وإن كان لا يزال له آثار تضر بمهاراتهم الاجتماعية
وجدت دراسة أن بعض الوقت الذي يقضيه الأطفال في سن ما قبل المدرسة أمام الشاشات لن يضر بأدائهم الدراسي
بقلم آريل غيلريث
27 يوليو 2023
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 213 لسنة 2023
Some screen time for preschoolers won"t hurt their development، study finds
Ariel Gilreath
July 27,2023
أكثر من ساعتين يقضيها الطفل علي الشاشة في اليوم مقترنة ببطء في تطور وتحسن مهاراته الاجتماعية [1] ، لكن المهارات الأكاديمية تبدو أنها لا تتأثر بذلك، حسبما قال باحثون من جامعة ولاية أوهايو.
تشير دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة ولاية أوهايو إلى أن الإجابة أكثر ثراءًا وتفصيلًا مما يعتقده الناس.
باستخدام البيانات التي جمعت في الفترة ما بين 2018 إلى 2019، قام الباحثون في هذه الدراسة بتتبع وقت الشاشة لأطفال ما قبل المدرسة من عائلات تنتسب إلى أقليات وذوي دخل منخفض. طلب من عائلات ال 179 طفلًا المشتركين في الدراسة تعبئة مفكرة «جدول زمني» بأنشطة أطفالهم على مدار ال 24 ساعة، بما فيها استخدامهم الوسائط الرقمية. كما قام الباحثون أيضآ بقياس الأداء الاجتماعي والأكاديمي للأطفال في فصلي الخريف والربيع.
وجد الباحثون تأثيرًا ضئيلًا على تطور / نماء المهارات الاجتماعية والأكاديمية لدى الأطفال عندما بلغ متوسط الفترة الزمنية التي يقضونها على الشاشات حوالي ساعتين خلال النهار على مدار العام. ولكن عندما قضى الأطفال أكثر من ساعتين خلال النهار على الشاشات، فقد لاحظ الباحثون أن تحسن مهاراتهم الاجتماعية جرى بشكل أبطأ من تحسن المهارات الاجتماعية لأطفال الآخرين مشتركين في الدراسة. أما المهارات الاجتماعية للأطفال الذين أمضوا أكثر من ساعة أمام الشاشات ليلًا فقد تحسنت تحسنًا ضئيلًا، وقال الباحثون إن هذه النتيحة المتواضعة في تحسن المهارات الاجتماعية قد تعود إلى قلة النوم.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن تقصر العائلات استخدام الشاشات على ساعة واحدة يوميًا للأطفال في سن يتراوح بين سنتين وخمس سنوات [2] .
قالت ريبيكا دور Rebecca Dore، المؤلفة الرئيسة للدراسة ومديرة الأبحاث في مركز كرين Crane لسياسة البحث العلمي الخاصة بالطفولة المبكرة التابع لجامعة ولاية أوهايو: ”الكثير من المناقشات تشيطن استخدامات الوسائط الرقمية، ولكني لا أعتقد أن هذه الشيطنة مفيدة لأي أحد“.
لقد تحدثت مع ربيكا عن الدراسة وما يمكن لأولياء الأمور استخلاصه منها. وفيما يلي الأسئلة التي طرحتها عليها واجاباتها عليها:
ما فائدة استخدام مفكرة «جدولة» زمنية لتسجيل أنشطة الأطفال اليومية لهذا النوع من الدراسات؟
الكثير من الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع، ”في المتوسط، تخبرنا عن مقدار فترة استخدام الطفل اليومي للوسائط الرقمية؟“ لذلك، عليك [كولي أمر] أن تتذكر طول مدة استخدام الطفل الوسائط الرقمية «الشاشات» ولكن إذا كان عليك أن تتذكرها بهذه الطريقة المعممة جدًا والتي «أ» يصعب تذكرها، و«ب» من السهل جدًا اقناع نفسك لتكون مختلفًا عن غيرك. [المترجم: نقطتا «أ» و«ب» لهما علاقة بنوعين من الانحيازات مذكورين أدناه]. لذلك، يبدو الأمر كما لو أنك قلت: ”ربما طفلي يبمضي في المتوسط حوالي خمس ساعات يوميًا على الشاشات. لا، لا يمكن أن تكون خمس ساعات في اليوم. بل قد تكون أكثر من ثلاث ساعات“. وفي هذه الحالات من محاولة تقليل أولياء الأمور المدة التي يقضيها أطفالهم على الشاشات، فإننا نتوقع منهم أن يقللوا من هذه الفترات، [المترجم: هذا ما يُعرف بانحياز الذاكرة، انظر أدناه]. وقد تكون هناك اختلافات في مقدار ما يعدلون من متوسط طول هذه المدة أو قد ينسونها عند تعبئة المذكرة اليومية تلك.
