آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 9:30 ص

ماذا تكشف نوبات غفوات طفلك عن نمو دماغه

عدنان أحمد الحاجي *

28 يوليو 2023

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 212 لسنة 2023

What nap times reveal about your child"s brain development

الأطفال الذين يأخذون غفوات «قيلولة أو فترات نوم قصيرة متكررة» كثيرة لا يعرفون إلَّا عدد مفردات قليل ولا يتمتعون إلَّا بمهارات معرفية [1]   ضعيفة - وفقًا لبحث جديد من جامعة إيست أنجليا East Anglia في المملكة المتحدة. 

[المترجم:   المهارات المعرفية تؤثر ايجابًا أو سلبأ في الذاكرة والانتباه والاستيعاب / الفهم [2] ]"

أولياء الأمور في جميع أنحاء العالم قلقون بشأن حصول أطفالهم إمَّا على فترة نوم قصيرة جدًا أو طويلة جدًا.

لكن دراسة جديدة [3]  نُشرت في مجلة سيكولوجيا وطب نفس الطفل  JCPP في 28 يوليو 2023 كشفت أن بعض الأطفال يصبحون أكثر كفاءة في جمع ودمج  المعلومات أثناء النوم وبالتالي تعزيز الذاكرة من خلال تحويل الذاكرة قصيرة الأمد إلى ذاكرة طويلة الأمد، لذا فإنهم يغفون بوتيرة أقل. وفي الوقت نفسه، يحتاج أطفال آخرون، عادةً ممن لا يعرفون إلَّا عدد كلمات أقل ولا يتمتعون إلّا بمهارات معرفية ضعيفة، إلى أخذ غفوات بتواتر أكثر.

يقول فريق البحث إن الحد من عدد الغفوات لهؤلاء الأطفال لن يؤدي إلى تحسن في  نمو «تطور» الدماغ، ولذا ينبغي اتاحة الفرصة لهم بالنوم بشكل متكرر [بنوبات أكثر تواترًا] وللفترة التي يحتاجون اليها.

وقالت الدكتورة تيودورا غليغا  Teodora Gliga، التي قادت البحث، "هناك قلق كبير من جانب أولياء أمور الأطفال بشأن طبيعة، نوم أطفالهم.

ويشعرون بالقلق من أن أطفالهم لا يأخذون غفوات بالقدر المتوقع بالنسبة لسنهم - أو يأخذون غفوات بشكل متواتر جدًا ولفترات طويلة جدًا. [المترجم: راجع الجدول المفصل عن عدد نوبات الغفوات وطول وقتها وفترات الصحوات بينها مقابل سن الطفل [4] ].

لكن بحثنا يثبت أن تواتر نوبات غفوات الطفل تعكس حاجته المعرفية cognitive need. بعض هؤلاء الأطفال هم أكثر كفاءة في جمع ودمج المعلومات وتعزيز الذاكرة أثناء النوم، وبالتالي يقل عدد نوبات الغفوات لديهم.

[المترجم:   بحسب ماسلو هناك حاجة إلى قدرات معرفية مثل الإبداع وبعد النظر والفضول. فالذين يقومون بأنشطة تتطلب تفكير وعصف ذهني لديهم حاجة أكثر للقدرات المعرفية [5] ].

الأطفال الذين لا يعرفون إلَّا عدد مفردات قليل أو حاصلون على درجات متدنية على مقياس الوظيفة التنفيذية [6] ، يأخذون غفوات بتواتر أكثر.

وأضافت: ”الأطفال الصغار سيغفون بشكل طبيعي طالما يحتاجون إليها، وينبغي اعطاؤهم تلك الفرصة بالضبط“.

درس فريق البحث 463 رضيعًا يتراوح سنهم بين ثمانية شهور وثلاث سنوات أثناء إغلاق كوفيد-19 في عام 2020.

جرى استطلاع آراء أولياء الأمور حول أنساق نوم أطفالهم، وقدرات هؤلاء الرضع على التركيز على إحدي المهمات، والاحتفاظ بالمعلومات في ذاكرتهم، وعدد المفردات التي يفهمونها ويمكنهم التلفظ بها [المترجم: كأمارة على المهارات المعرفية].

كما سألوا أولياء الأمور عن حالتهم الاجتماعية والاقتصادية «سوسيو اقتصاد [7] » - بما في ذلك الرمز البريدي للحي السكني والدخل والمستوى التعليمي - وعن الفترة التي يقضيها الطفل أمام الشاشة والأنشطة خارج البيت التي يشارك فيها.

قالت الدكتورة تيودورا غليغا: "لقد منحتنا فترة اغلاق كوفيد-19 فرصة لدراسة احتياجات النوم الأساسية للأطفال لأنه عندما يكون الأطفال في دور رعاية الأطفال، نادرًا ما يأخذون غفوات بقدر ما يحتاجون إليها.

"نظرًا للإغلاق دور الحضانة بسبب كوفيد-19، فقد أدى ذلك إلى الحد من الاختلال في أنساق نوم الأطفال الطبيعية. الأطفال المشاركون في التجربة لم يكونوا ممن ذهب إلى دور رعاية الأطفال.

”ما وجدناه هو أن أنساق النوم أثناء النهار هي مؤشر على التطور المعرفي لدى الأطفال.“ الرضع الذين يأخذون غفوات متواترة ولكنها أقصر من المتوقع بالنسبة لأعمارهم كانت حصيلتهم من المفردات أقل ومهاراتهم معرفية أكثر سوءً.

وأضافت: ”وجدنا أيضًا أن هذا التلازم السلبي بين عدد المفردات وتواتر الغفوة كان أقوى عند الأطفال الأكبر سنًا“ [11 - 16 سنة حسب التعريف [8] ]. [المترجم: التلازم السلبي هنا هو ببساطة كلما زاد تواتر الغفوة نقص طرديًا عدد المفردات].

"على الرغم من أننا أخبرنا غالبية أولياء الأمور أن نوم أطفالهم لم يتأثر بالإغلاق بسبب كوفيد، إلّا أن أولياء الأمور من خلفيات سوسيو اقتصادية محدودة كانوا أكثر احتمالًا للإبلاغ عن تراجع في جودة نوم أطفالهم.

"زاد وقت الشاشة أثناء الإغلاق بسبب كوفيد-19 وانخفضت أنشطة خارج المنازل «في الهواء الطلق»، لكن ذلك لم يفسر الاختلافات في نوم الأطفال.

اقترحت الدراسات السابقة أن على أولياء الأمور ومقدمي الرعاية [دور الحضانة وغيرها] أن يشجعوا على تواتر الغفوات لدي الأطفال في سن ما قبل المدرسة. ولكن " النتائج التي توصلنا إليها تفيد بأن لدى الأطفال احتياجات مختلفة من النوم - فقد يترك بعض الأطفال الغفوة في مرحلة مبكرة من سنهم لأنهم لم يعودوا بحاجة إليها. وقد يحتاج البعض الآخر إلى غفوات حتى بعد تجاوزهم سن الثلاث سنوات.

”في المدارس التمهيدية في المملكة المتحدة، التي يلتحق بها الأطفال بسن ما بين ثلاث وخمس سنوات لا توجد بنود تتعلق بالغفوة. ولكن على مقدمي الرعاية [دور الحضانة] استخدام السن العقلي للطفل لا السن الزمني للتأكد من احتياجات نوم الطفل“. [المترجم: السن العقلي يحسب من المعادلة التالية [9] ؛ السن العقلي = ﴿معدل الذكاء «IQ» x السن الزمني / 100].

الدراسة كانت بقيادة باحثين من جامعة إيست أنحيلا UEA بالتعاون مع باحثين في جامعة أكسفورد وجامعة أكسفورد بروكس وجامعة ليدز وجامعة وارويك.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  ”المهارات المعرفية cognitive skills، والتي تسمى أيضًا الوظائف المعرفية cognitive functions أو القدرات المعرفية cognitive capacity أو cognitive abilities هي مهارات دماغية ضرورية لاكتساب المعرفة واستخدام المعلومات والتفكير. ولها علاقة بآليات كيف يتعلم الناس ويتذكرون ويحلون مشكلاتهم وكيف يولون انتباههم، ولكن ليس لها علاقة بالمعرفة الفعلية. تشمل المهارات أو الوظائف المعرفية مجالات الإدراك الحسي والانتباه والذاكرة والتعلم واتخاذ القرار والقدرات اللغوية.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Cognitive_skil

[2]  https://www.scilearn.com/what-weak-cognitive-skills-look-classroom/

[3]  https://acamh.onlinelibrary.wiley.com/doi/10,1002/jcv2,12190

[4]  https://www.babysleepsite.com/naps/baby-naps-chart-how-many-how-long/

[5]  https://en.wikipedia.org/wiki/Maslow%27s_hierarchy_of_needs

[6]  https://ar.wikipedia.org/wiki/اختبار_معرفي

[7]  https://ar.wikipedia.org/wiki/اقتصاد_اجتماعي

[8]  https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/12022769/

[9] https://testbook.com/question-answer/a-child-of-16-years-scores-75-in-an-iq-test-his-m- -617654a2e76cb9af89772afc#: ~: text=When%20A%20child%20of%2016، MA%20%3D%2012

المصدر الرئيس

https://www.uea.ac.uk/news/ - /article/what-nap-times-reveal-about-your-childs-brain-development