رفضت ابنتي من قِبَل مديرة المدرسة: الأخلاق قبل التعليم والإنسانية حق وواجب
عندما نواجه صعوبات في الأمور الاجتماعية، يمكن أن تؤثر حياتنا مباشرة، وتنعكس على مختلف جوانبها، بما في ذلك تجاربنا التعليمية. لقد مررت مؤخرًا بتجربة محبطة تتعلق بابنتي في المدرسة، حيث تعاملت مديرة المدرسة معها بطريقة مرفوضة وغير مقبولة. ومن هنا تطرح التساؤلات حول دور المربين والمعلمين في بناء جيل واعٍ ومستقبل أفضل، والمبادئ والقيم التي ينبغي عليهم تبنيها.
في مجتمعنا اليوم، تُعتبر الأخلاق والقيم الأساسية أمرًا حاسمًا في بناء شخصية الفرد وتشكيل سلوكه. إذا كان هناك قصور من المربين والمعلمين في تحقيق هذه القيم والمبادئ وتطبيقها في حياتهم اليومية، فكيف يمكنهم توجيه الأجيال القادمة نحو الوعي والتميز؟
أحد الأمثلة الواضحة على هذه المشكلة هو الحادث الذي واجهته في المدرسة عندما دخلت بشكل رسمي ونظامي للتحدث مع مديرة المدرسة. كنت صادقة وصريحة معها، ولكن بشكل مفاجئ وبكل جرأة، رفضت ابنتي من قِبَل المديرة وبدأت في إلقاء الكلام «غير اللائق»، وذلك وسط حضور ابنتي، التي لا يجب أن تكون عرضة لمثل هذه الحوارات.
”إحدى المشكلات الشائعة التي نواجهها في المدرسة هي التعامل مع الأمهات المطلقات. عندما يتعلق الأمر بالحضانة، يأتي الأب ليأخذ ابنه وتأتي الأم لتطلب الحضانة. تجاهلت الازدحام وعدم وجود صك المنزل، ولكنني لن أتجاهل كونك مطلقة“. بهذه الكلمات خاطبتني مديرة المدرسة لكنني طلبتها عدم الحديث أمام ابنتي بهذه الطريقة، ولكنها لم تعط الموضوع أي اهتمام، مما تركني في حالة دهشة وصدمة.
ما أثار دهشتي أكثر هو عودة المديرة للتحدث عن الصك الرسمي للحضانة، وبحجة أنها تتبع إجراءات رسمية. هل هذا هو التعامل المناسب مع الأم وجهًا لوجه أمام طفلتها؟ ألا ينبغي أن تكون المديرة قدوة تحتذى بها وتحترم أخلاقيات المهنة وتظهر المزيد من الإنسانية؟ ومتى أصبحت الشروط المعقدة والتعقيدات البيروقراطية مقياسًا لقبول التعليم؟
يبدو أن هناك فقدانًا للتوازن في التعامل مع الأمور الاجتماعية والأخلاقية في بعض المدارس. فالتعليم ليس مجرد نقل للمعرفة والمعلومات، بل يتضمن أيضًا تنمية الشخصية والأخلاق وتعزيز القيم الإنسانية. يجب أن يكون لدى المربين والمعلمين القدرة على التحلي بالصبر والتفهم والتعاطف مع الأمور الاجتماعية التي تؤثر على حياة الطلاب وأسرهم.
لذا، فإن توفير بيئة تعليمية صحية ومتوازنة يعتبر أمرًا ضروريًا لتنمية جيل واعٍ ومستقبل مشرق. يجب أن يتعلم المعلمون والمربون كيفية التعامل مع أنواع الأمور الاجتماعية بحساسية واحترام، وأن يعتبروا الأخلاق والقيم الإنسانية أساسًا في كل قرار يتخذونه.
بالنظر إلى الموقف الذي واجهته مع ابنتي في المدرسة، يظهر بوضوح الحاجة الملحة لتدريب المعلمين على التعامل مع القضايا الاجتماعية بشكل أكثر احترافية وإنسانية. يجب أن يكون لديهم القدرة على فهم التحديات الاجتماعية والأسرية التي يواجهها الطلاب، وأن يكونوا قادرين على تقديم الدعم والتوجيه بطريقة تعزز العلاقة المثلى بين المدرسة والأسرة.
في الختام، يجب أن نؤكد على أهمية الأخلاق والقيم قبل التعليم، وضرورة أن يكون لدى المعلمين والمربين الأخلاق والقيم اللازمة لتنمية جيل واعٍ ومتوازن. يجب أن تكون الإنسانية والتفهم والاحترام من بين القيم الأساسية التي يتبناها المعلمون والمربون لضمان مستقبل أفضل للجميع.