هل أنت بارا بوالديك؟ قيم نفسك
هناك علامات يستطيع الواحد منا أن يقيم نفسه إن كان بارا بوالديه أم لا، فمن علامات البر، أولا: احترام الوالدين عند الحديث معهما أو من خلال معاملتهما، وثانيا: طاعتهما لو أمرا بالمعروف أما لو أمرا بمعصية فالعقوق في هذه الحالة يكون حلالا، وثالثا: رعايتهما وخدمتهما من خلال تتبع احتاجاتهما، فان خدمتهما تقربك للجنة، قال حميد: «لما ماتت أم أياس بن معاوية: بكى، فقيل له: مايبكيك؟ قال: كان لي بابان مفتوحان إلى الجنة، وأُغلق أحدهما»، ورابعا: الدعاء لهما بطول العمر والصحة والعافية في حالة حياتهما، أو الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة في حالة وفاتهما، قال بعض الصحابة: «ترك الدعاء للوالدين يضيق العيش على الولد»، وخامسا: مساعدتهما ماديا في حالة احتياجهما وتقديم الهدايا لهما بالمناسبات كالأعياد وغيرها، وسادسا: المساعدة الصحية سواء كانوا كبارا في السن أو صغارا بالمسارعة في علاجهم وتأمين الدواء لهم ومتابعتهم بالخطة العلاجية، قال سعيد بن عامر: «بات أخي عمر يصلي، وبت أغمز قدم أمي، وما أحب أن ليلتي بليلته» يعني في الأجر
وسابعا: زيارتهما والتواصل والاتصال بهما بشكل دوري، وثامنا: مساعدتهما تعليميا عند الحاجة، أعرف صديق دائما يشرح لوالديه كل جديد في التكنولوجيا برا بهما، وتاسعا: تقديرهما وشكرهما على ما يقدمانه من جهود لإسعادك أو مشاركتهما بتربية أولادك، وعاشرا: برهما بعد وفاتهما بالصدقة والدعاء والعمل الصالح والمحافظة على سمعتهما وتنفيذ وصيتهما ومصادقة أصدقائهما، قال سفيان بن عيينه رحمه الله في قوله عزوجل: «أن اشكر لي ولوالديك» من صلى الخمس فقد شكر الله، ومن دعا لوالديه عقبهما فقد شكرهما، والحادي عشر: سداد ديونهما أو المحافظة على استثمار أموالهما
أما العقوق فله علامات كذلك أولها: الإبتعاد عنهما وعدم التواصل والاتصال بهما وهجرهما، وثانيها: تجريحهم بالكلام وإهانتهم بالألفاظ أو بالعمل واحزانهما، قال علي رضي الله عنه: «من أحزن والديه فقد عقهما»، وثالثها: تجاهل احتياجاتهما وعدم الاستجابة لطلباتهما، ورابعها: رفع الصوت عليهما والتأفف أو الغمز واللمز أمامهما، وخامسها: الإعتراض علي آرائهما بطريقة غير محترمة واستخدام الفاظ التحقير أو الإهانة عليهما، وسادسها: عدم الدعاء لهما، وسابعها: عدم التضحية من أجلهما، وتقديم حاجة النفس علي حاجتهما، وثامنها: اهمالهما وعدم السؤال عنهما، وتاسعها: الكذب عليهما والسخرية منهما وشتمهما،
وعاشرها: ذم الوالدين أمام الأصدقاء أو الناس والحديث عنهم بسوء، والحادي عشر: إثارة المشاكل أمامهم وخاصة بين الإخوان، والثاني عشر: تقديم طاعة الزوجة والأولاد عليهما، والثالث عشر: تمنى وفاتهما، والرابع عشر: تركهما بدور العجزة وعدم رعايتهما، والخامس عشر: عدم احترامهما أثناء الحديث من خلال طريقة الجلسة أو نظرات العيون،
فالعقوق معصية عظيمة تجب التوبة عليها، قال علي بن أبي طالب: العجب كل العجب، من عاقل يعق والديه بعد قراءته سورة لقمان، وقد قرنهما الله تعالى بنفسه، قال تعالى «وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ» فمنزلة الوالدين عند الله منزلة عظيمة ولهذا قرنهما الله تعالي به، وكما قيل أرى الدنيا بعين أبي وبلمسة أمي دفء الحياة، فهذه هي علامات البر والعقوق ويستطيع كل واحد منا يقيم نفسه ومنزلته من البر تجاه والديه،