آخر تحديث: 25 / 11 / 2024م - 12:28 م

ما لحقنا بس أطفالنا لحقوا

عبد الواحد العلوان

”قرار دمج أطفال الابتدائي من الأول لغاية الرابع الذكور والإناث ذكي وإيجابي وله مردود اقتصادي ووطني وتعليمي واجتماعي وأسري وعالمي“.

انتقلت العملية التعليمية من الصفر إلى القمة، مع حقيبة إصلاحات طالت الكثير من الأنظمة والقوانين والمواد التعليمية.

رؤية 2030 ليست رؤية اعتيادية، وليست فقط عنوانًا عريضًا يستوقفك حينما تراه، وليست دعاية لأحداث كبيرة، وليست إعلامًا نتناقله في منشوراتنا.

رؤية 2030 هي إعادة ترتيب كل وزارات الدولة، وإعادة تنسيق وتنظيم كل مخرجات التعليم بما يتناسب معها من وظائف في سوق العمل، وكذلك لم تقتصر الرؤية على وزارة واحدة، طالت هذه الرؤية العظيمة، كل شيء يتعلق بالمواطن الفرد والأسرة، ذكورًا إناثًا، شبابًا كبارًا، وأطفالاْ، ومن يعيش معنا في المملكة العربية السعودية، من المؤكد أنه شعر بالفارق الكبير منذ انبثاق شعاع الرؤية.

أولت القيادة الرشيدة رؤية 2030 الاهتمام البالغ، والذي طال وزارة التعليم، ووزارة التعليم عليها أولوية قصوى، حيث تشكل لبنة أساس التعليم ومخرجات العلوم لسوق العمل، جاءت الرؤية لتنظم كل ما يتناسب معها ويتماشى مع سوق العمل عالميًا، وحيث أن المملكة العربية السعودية من أقوى اقتصادات العالم، وهي قوة اقتصادية تشكل فارقًا كبيرًا في التوازن العالمي.

ترتيب وتنظيم البيئة التعليمية، ودمج الأطفال الذكور مع البنات من أول ابتدائي لغاية رابع ابتدائي، وهذا تنظيم فيه استشعار أن الدمج له آثار نفسية، واجتماعية وأسرية كبيرة، وليست فقط خاصة بالتعليم والتحصيل العلمي، وإنما على نفوس الأطفال بالإيجابية وسرعة الاندماج من البيئة التعليمية حتى الاجتماعية والوطنية والأسرية.

الآثار الإيجابية للدمج

آثار إيجابية عظيمة ومردودها على النفسية للأطفال جدًا كبير وعظيم، وآثارها على الوطن والمجتمع، ودور الدمج تعزيز روح الشراكة في بناء ونمو نهضة الوطن، وتعزيز دور الذكر والأنثى شركاء معًا.

عشنا في الماضي منعزل وقيود جدًا كبيرة، في التعليم والأنظمة التعليمية، ولم نستطع تخطيها بسهولة، والأبواب كانت موصدة التي تُحدث التعليم، وتنقله ليواكب العالمية، جاءت القرارات والتنظيمات وفقًا لتتلمس حاجة الوطن لتجديد الدماء، وتحديث الأنظمة والبيئات التعليمية في المدارس والجامعات ورياض الأطفال، والتي تتناسب مع ما يتطلبه المشهد التعليمي اليوم، وما ينافسه من المشهد التعليمي العالمي.

المعلمات هن أولى بعملية اندماج الأطفال الذكور والإناث، في الصفوف الابتدائية الأولى، وهم الركيزة التي ينطلق منها الأطفال لمراحل الدراسة التالية، وجود معلمة أم أنثى، تدرس الأطفال تحتويهم، تحن عليهم، تتلمس احتياجاتهم الطفولية، هي أقرب للأطفال من المعلمين الرجال، ولا سيما أن المعلمة في المدرسة أحن وأقرب للطفل من المعلم، وتتفهم لشعور الأطفال وأحاسيسهم أكثر من المعلم، عزز من صوابية قرار الدمج وعزز قوته، والنتائج إن شاء الله مبشرة بالخير على نفسيات أطفالنا.

