يرجى الانتباه.. حماسك الزائد قد يكون سبباً لخسارتك
يصعب على العديد من الناس اتخاذ قرار أول خطوة في دخول طريق «البرنامج الصحّي»، وأطلق عليه طريق لأنّه مختلف عن نمط الحياة الاعتيادي الذي لا يخلو من الحرّية في الطعام والشراب والحركة والنوم، ومن الطبيعي أنّ عملية التغيير في أي شيء تتطلّب قوّة داخليّة وصلبة.
لذلك، يرجى الانتباه قبل خوض التجربة بكل حماسك وطاقتك العالية، وخذ في الاعتبار الأمور التالية:
- لا تحاول الانتقال مباشرة من «النقطة أ إلى النقطة ي» في خطّة تناول الطعام، كأن تكون معتاداً على تناول طبق كبير يوميّاً من الأرز، فتقوم بإلغائه أول ما تبدأ الحمية.
• بل ابدأ بالتدريج وبشكل ميّسر وسهل. أبقى على نفس الطعام المحبّب لك، لكن بكميات أقل بشكل بسيط.
• لا تحذف وجبة رئيسيّة كنت معتاد على تناولها، كأن تنام بدون عشاء نهائيّاً.
- حاول تحسين اختياراتك للأفضل، كأن تغيّر طريقة الطبخ لتكون صحّية أكثر.
- زد عدد الوجبات الخفيفة الصحّية بين الوجبات الرئيسيّة، وبعدها يكون التقنين فيها.
- عوّد حالك على إدخال الخضار والفواكه إلى وجبتك لفائدتها الغذائيّة وأيضاً لإشعارك بالشبع.
- اشرب كميات وفيرة من الماء «بداية الأمر» حتّى وإن كان ذلك مزعجاً مع كثرة دخول الحمّام.
- لا توجد القواعد التالية في اتّباع الحميات الصحيحة:
• الرز بحجم علبة الزبادي أو ما يعادل 6 ملاعق
• الشاي والقهوة ممنوعة
• النوم على معدة فارغة تماماً
• العشاء بعلبة زبادي فقط
• كّل النّشويات ممنوعة
• الاكتفاء بوجبة أو وجبتين في اليوم
- لا تستعجل النتائج، واعتبر أنّ بداية الانطلاق هي «مرحلة تدريب»، والأفضل أن تحدّدها بمدّة زمنيّة، ولا يهم خلالها أن تنجح خطّتك بنسبة 100٪ بقدر أن تكون استفدت من تجربة التدريب التي تؤهّلك للمرحلة الحقيقيّة في البرنامج.
- لا يوجد تجارب وخطط موحّدة للجميع، فاحتياجاتك مختلفة عن أخوك أو عمّن يتدرّب معك في نفس النادي.
خذ الموضوع بسهولة ويسر، واستغل حماسك ورغبتك في تحقيق هدفك بشكل مراحل تدريجية، لا أحد ينكر بالطبع أهميّة امتلاك الشغف والحماسة في تحقيق الأهداف، والتأثير على آراء الآخرين، لكن المبالغة والإفراط فيهما سيأتي بنتائج عكسيّة حتمًا.
كما أنّ حالة الجوع التي قد تطرأ بداية الأمر في البرنامج والتي قد يقاومها الشخص تعود بآثارها السلبية عليه كتضارب وضعه النفسي ما بين احساسه بالغضب والتظاهر بالسعادة لأنّه حيثما يشاع له أّن الأصوات التي تصدرها معدته طلباً للطعام دليل على عملية الحرق المثالية لخسارة الدهون وما بين ضعفه بسبب الجوع ومقاومته بالتظاهر بالقوّة والصلابة، وقد أكّدت النتائج على وجود علاقة واضحة بين الإحساس بالجوع والأحاسيس السلبية. وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة ”بلوس وان“ المتخصصة:
"السبب في هذه العلاقة لا يزال غامضا. إلاّ أنّه يرجح أن يكون ناتجاً عن تأثير نقص السكر في الدم على قدرة الدماغ على السيطرة العاطفيّة.
كذلك يمكن أن يكون السبب ناتج إدراكنا للعوامل الخارجية على أنّها مزعجة في حالة الجوع، على عكس تصنيفنا لها عقب تناول وجبة غذائيّة. ”ولربما يكون السبب الحقيقي خليط بين الأمرين، حسب“ سوومي ”. ويضيف الباحث إنه ينطلق من أن العوامل النفسيّة تلعب دوراً محورياً إذا ما قورنت بنسبة السكر في الدم“.
كما أضيف على ذلك ردّة الفعل السلبيّة التي قد تأتي لاحقاً حتى مع تحقيق الانتصارات والأهداف، وذلك بسبب الغلوّ في مقاومة المشاعر السلبيّة المصاحبة للبرنامج فيحدث ما لا تُحمد عقباه.
لذا أُأكّد على الدخول بمراحل تدريجيّة خطوة بخطوة وأن تكون حياتك أكثر تنظيماً لتنعم بصحّة جيدة جسديّاً ونفسيّاً معاً.
وأنصحك بأربعة أشخاص تستعين بمشورتهم قبل البدء بالبرنامج الصحّي:
1. الطبيب المتخصّص، في حال شكوكك بوجود مشكلة صحّية أو معاناتك الفعليّة مع مرض معيّن.
2. أخصائي التغذية العلاجية، ليضع لك خطتك الغذائيّة ويكون معك طول الرحلة.
3. الأخصائي النّفسي، في حال تضارب أفكارك مابين الرفض والقبول في الاستمرار أو التوقّف عن خوض التجربة أو الشعور بأي من الأحاسيس السلبيّة.
4. مدرّب الرياضة، المتخصّص أكاديميّاً والذي يضع خطتّك الرياضيّة فقط لا غير بدون التدخّل في صحّتك الجسديّة ولا الغذائيّة.