنفيذيةٌ التي ظهرت على الأطفال في بداية الدراسة البحثية، كلما ارتفع معدل العدوانية بعد مرور سنة وثلاث سنوات.“

ووجدت رولف وزملاؤها أيضا أن زيادة استعداد الأطفال، الذين لديهم وظيفة تنفيذية متدنية «مستوًى معين من القصور الوظيفي»، للغضب قد يفسر جزئيا عدوانيتهم المتزايدة في السنوات اللاحقة.

علاوة على ذلك، فقد رُبط القصور في الوظيفة التنفيذية بزيادة في العدوانية التفاعلية بمرور الزمن، ولكنه غير مرتبط بالعدوانية الإستباقيًة. تقول رولف: ”هذا يرتبط بفكرة العدوانية الاستباقية كعدوانية وحشية مغرضة مقصودة مسبقًا.“ تتيح الوظيفة التنفيذية للأطفال التصرف بطريقة مخططة ومدروسة مسبقًا «مقصودة»، وهي سمة من سمات العدوانية الاستباقية المغرضة".

كما وجد فريق البحث أن الوظيفة التنفيذية لها تأثيرات مشابهة في العدوانية لدى الفتيات والفتيان. ”وجدنا أنه على الرغم من أن السلوك العدواني كان أكثر شيوعًا بين الفتيان، فإن العلاقة بين الوظيفة التنفيذية والغضب والعدوان تبدو متشابهة لدى الفتيات والفتيان،“ بحسب رولف.

تشير النتائج إلى أن برامج التدريب التي تساعد الأطفال على تحسين وظيفتهم التنفيذية، وإدارة غضبهم، يمكن أن تحد من عدوانيتهم. الباحثون يخططون لإجراء مزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كانت نتائج دراساتهم تنطبق أيضًا على الأطفال الذين يعانون من مستويات خطيرة من العدوانية.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://ar.wikipedia.org/wiki/ضبط_النفس

[2]  ”المهارات المعرفية cognitive skills، والتي تسمى أيضًا الوظائف المعرفية cognitive functions أو القدرات المعرفية cognitive capacity أو cognitive abilities هي مهارات دماغية غ لاكتساب المعرفة واستخدام المعلومات والتفكير. ولها علاقة بآليات كيف يتعلم الناس ويتذكرون ويحلون مشكلاتهم وكيف يولون انتباههم، ولكن ليس لها علاقة بالمعرفة الفعلية. تشمل المهارات أو الوظائف المعرفية مجالات الإدراك الحسي والانتباه والذاكرة والتعلم واتخاذ القرار والقدرات اللغوية.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Cognitive_skil

[3]  https://ar.wikipedia.org/wiki/عدوان

[4] https://www.cognifit.com/science/planning#:~: text=Planning%20is%20a%20fundamental%20cognitive، or%20reach%20a%20specific%20goal.

[5]  https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3411865/

[6] https://www.frontiersin.org/articles/10,3389/fnbeh.2018,00027/full?utm_source=G-BLO&utm_medium=WEXT&utm_campaign=ECO_FNBEH_20180404_child-aggression

[7]  ”الوظائف التنفيذية executive function «يُشار لهذه الوظائف مجتمعة باسم الوظيفة التنفيذية executive function والتحكم المعرفي cognitive control»، هي مجموعة من العمليات المعرفية الضرورية للتحكم المعرفي بالسلوك عن طريق اختيار ورصد السلوكيات التي تيسر تحقيق الأهداف المطلوبة. تتضمن الوظائف التنفيذية مجموعةً من العمليات المعرفية الأساسية مثل التحكم الانتباهي والكف / المنع inhibition المعرفي والتحكم التثبيطي والذاكرة العاملة والمرونة المعرفية. تتطلب الوظائف التنفيذية العليا استخدام عدة وظائف تنفيذية أساسية في آنٍ واحد وتتضمن التخطيط والذكاء السائل «مثل الاستدلال وحل المشكلات».“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/وظائف_تنفيذية

[8] https://link.springer.com/referenceworkentry/10,1007/978-0-387-79061-9_2156#:~: text=Definition، breaking%20toys%20or%20other%20possessions.

[9]  https://ar.wikipedia.org/wiki/عدوان_بديل

[10] https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7661405/#:~: text=Reactive%20aggression%20is%20commonly%20defined، explained%20as%20a%20transdiagnostic%20phenomenon.

[11] https://brightsideohio.com/hostile-instrumental-aggression/#:~: text=On%20the%20other%20hand%2C%20instrumental، also%20refers%20to%20cognitive%20aggression.

[12]  https://ar.wikipedia.org/wiki/غضب

[13]  https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4200392/#: ~: text=Executive%20functions%20 «EFs%3B%20e.g. %2C، for%20mental%20and%20physical%20health.

[14]  https://ar.wikipedia.org/wiki/سلوك_معاد_للمجتمع

[15]  https://ar.wikipedia.org/wiki/الاختلال_الوظيفي_التنفيذي

المصدر الرئيس:

https://www.google.com/amp/s/blog.frontiersin.org/2018/04/04/behavioral-neuroscience-childhood-aggression-executive-function/amp/