القرار جاء لتعزيز دور الصحة النفسية إيجابيًا، على نفسية الأطفال، ومنها قد يقضي على عدد من المشاكل النفسية التي كان الطفل يتعرض لها في طفولته الدراسية المبكرة، مثل مشاكل النطق، مشاكل الكتابة، مشاكل التأتأة، مشاكل السلوكيات السلبية، ولا سيما أن بعض هذه المشاكل لا يمكن للمعلمين الرجال اكتشافها، ولكن المعلمات تكتشفها بكل سهولة، بحكم أن المعلمة أم في منزلها وتحتضن أطفالها ووقتها مع أبنائها وقت أطول من رب الأسرة الرجل، فسوف تكتشف هذه المشاكل، وتعالجها بكل يسر وسهولة، وقد تقضي عليها.

التخصصات التعليمية السابقة حققت ما صممت له من وظائف حكومية أو وظائف في القطاعات الخاصة، وبقت فترة طويلة لم تحدث ولم تجدد ولم تدرس إدخال تخصصات جديدة لسوق العمل، لدعم وزارات الدولة وكذلك دعم اقتصاد الدولة من بوابة التعليم، وما يتطلبه سوق العمل من تخصصات، كما نشهده اليوم تخصصات حديثة من مرحلة الثانوية، ومن المرحلة الجامعية، أُدرجت في الجامعات تخصصات حديثة تواكب دعم الاقتصاد الوطني، ودعم الاحتياج الوطني، ومستقبل رؤية 2030 في تنافسية المملكة العربية السعودية مع دول العالم في التعليم والاقتصاد والمستقبل، فلا ضير أن تكون أمامنا القمة بكل هذه الجهود، وننافس فيها جامعات عالمية، فالسعودية تمتلك كافة المقومات التي تجعلها في مسار القمة بشكل دائم.

تقول الأستاذة بثينة العيسى، قائدة مدرسة ابتدائية الثانية عشر بالمبرز عن قرار الدمج بأنه قرار إيجابي وذكي وحنا أولى بعيالنا وأطفالنا وطالما هذا القرار يعزز دور التعليم وتحديثه لما يتواكب مع رؤية 2030 من المؤكد أننا سوف نبذل قصارى جهدنا ونبذل كل ما في وسعنا، ولن ندخر جهدًا من أجل أطفالنا يتربين في مجتمع تعليمي يواكب الحاضر، ولا ننسى بأن العالم يتطور كل يوم ونحن بلا شك في وطننا الغالي عين على الأمس واليوم وباكر، وأملنا قيادتنا الرشيدة ونظرتها الثاقبة لمثل هذا القرار الذي سوف نرى ثماره مستقبلًا بلا شك.

تكمل الأستاذة فاطمة العلوان معلمة رياضيات، دمج الأطفال الابتدائي كان قرارًا مدروسًا، وجاء في وقته، حنا نرى الدول كافة بدؤوا بالدمج، وهذه التجربة كانت ثرية في نفوس الأطفال، ولا شك بأن منشآتنا التعليمية لا ينقصها شيء، ومع وجود الكوادر الزميلات المعلمات والمنشآت التعليمية المجهزة، والمرأة في رعاية الأطفال أقرب بكثير من زملائنا المعلمين الرجال، واثقين بأن هذا القرار سوف يضع بصمة وطنية، ويخلق أجواء تنافسية بين الأطفال ليتميزوا ويقدموا أفضل تجربة تعليمية في الوطن، نشكر قادتنا وولاة أمرنا، ونعِدهم بأننا سوف نقدم الكثير لدعم هذه التجربة الثرية وهذا القرار العظيم.