آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 9:31 م

خطباء واعدون ”الشبل الحسيني كرار بن حسين بن سعيد العسيف“

حسن محمد آل ناصر *

ويصل صدى الخطباء الواعدين وسؤال يتكرر على ألسن ثلة من المؤمنين، لماذا نكتب عن السير أو التراجم وما الفائدة من سيرة الخطباء الناشئين؟! مما لا غبار عليه بأننا أمة ينقصها التأريخ والاهتمام بسير العلماء والفضلاء والخطباء والأدباء إلخ، حقيقة لدينا ولكن قليل جدا بالنسبة للتوثيق، ولهذا آليت أن أكتب ولو بالشكل الوجيز لتقرأ سيرهم، ويعرف شواهد من صور يتعقبها الجيل بعد الجيل ليقتدي بمحاسن ما تربى عليه هؤلاء المترجم لهم.

ولا ريب أن الاهتمام بتراجم الخطباء، ولو كانوا صغارا حتما سيأتي يوما ليكون لسيرهم كم هائل في كتب التراجم، فالتاريخ والسيرة للشخصيات يعد دليلا على أن هذه الأمة بخير، وتشجع صغيرها قبل كبيرها وطالبها قبل معلمها، وهذه الكتابة المختصرة تعوض على الأقل النقص والشح الذي يؤلم الباحث والمحقق ولنا في كتب أعلامنا الكرام خير أسوة نمشي على نهجها لنسطر للجيل القادم عبر ذاكرة الأيام.

ومما ينسب للإمام علي :

مَا الْفَضْلُ إِلَّا لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ
عَلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ

وَوَزْنُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ
وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ

فَفُزْ بِعِلْمٍ وَلَا تَجْهَلْ بِهِ أَبَدًا
النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

فكما اختار الصغار السير على نهج الخدمة الحسينية وارتقاء المنبر الشريف، فمن واجبنا من جانب آخر تحفيز وإبراز القدوة فيهم وخلق وإعداد الجوانب بإلقاء الضوء على سيرهم الذاتية لإكمال ما بدؤوا به والأخذ بيدهم نحو الصلاح والأخلاق الفاضلة والاستفادة من مواقفهم المشرفة وهي السير على درب الحسين ، وهذا الخطيب الحسيني الناشئ الملا كرار بن حسين بن سعيد بن حسن العسيف من هؤلاء الأشبال الحسينية الذين يسيرون على نهج نهضة أبا عبد الله الحسين سلام الله عليه.

ولد ملا كرار العسيف في بلدة القديح المحروسة في 13/07/1429 هـ الموافق 16/07/2008 م، وهو الابن الخامس في عائلته ترعرع بحضانة أب وأم وأسرة كريمة قوامها خدمة أهل البيت ، خطيب بارع موفق في خطبه المنبرية ذو حفظ ممتاز وصوته يشجي ويبكي يقرأ بالقصيد الفصيح، ويفضل دائما القصيد الشعبي العامي ”النبطي“ الذي يتفاعل معه أغلب المستمعين بالعويل والنحيب.

رحلة الدراسة:

يدرس في المرحلة الثانوية ولله الحمد متفوق يشار له بالبنان، ومنذ نعومة أظافره خادم للحسين ويحفظ ما تيسر من القرآن الحكيم، وقد التحق بدورة تجويد القرآن وحفظه، وفي القريب العاجل سيتوجه للدراسة الحوزوية سائرا بالرغبة لخدمة أهل بيت النبوة علما وعملا بالخطابة المنبرية الحسينية.

بداية الخطابة:

بدأ الخطابة في عام 2018 م - 2019 م وتحديدا في جائحة كرونا، وكانت أول قراءة في يوم استشهاد السيدة سكينة أي كان عمره آنذاك الثالثة عشر في منزل السيد علوي الشويكي في بلدنا الحبيب القديح، محاطاً بتشجيع من والديه وأفراد أسرته وأقربائه وأصحابه وجعل هذا الأثر الطيب في نفسه بالسير قدما نحو هذا المجال للدخول في عالم الخطابة الحسينية كصانع ”قراءة مقدمة“ للخطيب الحسيني الملا محمد المحاسنة.

هذه الخدمة الحسينية شرف ووسام يضيء قلب من تمسك بها، وهو ما زال يواصل التدريس ملتحق بالدروس الخطابية، وممن درس على يده الشيخ محمد المشيقري والشيخ علي آل زايد والملا أحمد رجب والملا رضا خواهر، وكان واقع الطموح والمثابرة في نيل هذا الشرف الطاهر مجالسته العلماء حيث قرأ عند حضرتهم ومنهم البارزين والاستفادة بطرح السؤال عليهم لما استصعب عليه، يقبل النقد البناء سائرا بخطوات ثابتة يأخذ النصيحة بصدر رحب لا تهزه العرقلات والإشكالات مقتديا بالنبي وآل بيته الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.

بعض من يومياته:

يحرص دائما أن يجلس ويستمع للخطباء والعلماء للاستفادة من معينهم، يقرأ جيدا يخوض عالم المعرفة ليروي عطشه بالمطالعة ككتاب منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل للعلامة الشيخ عباس القمي وكتاب الطريق إلى منبر الحسين لنيل سعادة الدارين للعلامة الشيخ عبد الوهاب الكاشي، وعن مجال الكتابة يتمنى ويطمح أن يصدر كتب تفيد المؤمنين، دعاؤنا الخالص أن تكون هذه الخدمة المباركة نيلاً لرضى الله سبحانه والثبات على ولاية أمير المؤمنين ومقبولة عند أهل البيت ومنظورة بعين الإمام الحجة عجل لله تعالى فرجه وسهل الله مخرجه وجعلنا من أنصاره وأعوانه.