نعتقد أن اسلوب استخدام المذكرات الزمنية هذا - حين نتذكر ما حدث بالأمس فقط، فإننا لا تتذكر استخدام الوسائط في هذا السياق فقط لأننا طلبنا من أولياء الأمور تسجيل أنشطة أطفالهم في اليوم كله، وقد حدث أن هذه الأنشطة شملت فيما شملت استخدامهم للوسائط الرقمية - فمن المرجح أن يكون هذا التقرير أكثر ثراءً وأقل عرضة لإنحياز الذاكرة memory bias والانحياز لما هو مقبول اجتماعيًا. [المترجم: انحياز الذاكرة هو ما يُطلق على ميل المرء لاستدعاء الذكريات المتوافقة مع حالة مشاعره الراهنة بشكل انتقائي [3] . أما الانحياز لما هو مقبول اجتماعيًا social desirability bias فهو الذي يجري عند سؤال شخص عن سماته وسلوكياته السلبية فإنه يقلل من شأنها لكن حين سؤاله عن سماته وسلوكياته الايجابية يبالغ فيها [4] . ولذلك الباحثون يأخذون هذه الانحيازات في الاعتبار في البحوث الاستطلاعية اذ تؤثر هذه الانحيازات في مخرجات البحث، بحيث لا تكون دقيقة وقد تفقدها مصداقيتها].
بشكل عام، هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن استخدام الوسائط قد يكون له تأثيرات سلبية في بعض هذه المخرجات [المهارات الاجتماعية والأكاديمية]، لكنني أعتقد أنها تتوافق تمامًا مع الكثير من نتائج الدراسات السابقة التي نشرناها، ويبدو أن هذه المشكلات في الحقيقة منحصرة فقط في المستويات العالية من استخدام الوسائط. لذلك، لم أتفاجأ بذلك. أعتقد أن الجانب الذي فوجئنا به هي مخرجات الدراسة فيما يخص المهارات السلوكية الاجتماعية وليست بتلك التي تخص المهارات الأكاديمية.
الكثير من هذه المنشورات العلمية والضجيج المجتمعي حول هذه القضية مرتبط بالتأثير في المهارات الأكاديمية، مثل قول أحدهم: ”التلفزيون يربك التفكير. ويضيع الوقت الذي يفترض أن يكون مخصصًا لفترة القراءة التي عليهم أن يقوموا بها“. لذا، كان مفاجئًا أننا لم نجد هذا الارتباط بهذا التأثير في المهارات الأكاديمية. وأخذنا في الاعتبار ان ما تتأثر سلبًا هي فقط المهارات الاجتماعية، ربما، لأن المهارات الاكاديمية أكثر مقاومة لهذه الآثار المحتملة. نحن لاحظنا أن استخدام الوسائط لا يأخذ بالضرورة الوقت الذي يفترض أن يقضيه الطفل في القراءة أو الوقت الذي يقضيه على الكثير من الأنشطة التعليمية الأخرى. لكن الأطفال الذين يستخدمون الوسائط بشكل مفرط لا يملكون وقتًا للتفاعل مع أقرانهم ومع أولياء أمورهم وأفراد أسرهم. وقد يؤدي ذلك إلى هذه التأثيرات المقتصرة فقط على المهارات الاجتماعية والسلوكية.
عدد قليل جدًا من العائلات لا يسمحون لأطفالهم باستخدام الوسائط الرقمية البتة، حتى من سن مبكرة جدًا. من المحتمل ألا يكون عدم استخدام الأطفال الصغار الوسائط الرقمية البتة مجديًا أو عمليًا أو حتى مرغوبًا فيه. آمل أن يغير هذا النوع من الدراسات تلك الحوارات من حيث عدم الحديث فقط عن مدى فظاعة استخدام الوسائط الرقمية، ولكن الحديث عن هذه الجوانب في النتائج الأكثر ثراءً وتفصيلًا [من أن التأثير فقط منحصرًا في المهارات الاجتماعية لا في المهارات الاكاديمية].
لا تعني هذه البيانات بالضرورة أنه لا توجد آثار سلبية لاستخدام الوسائط في جوانب أخرى، مثل النوم أو السمنة أو في مجموعات سكانية أخرى. أعتقد أن هذه البيانات لها بعض المضامين المهمة على كيف نفكر في استخدام الوسائط لمرحلة ما قبل المدرسة في هذه الفئة المعينة من السكان، ولكن هناك حاجة للكثير من الدراسات التفصيلية اللازمة لاستكشاف هذا الموضوع بشكل كامل.