محررو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان «تشانغ بينغ تشون»
تحدثنا عن شارل مالك من لبنان، والذي يعتبر العربي الوحيد الذي شارك في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في عام 1948، حيث كان له الدور الكبير في صياغة الكثير من المواد التي ذكرت في الإعلان، واعتمد من المؤسسين للإعلان. سأحاول في مواضيع قادمة تسليط الضوء على باقي الشخصيات من المفكرين والفلاسفة والكتاب الذين كان لهم دور كبير ومهم في صياغة الإعلان.. في هذا المقال تبرز شخصية تشانع تشون الصيني، الذي يعتبر من المفكرين الذين ساهموا في تحقيق الحماية الكاملة لحقوق الإنسان، وكان له الدور الكبير في عمل الشعب الصيني والحكومة الصينية في رفع مستوى حقوق الإنسان، والذي بدأ العمل من أجله منذ فترات طويلة، فضلاً عن كونه من التطلعات العامة التي يشترك فيها الشعب الصيني مع جميع شعوب العالم.
وقد قام «تشانغ بينغ تشون»، بصفته أول ممثل للصين لدى الأمم المتحدة ونائب رئيس لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، بصياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مع السيدة روزفلت وممثلين عن باقي دول العالم، وقدّموا إسهاماً أشاد به العالم أجمع.. وتُقرّ الحكومة الصينية بالمبادئ والقيم الخاصة بحقوق الإنسان واعتمدتها، كما حرصت أشدّ الحرص على استيفاء الواجبات المنصوص عليها في هذه الاتفاقيات، باذلة في الوقت نفسه، ومن واقع ظروفها الوطنية الخاصة، قُصارى جهودها لاستكشاف مسار تنمية حقوق الإنسان الذي يتلاءم مع طبيعتها، وذلك لضمان تحقيق إصلاحاتٍ مُستمِرَّةٍ لحماية حقوق الإنسان جنباً إلى جنبٍ مع التَّنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، وتحقيق التَّنسيق والتَّوازن في حقوق الإنسان، كما أنشأت الصِّينُ مجموعةً كاملةً من أنظِمة الحماية الفعَّالة لحقوق الإنسان، فأصبح مبدأ «احترام الدَّولة لحقوق الإنسان وصَوْنها» مبدأً دستوريّاً أساسيّاً للصِّين سطَّره دستورها. قال رئيس الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان تشيانغبا بون تسوغ: إنه خلال ال 70 عاما الماضية، التزمنا بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتمسكنا بدمج المبادئ العالمية لحقوق الإنسان مع واقع البلاد، بحيث حقق تطور قضية حقوق الإنسان في الصين إنجازات تاريخية ملحوظة ومعجزة غير مسبوقة.
قال شيوي شيان مينغ، نائب رئيس الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان: إنه قبل تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، خلص بعض العلماء إلى أننا نواجه ”خمسة جبال“ في مجال حقوق الإنسان. الأول هو“الفقر”: كان الناتج المحلي الإجمالي للفرد في الصين يبلغ 27 دولارا أمريكيا فقط. والثاني هو”المرض“، كان الصينيون يطلقون عليهم اسم“المرضى من شرق آسيا”، حيث كان متوسط العمر المتوقع للفرد يبلغ أقل من 35 عاما، وهو واحد من أقل البلدان توقعا في العالم. والثالث هو ”الجهل“، كانت مدة التعليم للفرد أقل من عام واحد، وحوالي 90% من الصينيين أميون. والرابع هو ”الفوضى“، كانت الحروب الكبيرة والصغيرة مستمرة، والناس عاشوا دائما في حرب. والخامس هو”التفرق“، كان الشعب الصيني ليس لديه القيم المشتركة ويفترقون مثل الرمال.
وقال شيوي شيان مينغ: إنه بعد 70 عاما من التطوير، فإن أكبر تغيير لدينا في مجال حقوق الإنسان هو إزالة ”الجبال الخمسة“.
في الوقت الحاضر، أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وزاد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بشكل ملحوظ لسنوات عديدة. ونما متوسط العمر المتوقع إلى 76 عاما، ووصل نصيب الفرد من التعليم إلى 11 عاما، وهو ما يتجاوز المعدل العالمي.
يعتقد لي جيون رو، نائب رئيس الجمعية الصينية لدراسات حقوق الإنسان، أن الصين أدخلت حماية حقوق الإنسان واحترامها في دستور الوطن. هذه هي التجربة الأساسية لحقوق الإنسان في 70 عاما منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية.