توصلت دراسة إلى أن أكثر من نصف أنواع الكائنات الحية تعيش في التربة
بقلم فيبي ويستون
7 أغسطس 2023
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 226 لسنة 2023
More than half of Earth"s species live in the soil، study finds
Phoebe Weston
7 August 2023
أكثر من نصف جميع الأنواع الكائنات الحية [1] ، تعيش في التربة، وفقًا لدراسة وجدت أنها الموئل الوحيد الأكثر غنىً بالأنواع الحية على الأرض.
من المعروف أن التربة تمتلك ثروة من الأنواع الحية، لكن هذا الرقم الجديد يضاعف مرتين ما قدّره الباحثون [2] ، في عام 2006، عندما اقترحوا أن 25٪ من الأنواع الحية تعيش في التربة.
ووجدت الورقة، التي نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم [3] ، Proceedings of the National Academy of Sciences، أن التربة تعتبر موئلًا لـ 90٪ من الفطريات و85٪ من النباتات وأكثر من 50٪ من البكتيريا. 3٪ من الثدييات لها علاقة بالتربة، ونسبة الثدييات هذه تعتبر الأقل علاقةً بالتربة.
”في هذه الورقة الجديدة [3] أثبتنا أن من المحتمل أن تكون التربة موئلًا لـ 59٪ من الأنواع الحية بما في ذلك كل شيء ابتداءًا من الميكروبات إلى الثدييات، مما يجعل التربة الموئل الأكثر تنوعًا من الناحية البيولوجية على الأرض،“ كما ذكر الباحثون في الورقة البحثية الجديدة. ويقولون إن النسبة الفعلية قد تفوق النسبة المذكورة هذه لأن التربة لم تخضع بعد لدراسة كافية [4] .
قبل هذه الدراسة، لم يكن الباحثون يعرفون ما هو أكثر الموائل ثراءً بالأنواع الحية، كما يقول الباحث الرئيس، الدكتور مارك أنتوني Mark Anthony، باحث في الايكلوجية في معهد البحوث الفيدرالي السويسري لأبحاث الغابات والثلوج والمساحات الخضراء. ”اعتقد الكثير من الباحثين في دائرتي البحثية أنه لابد أن تكون التربة هي أكثر الموائل ثراءً بالأنواع الحية، لكن لا نملك دليلًا على ذلك.“
وأضاف: ”الكائنات الحية في التربة لها تأثير يفوق تأثيرها في التوازن البيئي [5] . تنوعها البيولوجي [6] مهم لأن الأنواع الحية في التربة تؤثر في التغذية الراجعة feedback لتأثيرات تغير المناخ والأمن الغذائي العالمي وحتى في صحة الإنسان“.
التربة هي الطبقة العليا من قشرة الأرض [7] ، والتربة هي عبارة عن خليط من الماء والغازات والمعادن والمواد العضوية. والتربة هي التي يُزرع فيها 95٪ من غذاء العالم [8] ، ومع ذلك فقد استُبعدت تاريخيًا من المناقشات العلمية الواسعة التي تُعقد حول الحفاظ على الطبيعة، وذلك لأننا لا نعرف سوى القليل عن طبيعة هذه التربة وتأثيراتها. ملعقة صغيرة من التربة الصالحة [الزاخرة بالحياة والمغذيات الدقيقة، بحسب التعريف] قد تحتوي على ما يصل إلى مليار من البكتيريا وأكثر من كيلومتر من الفطريات [9,10].
استخدم الباحثون التقدير التقريبي لوجود ما مجموعه حوالي 100 مليار نوع حي. ثم استخدموا التقديرات النظرية وتحليل البيانات لمعرفة نسبة الأنواع الحية من هذا الرقم في التربة. لقد عرّف الباحثون النوع الحي الذي يعيش في التربة على أنه الذي يعيش بداخلها أو عليها أو أكمل جزءًا من دورة حياته فيها. تشمل الموائل الأخرى التي درسها الباحثون المياه البحرية والمياه العذبة وقاع المحيط والهواء والبيئة المبنية «البيئة الحضرية» [11] والكائنات الحية المضيفة «العائلة» [12] [الكائنات العائلة للطفيليات والفيروسات والبكتيريا وما إلى ذلك]، مثل البشر.
يوجد هامش خطأ كبير يبلغ 15٪ في هذا التقدير - لذلك يمكن أن يكون متوسط النسبة المتنبأ بهامن الناحية النظرية 44٪ كحد أدنى أو 74٪ كحد أقصى. بالنسبة لبعض المجموعات، كان هامش الخطأ كبيرًا - بالنسبة للبكتيريا التي تعيش في التربة، تراوحت التقديرات بين 22 ٪ و89 ٪.
قال أنتوني: "أكثر ما أدهشني هي الصعوبات الهائلة لهذه المهمة، ومدى الاختلافات في تقديراتنا للعديد من المجموعات الحية الكبيرة، وخاصة البكتيريا والفيروسات، وهاتان المجموعتان تعدان من أكثر أشكال الحياة تنوعًا على الأرض.
”بوضع ذلك في الاعتبار، فإن تقديرنا هو في الحقيقة المحاولة الأولى لتنظيم الثراء الاجمالي الحالي في العالم وإن كان هامش الخطأ كبيرًا في العديد من التقديرات. بينما يكمن التنوع الحقيقي في نسبة ما ضمن نطاق هذه النسبة، فإن جهودنا تعتبر أول تقدير واقعي للتنوع الاجمالي في التربة، ونحن بحاجة إليه للدفاع عن الأنواع الحية في التربة في مواجهة أزمات التنوع البيولوجي وتغير المناخ“.
ثلث أرض الكوكب تتحلل تحللًا شديدًا [المترجم: التحلل يعني تفقد الأرض جزءًا من انتاجيتها [12,13]] ويُفقد 24 مليار طن من التربة الخصبة كل عام من جراء استنزافها بالزراعة الجائرة وحدها، وفقًا لدراسة دعمتها الأمم المتحدة بعنوان مستقبل الأراضي على الصعيد العالمي [14] . كما أن التلوث وإزالة الغابات [15] والاحتباس الحراري [16] تلحق الضرر بالتربة. يقول الباحثون إن اعتماد ممارسات زراعية بكثافة أقل وزيادة التنظيم للأنواع الُمستقدمة غير المحلية [17] ، وزيادة حفظ الموائل [حفظ الأحياء في الموائل] [18] ستساعد جميعها في زيادة التنوع البيولوجي للتربة. ممارسات مثل استزراع التربة يمكن أيضًا أن تستعيد أشكال الحياة المجهرية في التربة إلى طبيعتها. [المترجم: استزراع التربة تنطوي على عملية أخذ تربة صالحة من مكان ما، بما في ذلك الأنواع الحية فيها مع بذور النباتات، ووضعها في منطقة تحللت فيها الأرض [13] . وبعد الاستزراع، ستتعافى الحياة الطبيعية بوتيرة متسارعة، مدعومة بالتربة الزاخرة بالحياة والصالحة [19] ].
قال الدكتور روي نيلسون Roy Neilson، باحث في علم البيئة من معهد جيمس هوتون James Hutton في مدينة دندي الاسكتلندية، والذي لم يشارك في البحث: "من الصعب جدًا تعداد التنوع البيولوجي في التربة... يمكن القول إن المقاربة المتبعة في هذه الدراسة من شأنها أن تصل إلى أفضل تقدير في الوقت الراهن للتنوع البيولوجي في التربة على مستوى العالم.
”كما لاحظ المؤلفون، فإن التوصل إلى هذه التقديرات يمثل تحديًا لهم وقد كانوا شفافين فيما يتعلق بمستوى رصانة البيانات التي استخدموها للتوصل إلى هذه التقديرات، والتي بدورها تسلط الضوء على مجالات البحث العلمي في المستقبل“ كما قال نيلسون، وهو مؤلف تقرير الجمعية الايكلوجية البريطانية عن الزراعة التجديدية [20] الذي سينشر لاحقًا.
